ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن أسلوب النظام فى قمع المتظاهرين عكس كيف حكم الرئيس مبارك بلاده بقبضة من حديد، ولكن على ما يبدو قرر المصريون أن يواجهوا بطشه، بعد أن عاشوا فى خوف ويأس فى ظل حكمه، وقالت فى تقريرها الذى أعده جيفرى فليشمان إن الرئيس مبارك لا يحتمل الشقاق، ويميل أكثر إلى "سحقه بدلا من التوصل إلى تسوية".
وأضاف فليشمان أن هؤلاء الذين ولدوا منذ بداية حكمه عام 1981، عاشوا فى حكم قانون الطوارئ، ووسط قوات الأمن التى تستطيع اختطاف روح من الشارع ولا تترك لها أى أثر خلال لحظة.
ورأت "لوس أنجلوس تايمز" أن اندلاع أعمال العنف بين أنصار مبارك والمتظاهرين المنددين بالحكومة أمس، الأربعاء، فى ميدان التحرير لم تكن عملا سياسيا عفويا، وإنما مهمة مخطط لها من قبل البلطجية الذين استأجرهم الحزب الحاكم لنشر الخوف فى قلوب هؤلاء الرافعين للواء التغيير، بحسب زعماء المعارضة.. وسرعان ما تحولت المظاهرة السلمية إلى مشاجرة شوارع تبارى فيها الجميع بقواتهم، وسقط ثلاثة أشخاص قتلى.. بينما أصيب أكثر من 800 شخص، فى الوقت الذى امتنع فيه جنود القوات المسلحة عن الانخراط بين الجانبين.
ووصف فليشمان مدى الوحشية التى تعامل بها مؤيدو مبارك بالمثيرة للدهشة والحزينة فى الوقت نفسه، وقال إن مبارك الذى تعهد بالوحدة قبل ساعات قليلة من هذه الأحداث، دافعت عنه عصابات سعت لتمزيق الأمة فى سبيل حماية حكمه.
ورأى معد التقرير الأمريكى أن المشهد كان تجسيدا مزعجا لـ30 عامًا فى دولة نامية هشة من الداخل، وعرفت حكومة الرئيس مبارك بمحاولتها العديدة لتوطيد السلطة، وتوفير الثروات لهؤلاء العاملين بها، واهتمامها بذلك أكثر من دفع دفة البلاد نحو عهد جديد، لذا تعرضت مكانة مصر اليوم، تلك الدولة التى كانت نواة العالم العربى، إلى التراجع.
ومضى الكاتب يقول إن الفقر انتشر عبر قرى الدلتا وأزقة وحوارى المدن، واضطر الفقراء للإسراع للإلحاق بسيارات "الميكروباص" التى لا تعرف لها محطة، كما اضطروا للتزاحم فى الأسواق والوقوف فى صفوف طويلة للحصول على رغيف الخبز، والصلاة من أجل الحصول على عمل.
لوس أنجلوس تايمز: قمع المتظاهرين يعكس كيف حكم مبارك المصريين بقبضة من حديد
الخميس، 03 فبراير 2011 02:25 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة