المظاهرات التى اندلعت يوم الثلاثاء 25 يناير لنا أن نفتخر بها فلقد كان النظام يراهن على أن المظاهرات ستكون قليلة العدد واهنة الصوت شاحبة التكوين، وبالتالى يتم احتواؤها فى ركن، وبالابتسامة حينا وبالترهيب أحيانا يمضى الوقت حتى تتبدد قواهم من الهتاف ومع دخول الليل وبرودة الجو سيحل الإحباط والجوع وينصرفون!.
وأن يتم إتلاف أو تحطيم أو إحراق بنك أو شركة أو أو.. وهنا تنطلق الشرطة لتعتقل وتضرب وتقبض على الفاعل الأصلى والاحتياطى، لكن ما حدث كان مدهشا فذا جميلا.. الأعداد كبيرة أغلبهم شباب وشابات يتوقون فى غدا أفضل ونظاما أرقى فيهتفون بالحلم ليسمعه كل كاذب قال أو كتب فى أن مصر لا تحلم ولا تتمنى ولا تتوق للتغيير..
وليس فى الإمكان أبدع مما كان.. كانت الأعداد غفيرة ومع ذلك كان الحرص على عدم الإتلاف أو التحطيم.. أو حتى الاشتباك مع أى فرد من أفراد الأمن.. لكن الأمن للأسف جعل من التظاهرة موقعة حربية قنابل مسيلة للدموع بلا عدد.. غازات تنطلق فتخنق.. رصاص مطاطى فى الصدور دون تمييز بصغير أو كبير وبلا رحمة أو هوادة.. ومع كل ذلك كان التصميم والإرادة من المتظاهرين على الاستمرار .. إلى أن شعر الأمن بألا فائدة ومن الأنباء المتواترة أن مساعد وزير الداخلية للأمن المركزى رفض إطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين وانسحب..
انسحبوا بطريقة تبعث على الشفقة تركوا سياراتهم تحترق وهرولوا.. وتركوا كل شىء لتدب الفوضى من الخارجين على القانون والمسجلين ومن لهم الرغبة فى أن تتحول المسألة كلها إلى تخريب وترويع .. فاحترقت منشآت وسلبت محال وبنوك ومحاكم .. ليأت من يأتى ويلصق كل هذا بالمظاهرة الجميلة.. وانتظرنا أن تتم السيطرة.. أن يكون هناك بيان.. أن يتكلم الرئيس.. وخرج بعد وقت طويل.. طويل.. وكأنه الدهر.. وقال ما لم يكن كافيا وبالتوزاى كانت أعمال السلب والهجوم على الناس من مساجين خرجوا للتو ولا نعرف كيف خرجوا فى نفس الوقت والتوقيت انفتحت السجون لهم !.. قالوا البدو.. قالوا مجموعات منظمة.. قالوا كثيرا وما قالوه كله لا يخرج عن ناس مسئوله بل أناس كانوا يمسكون بالسلطة دون إدراك دون احتراف دون فهم.. ضعفاء لم يحسبوا حساب يوم فيه مظاهرة!! فسقطوا من نظرنا ولابد من محاكمة لنفهم ونعرف فيحاسب المسئول عن هذا الخزى.. أما المظاهرة الشريفة الطاهرة العامرة بشباب يحب تراب هذا البلد دون مصلحة أو أجندات، كما يزعم المنافقين فعلى الرءوس وفى العين والقلب.. أما القادة الورق الذين أتوا فجأة لنراهم فى البرامج الليلة والنشرات الإخبارية وهم يصرحون بالقول إنهم هم الآباء لكل ما يحدث فهم كاذبون منافقون ولن نصدقهم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة