ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن الاحتجاجات الضخمة التى شهدتها مصر على مدار الأيام الماضية، أثبتت أن الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش كان على حق فى الضغوط التى مارسها من أجل إرساء الديمقراطية فى الشرق الأوسط.
وقال الكاتب ستيفين كارتر إن الرئيس بوش كان ينظر إليه باعتباره ساذجاً لاقتراحه أن دعم الديمقراطية فى العالم العربى يجب أن يكون أساسياً فى السياسة الخارجية الأمريكية. وقبل عامين، وُجهت التهمة نفسها إلى الرئيس باراك أوباما عندما وجه خطابه إلى العالم المسلم من جامعة القاهرة وقال فيه إن الحكم الذاتى والحرية ليست مجرد أفكار أمريكية، ولكنها حقوق إنسانية.
وأضاف : صحيح أن الرجلين، بسبب المصالح الاستراتيجية الأمريكية، لم يضغطا بشكل قوى من أجل إرساء الديمقراطية. إلا أن النقطة الأكثر أهمية هو أن كلا منهما كانا موضوع محاضرات من خبراء أصروا على أن الحديث عن الديمقراطية والحرية فى الأراضى العربية قد أظهر كلا منهما أنه رومانسى يائس وعنيد ويفتقد التواصل مع الواقع.
وتابع فى مقاله: لكن اليوم، انتهى هذا الافتراض، وأصبح هذا هو الدرس المستفاد من الثورة الشعبية التى أطاحت بالرئيس التونسى وتسببت فى إعلان الرئيس مبارك عدم ترشيح نفسه لولاية جديدة، ويبدو أنه سيرحل قبل أن تنتهى ولايته. وكذلك قام ملك الأردن بتشكيل حكومة جديدة، فى حين يعيش النظام فى اليمن فى حالة قلق، وحتى فى الرياض يجب أن تزداد حالة عدم الارتياح.
وأشار إلى تعرض أوباما لمأزق حتى الآن، فهو لا يرغب فى الوقوف بجانب مبارك حتى لا يسىء للحكومة التى يتبعها، كما أنه غير راغب أيضا فى دعم المطالب بالإطاحة بمبارك حتى لا يسىء إلى الرجال الأقوياء الآخرين الذين لا يزال فى حاجة إلى دعمهم.
وأوضح أن هذا المأزق قد تداعى ببطء، فالحركة الشعبية فى مصر لا تتلاشى ولكنها تزداد قوة. وإذا ذهب مبارك، فإن عشرات الآلاف سينزلون إلى شوارع عمان وصنعاء وعواصم عربية أخرى. فما نشهده الآن، على حد وصف الكاتب، ربما سيكون فى النهاية أشبه بالانهيار السريع والمفاجئ للديكتاتوريات الشيوعية فى أوروربا الشرقية.
وأنهى الكاتب مقاله بالقول إن الواقعيين ربما يكونوا على حق، وأن أفضل ما يمكن أن يأمله الغرب الآن هو أن تكون مصر بعد مبارك أشبه بباكستان، أى ذات حكومة مركزية ضعيفة وجيش قوى والمزيد من الأحزاب السياسية التى يصعب عدها. لكن الوقت قد تأخر قليلاً للشعور بالقلق حيال ما سيحدث بعد ذلك. فخريطة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتغير.
الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة