قالت مجلة نيوزويك الأمريكية، إن أحد النشطاء المصريين البارزين فى مصر قد اجتمع مع مسئولين أمريكيين فى واشنطن للحديث عن دور الميديا الاجتماعية كمواقع التواصل مثل الفيس بوك وتويتر وغيرهما فى إحداث الثورة والتغيير.
وتوضح المجلة أنه فى نيويورك عام 2008، اجتمع ناشط سياسى مصرى ودبلوماسى معين من قبل الرئيس جورج بوش، ومخططو الحملة الانتخابية لباراك أوباما للحديث عن ثورة الميديا الاجتماعية.
ففى ديسمبر من هذا العام، مشى أحد نشطاء المعارضة البارزين فى مصر عبر مطار القاهرة المزدحم. وعندما كان يقوم لإجراء استعدادات السفر، كان حريصا على ألا يترك أى دليل على مكان يذهب إليه على أمتعته، وفى صالة المغادرة، ذهب إلى مكتب الأمن وطلب من الحرس أن يفتشه قائلاً "أنا على قائمة المراقبة فمن فضلك أنهى هذا الأمر الآن حتى لا تفوتنى الطائرة".
ولم تفته الطائرة وبعدها بثلاثة أيام، جلس المصرى فى غرفة بكلية القانون فى كولومبيا بمنهاتن. واستمع إلى محاضرات لثلاثة من فريق الميديا الإجتماعية الخاص ببارك أوباما وهم جو روسبارس، وسكوت جوستاين وسام جراهام فيلسن. وبالنظر إلى أن هؤلاء الثلاثة قد ساعدوا فى انتخاب أول رئيس أمريكى أسود، فقد كان الامر مثيراً.
بعد ذلك، تحدث ثلاثتهم عن القوى الثورية لوسائل الإعلام الاجتماعية، وتحدثوا ، كما يوضح جراهام فيلسن، عن كيفية منح الناس العاديين القدرة على الاتصال.
وتقول المجلة الأمريكية إنه فى الأسبوع الماضى، ومنذ اندلاع الاحتجاجات فى مصر والكشف عن مزيد من مراسلات الخارجية الأمريكية على موقع ويكيليكس، فقد قيل الكثير عن هذا الاجتماع الذى تم عام 2008، وكيف أنه يشير إلى "دعم أمريكا السرى" لقادة التمرد المصريين على حد تعبيرها.
وبينما يكون لدى كل الأطراف المعنية مصلحة فى التقليل أو التأكيد على الأهمية السياسية للقاء القمة، فإنهذا المؤتمر لم يكن سرياً تقريبا. فالمنظمون أعلنوا صراحة عن برنامج القمة والمتحدثين الأساسيين الذين شملوا إلى جانب قادة فريق أوباما للميديا الاجتماعية ومسئول إدارة جورج بوش، ووبى جولدبيرج، مقدم برنامج على قناة "أيه بى سى"، وهو شخص لا يمكن أن يدعوه منظمون فى حدث يريدون إضفاء السرية عليه.
وأكدت الصحيفة على أن منظمى المؤتمر فى هذا الوقت حافظوا على سرية هوية الناشط المصرى خوفاً من تعرضه للانتقام من الدولة البوليسية فى مصر.
وعلى الرغم من أن المنظمة غير الحكومية التى نظمت هذه القمة، وهى منظمة التحالف من أجل حركات الشباب، لم تتلق تمويلاً من الخارجية الأمريكية، إلا أنه تم التركيز فى هذا المؤتمر على قوة الميديا الاجتماعية وتكنولوجيا الاتصال الأخرى مثل الرسائل النصية القصيرة كوسيلة منظمة ولا تحمل أجندة سياسية معينة سوى الضغط لمواجهة القمع والاضطهاد والتطرف العنيف، حسبما يقول ستيفانى رودات، أحد مؤسسى المنظمة المذكورة. "وزارة الخارجية الأمريكية لم تعلق على هذه المعلومات حسبما أشارت نيوزويك".
أما الناشط المصرى الذى رفض الكشف عن هويته خوفاً تعرضه للانتقام من نظام مبارك، فقد استمع إلى المحاضرات ومعه حوالى 20 شخصاً أخرين من مختلف أنحاء العالم ، بعضهم يرتدى ملابس عادية والآخر يرتدى تى شيرتات رياضية عليها شعارات خاصة بهم.
وكان الطاقم الموجود من الشباب ولكنهم مختلفين. ومن بينهم أحد الكولومبيين الذين نجح فى استخدام الفيس بوك فى حشد 12 مليون شخص فى مسيرة ضد العصابات الماركسية الوحشية المعروفة باسم فارك، وناشط فنزويلى آخر نظم احتجاج ضخم مناهض لرئيس بلاده هوجو شافيز.
ولم يكن جميع الحضور مسيسيين، أحد الناشطين على سبيل المثال كان يحارب الإيدز فى سيرلانكا، وآخرين جاءوا من جماعات مختلفة مثل شبكة تدخل الإبادة الجماعية وغيرها. وتحدق المشارك المؤسس فى مؤسسة فيس بوك دستن موسكوفيتز عن " أصول وأدوات التغيير الاجتماعى". كما شارك جيبسون ليبمان، الرئيس التنفيذى لشركة هاوكست فى هذا الملتقى أيضا.
وحضر هذا اللقاء أيضا عدد من مسئولى وزارة الخارجية الأمريكية من بينهم جيمس جلاسمان، مساعد وزيرة الخارجية للدبلوماسية العامة خلال إدارة جورج بوش، وهو صاحب عقد المؤتمر ومعه جارد كوهين، عضو فى فريقه المتخصص فى التكنولوجيا والابتكار.
جلاسمان قال فى مقابلة تلفزيوينية مؤخراًن إنه علم أن إحضار أحد عناصر شباب 6 إبريل من مصر، التى اتخذت موقفاً قوياً فى مواجهة الحكومة المصرية، سيكون مثيراً للجدل فى ظل دعم الإدارة الأمريكية لنظام مبارك، والذى يشمل تقديم معونات اقتصادية وعسكرية لمصر. لكن الحدث كان يتناسب مع الاستراتيجية الشاملة الخاصة بمصر والتى تدعم المجتمع المدنى وتشجع الناس على تعزيز الديمقراطية بقدر الإمكان.
جلاسمان قال أيضا أن وظيفته هو مساعدة الناس مثل الناشط المصرى، وهو ليس لديه مخاوف من أن يعرف المسئولين المصريين عن هذا المؤتمر. بل إنه كان غاضباًص عندما تم منع مصرى آخر دعاه من الصعود على طائرته فى القاهرة وأخبر السفير المصرى بذلك، مؤكداً إنه كان صريحاً جداً معه.
أما الناشط المصرى الذى تمكن من المشاركة فى المؤتمر، فقال عنه إنه علَم فيه أكثر مما تعلم، وهو التقييم الذى أيده فيه الآخرين. وبالنسبة له، فإن قيمة الحدث تكمن فى التواصل مع نشطاء آخرين فى مناقشات القهوة والسجائر الزاخرة بالفلسفات.
بعد المؤتمر، اتصل مع وزارة الخارجية وعدد من موظفى الكونجرس فى واشنطن وفى وقت لاحق السفارة الأمريكية فى القاهرة، وهى الاجتماعات التى تم الكشف عنها فى وثائق ويكيليكس. ويقول الناشط المصرى عن هذه الاجتماعات إنه كان يحاول الحديث عن الديمقراطية فى مصر، لكنهم كانوا مهذبين دون أن يستمعوا كثيراً. وسألهم لماذا يغطون على هذا النظام وجرائمه، فكانوا يقول بعض الهراء مثل، أنهم يبقون الجسور مفتوحة وأن هناك الكثير على المحك، فكان يرد قائلاً عن مصر على المحك.
نيوزويك: اجتماع ناشط مصرى مع مسئولين أمريكيين لمعرفة استخدام الإنترنت فى حشد الناس
الخميس، 03 فبراير 2011 11:09 م
وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة