محمود جاد

حتى لا تتحول الثورة إلى فتنة

الخميس، 03 فبراير 2011 11:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خط بالغ الدقة يفصل بين الثورة والحرب الأهلية، وخط رفيع ـ لا يراه إلا العاقلون ـ يقف حائلاً بين تقديم التنازلات والاعتراف بما تحقق من مكاسب فعلية على أرض الواقع. أود أن أكون واضحاً، إنى لا أبرئ ساحة النظام المصرى من مجزرة ميدان التحرير مساء الأربعاء وحتى فجر الخميس، وسقط فيها ما يقرب من 1500 شخص بين شهيد ومصاب، لكن ما يفزعنى هو إراقة دماء مدنية - مدنية جميعها مؤمن بقناعاته فى إنه يريد الأفضل لمصر وللمصريين.

بعبارات واضحة، لجأ النظام بعد خطاب مبارك لمأجورين، لتصوير مشهد يوحى بأن هناك شريحة ليست بالقليلة تؤيد بقاء مبارك فى السلطة، وتمكن هؤلاء من استقطاب مواطنين يحبون مصر، كما نعشقها أنت وأنا، ولكن بمنطق مغاير.. ربما يودون أن يرحل مبارك، لكنهم يرون فى غيابه عن المشهد قلقاً لا يحتملونه، ومثل هؤلاء لو سالت دماؤهم فلا توصيف لما سيجرى الأرض أقل من الحرب الأهلية التى لا نستحق جميعاً أن نشهدها.

لست انهزامياً، لكنى أدعوك للنظر جيداً لما تحقق على أرض الواقع من مكاسب، ومحاولة تصور ما يمكن أن نتكبده جميعاً من خسائر إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه حتى كتابة تلك السطور، يظل فى تقديرى نسف مشروع التوريث من جذوره مكسب لا ينكره منصف، كما أن تراجع مبارك الذى قال بأنه باقٍ فى السلطة طالما هناك قلب ينبض عن الترشح لدورة رئاسية جديدة، إنجاز لا يمكن غض الطرف عنه، وأهم من كلا المكسبين، أزعم بأن صياغة عقد اجتماعى جديد ووضع دستور يضمن علاقة واضحة المعالم بين الحاكم والمحكوم مستقبلاً أكثر قيمة ممن يجلس على كرسى الرئاسة.

لا أحمل متظاهرى ميدان التحرير، الذين شاركتهم احتجاجاتهم يوم جمعة الغضب، مسئولية دماء الأبرياء ولا تعطل مصالح 80 مليون مصرى، لكن يؤسفنى أننا جميعاً أمام ثلاثة سيناريوهات لا رابع لها: إما الرحيل الفورى لمبارك، وإما الحوار، وإما الحرب الأهلية.. ويظل السيناريو الأول أمراً لا يمكن توقع آلية الوصول إليه، بينما السيناريو الثالث يمكن تجنبه إذا ما أعطينا للحوار فرصة ووضعنا دماء المصريين فوق أى اعتبارات سياسية ملوثة، أو أى مطالب ثورية طاهرة.. وإذا ما فشل الحوار فإننا جميعا عرفنا السبيل جيداً لميدان التحرير، ولن تمنعنا أى قوة من العودة من جديد.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة