جريدة الأنباء
حرب شوارع فى مصر
تحول ميدان التحرير أمس من ساحة للتظاهر والتعبير عن الرأى، إلى ساحة للمواجهات بين المتظاهرين الذين خرجوا تأييدا للرئيس المصرى حسنى مبارك وآخرين معارضين له لم يقتنعوا بالخطاب الذى ألقاه أمس الأول، وأدت تلك المواجهات إلى سقوط أكثر من 500 جريح وترددت أنباء عن وقوع عدد من القتلى، فيما أشار شهود عيان إلى اعتقال عدد من النشطاء والإعلاميين. هذا، وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن عناصر من جماعة الإخوان قامت بإلقاء كرات النار على المتظاهرين فى ميدان التحرير.
وفيما أعلن عن تخفيض ساعات حظر التجول ليصبح من الساعة الخامسة مساء الى الثامنة صباحا، لم تفلح مناشدات الجيش للشباب المصرى بالعودة إلى منازلهم بعد أن عرف رسالتهم ومطالبهم وقال فى بيان «انتم بدأتم الخروج للتعبير عن مطالبكم وانتم القادرون على إعادة الحياة الطبيعية لمصر».
وتصاعدت الدعوات للمؤسسة العسكرية لضبط الأوضاع، ووقعت عدة شخصيات بينها رجل الأعمال نجيب ساويرس وسفير مصر السابق لدى الأمم المتحدة نبيل العربى والكاتب سلامة احمد سلامة بيانا دعت فيه «المؤسسة العسكرية المصرية الى ضمان أمن وسلامة شباب مصر المتجمع للتظاهر السلمى فى ميدان التحرير وغيره من شوارع وميادين المدن المصرية».
من جانبه حث نائب الرئيس المصرى عمر سليمان مساء امس جميع المتظاهرين المؤيدين للرئيس حسنى مبارك والمعارضين له على العودة الى منازلهم والتقيد بحظر التجول دعما لجهود الدولة من أجل استعادة الهدوء والاستقرار واحتواء ما ألحقته التظاهرات بمصر من أضرار وخسائر منذ الأسبوع الماضى وعودة المواطنين لأعمالهم وحياتهم اليومية واستئناف الدراسة بالجامعات والمدارس، مؤكدا ان الحوار مع القوى السياسية مرهون بانتهاء الاحتجاجات فى الشوارع.
وقال سليمان، فى بيان له أذيع على التلفزيون المصرى مساء أمس، إن المشاركين فى هذه التظاهرات قد أوصلوا رسالتهم بالفعل سواء من تظاهر منهم مطالبا بالإصلاح بشتى جوانبه أو من خرج معبرا عن تأييده لرئيس الجمهورية محمد حسنى مبارك ولما جاء بكلمته لأبناء الشعب.
واختتم نائب الرئيس المصرى نداءه بتأكيد أن الحوار مع القوى السياسية الذى يضطلع به بناء على تكليف الرئيس يتطلب الامتناع عن التظاهرات وعودة الشارع المصرى للحياة الطبيعية بما يتيح الأجواء المواتية لاستمرار الحوار ونجاحه.
وهذه هى المرة الثانية التى يتوجه فيها عمر سليمان بكلمة الى المصريين منذ تعيينه فى منصبه الجديد وكان اللواء سليمان ظهر على التلفزيون المصرى الاثنين مؤكدا ان مبارك كلفه بإجراء حوار مع كل القوى الوطنية حول الإصلاحات الديموقراطية المطلوبة.
فى المقابل، جددت المعارضة أمس رفضها دعوة الحوار مع سليمان قبل تنحى الرئيس، بينما قال المعارض المصرى محمد البرادعى انه يأمل أن يترك الرئيس الحكم قبل ما وصفه بـ «جمعة الرحيل» غدا. من جهتها، رفضت «الخارجية المصرية» الدعوات الأوروبية والأميركية لضرورة أن تبدأ عملية التحول السياسى فى مصر الآن.
وقالت فى بيان إن دعوات «اطراف خارجية» تتحدث عن تحول الآن «مرفوضة وتناقض الدستور وتهدف الى تأجيج الوضع الداخلى فى مصر».
المذيعة سها النقاش تمتنع عن العمل فى التلفزيون المصرى
قالت سها النقاش المذيعة فى التلفزيون المصرى الحكومى إنها امتنعت عن الاستمرار بالعمل فى الجهاز الذى ظلت تعمل فيه 20 عاما بعد ما قالت انه «افتقد للأخلاقيات المهنية» فى تغطيته للاحتجاجات الهائلة التى دعت لرحيل الرئيس حسنى مبارك. وكثير من القنوات الحكومية هوّنت من شأن الاحتجاجات فى أيامها الأولى ولكنها خصصت لها تغطية على مدى 24 ساعة اعتبارا من يوم الجمعة. وأضافت سها النقاش أنها قرأت خمس نشرات اخبارية فى قناة النيل للأخبار فى 26 يناير ثانى أيام الاحتجاجات ولكنها استاءت لأن شوارع القاهرة صورت على أنها هادئة بينما كانت تعج بآلاف المحتجين. وقالت لـ «رويترز»: «قررت ألا أعود مرة أخرى.. أنا غادرت لأن التغطية افتقدت الحد الأدنى للأخلاقيات المهنية». وأضافت «خلال الاستراحة.. كنت أذهب مع الزملاء الذين كانوا يتجمعون أمام قنوات تلفزيونية أخرى لمشاهدة ما يحدث فى مظاهرات علنية مستمرة فى كل مكان فى مصر».
الراي
غزوة ميدان التحرير ... خيل وجمال وحجارة ومولوتوف
وفى اليوم التاسع للانتفاضة الشعبية فى مصر، تواجه معارضو الرئيس حسنى ومؤيدوه، للمرة الاولى، فى معركة استخدمت فيها الخيول والجمال والسيوف والخناجر والعصى وقنابل المولوتوف، لم يسلم منها الجانب الأيسر من المتحف المصري، وآدت إلى سقوط العديد من القتلى ومئات الجرحى.
ولم تثن التنازلات التى قدمها مبارك وكان آخرها إعلانه مساء الثلاثاء فى خطاب للشعب، عدم نيته الترشح لولاية جديدة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة فى سبتمبر، عزيمة معارضيه الذين ينوون تصعيد حركتهم بتنظيم تظاهرة حاشدة الجمعة، قد تتوجه الى قصر الرئاسة، لكن أحدثت انشقاقا فى صفوف المعارضة، استبعد خبراء ان يؤدى الى اخماد التظاهرات.
وتدفق الألوف من مناصرى مبارك إلى ميدان التحرير، وبعضهم على أحصنة وجمال، قال ناشطون إنها أُحضرت من اسطبلات الشرطة، مشبهين إياهم بـ «ميليشيا الجنجويد» فى السودان.
وأدت المواجهات، التى استخدمت فيها قنابل المولوتوف ضد المناهضين لمبارك، الى سقوط العديد من القتلى ومئات الجرحى.
وقال مصور لـ «فرانس برس»، انه رأى بنفسه 50 مصابا على الاقل فى عيادة ميدانية ملحقة بمسجد قريب من ميدان التحرير.
ولم يحرّك الجيش المنتشر وسط القاهرة ساكناً، رغم نداءات المتظاهرين له بالتدخل ومنع دخول مناصرى مبارك إلى ساحة احتجاجاتهم. وكان دعا فى وقت سابق المتظاهرين للعودة الى منازلهم.
من ناحيته، اتهم المعارض محمد البرادعي، مبارك بانه «يحاول أن يطيل فترة عدم الاستقرار فى مصر وعليه أن يستقيل». كما اتهم الحكومة، باستخدام «أساليب ترويع».
واعلنت جماعة «الاخوان المسلمين»، من ناحيتها، رفضها بقاء مبارك فى السلطة.
فى المقابل، أعلن كل من حزبى «الوفد» الليبرالى و«التجمع» اليسارى المعارضين تأييدهما لما جاء فى خطاب الرئيس المصري، وأعربا عن قبولهما التفاوض مع نائب الرئيس عمر سليمان لإجراء إصلاحات.
إلى ذلك، اكد الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية، أن دعوات جهات أجنبية إلى «مرحلة انتقالية تبدأ الآن» أمر «مرفوض ويهدف إلى تأجيج الوضع الداخلي».
وفى واشنطن، اعرب البيت الابيض عن استنكاره وادانته لاستخدام العنف ضد التظاهرات السلمية فى القاهرة، مؤكدا قلقه البالغ من الهجمات التى يتعرض لها الإعلام.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون فى ختام لقاء مع رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، إن «الهجمات على المتظاهرين المسالمين غير مقبولة وأدينها بشدة».
"مبارك الكويتي" خاف من المتظاهرين وسأل: ليش ما يبونى المصريين ويقولون... ارحل!
أفسد المتظاهرون فى القاهرة حلم أسرة كويتية فى تمضية إجازة الربيع وتحديدا ابنها الصغير «مبارك» الذى اعتقد أن المتظاهرين لا يريدونه فى مصر عندما رددوا «الشعب يريد رحيل مبارك»، وهب الى والده - كاتب هذه السطور - والمنتمى إلى مهنة المتاعب، قائلا «يبه ما يبونى المصريين ليش، يبه انا خايف ليش يقولون ما نبى مبارك؟».
الاجابة عن الصغار تكون صعبة دائما، والاصعب منها ان يجد المرء نفسه محاصرا فى موقف حالك كهذا!
بين اسرتى والقاهرة حال عشق حميمة، وتوفيها حقها فى زيارات الى «أم الدنيا» فى كل فرصة سانحة وفى كل اجازة.
الا ان هذه الاجازة خبأت مالا تحمد عقباه لـ «أم الدنيا» ولأسرتى التى هالها ما هالها مما ابصرته من عمليات تخريب وسلب ونهب وحرائق وصراخ و «ارحل ارحل يا مبارك».
واعتبر مبارك ابن الـ (8) سنوات انه المستهدف وان كل ما يدور فى محيط الشقة التى آوت الاسرة فى شارع شهاب الكائن فى منطقة المهندسين والذى يضم مقر شركة امين تنظيم الحزب الوطنى احمد عز وصب المتظاهرون جام غضبهم عليه وعلى شركته بحرقها.
وعلى وطأ هدير الغضب من المتظاهرين وكلما ارتفع صراخهم وهتافاتهم يشعر الصغير مبارك انه المطلوب رحيله وترك مصر، فأصيب بحال من الهلع الشديد وطلب بشدة العودة الى الكويت، ولم يهدأ الا بعد جلوسه على مقعده فى الطائرة.
الوطن
معركة.. «الجمل»!!
تحول ميدان التحرير - ساحة المتظاهرين الرئيسية بوسط القاهرة امس - الى ميدان حرب سقط فيه اعداد كبيرة من الجرحى وذلك نتيجة الصدام الذى وقع عصر امس الاربعاء بين معارضى الرئيس مبارك ومؤيديه الذين اقتحموا الميدان سواء مترجلين أو ممتطين خيولا وجمالا، ومسلحين بأسلحة بيضاء، وسط شائعات تؤكد انهم جنود قوات الأمن المركزى بملابس مدنية.
وقال بيان لحركة 6 ابريل وكفاية وتيار التجديد الاشتراكى ان عناصر من الأمن بملابس مدنية، بالإضافة إلى عدد من البلطجية اقتحموا ميدان التحرير بهدف ترويع المتظاهرين.
وقال المعارض المصرى د.محمد البرادعى إن هذا مؤشر على أن النظام يلجأ إلى أفعال إجرامية فى مواجهة معارضيه.
لكن وزارة الداخلية سارعت إلى إصدار بيان مضاد نفت فيه أن يكون مقتحمو ميدان التحرير من أفراد الشرطة.
واعتبر مراقبون أن ما حدث بالأمس فى ميدان التحرير تم الترتيب له مسبقا. من جانب آخر قال مسؤول بالبنك المركزى المصرى إن البنوك سوف تظل مغلقة اليوم الخميس على أن تستأنف نشاطها اعتبارا من الأحد المقبل.
من ناحية أخرى عادت أمس خدمات الانترنت وفيس بوك وتويتر، بعد قطعها منذ 5 أيام بناء على أوامر حكومية، كما أعلن عن تخفيض مدة حظر التجول الذى تم فرضه الجمعة الماضية لتكون من الخامسة مساء (13.00 بتوقيت جرينتش) وحتى السابعة من صباح اليوم التالى (5.00 بتوقيت جرينتش) ومع الفوضى الضاربة فى سجون مصر تمكن عنصران من حركة «حزب الله» الشيعية اللبنانية المسلحة ممن أدينوا بتهم تتعلق بأعمال ارهابية، من الفرار من السجن ضمن آلاف من نزلاء السجون المصرية الذين استغلوا حالة الاضطراب التى تشهدها البلاد للهروب.
وذكرت وسائل اعلامية لبنانبة الأربعاء ان قائد خلية «حزب الله» سامى شهاب ومحمد يوسف منصور تمكنا من الفرار من سجن وادى النطرون فى مصر
الجريدة
مصر بين خمسة سيناريوهات وأربعة أسماء
المحروسة تبحث عن مرفأ... بين أخطاء المعارضة وخطايا النظام
بالانقلاب المفاجئ فى مزاج الشارع المصرى أمس من تبنٍّ كامل لمطلب إسقاط النظام بكل رموزه إلى التمسك بوجود الرئيس حسنى مبارك والتظاهر وفاء له والاعتداء على المعارضين، دخلت الأزمة مرحلة جديدة تتعدد فيها الاحتمالات، وتتوازن الفرص مع المخاطر، وتتسارع التغيرات، وتحبس فيها 'المحروسة' أنفاسها انتظاراً لمرفأ ترسو عليه.
والواضح أن هذا التغير لا يرجع فقط إلى اللغة العاطفية التى استخدمها الرئيس وهو يؤكد لشعبه مساء أمس الأول أنه 'يموت فى وطنه' أو إلى إحساس بأن استجابة جادة حدثت أخيراً لجزء من مطالب المعارضة، وإنما إلى أن الزخم الشعبى الذى أحاط 'شباب الثورة' أصيب بالوهن بعد ثمانية أيام قاسية أمضاها المصريون تحت وطأة حظر التجوال وانفلات الأمن ونفاد النقود وشح السلع.
أخطأت المعارضة عندما تمترست فى ساحة ميدان التحرير، وأخطأت حين أضاعت 'فرصتها' التى كانت سانحة الثلاثاء عندما كانت الثمرة جاهزة للقطاف، وأخطأت بإضاعة فرصة التفاوض مع نائب الرئيس عمر سليمان وهى مستندة إلى حشود مليونية، وأخطأت بعجزها عن استيعاب تبرم المواطنين من امتداد فترة 'الحصار'، وأخطأت بالتقليل من خطر الوجود البارز لـ'الإخوان المسلمين' فى صفوفها.
أما النظام فأخطاؤه أكثر من أن تحصى وأخطر من أن تمر دون حساب، وهو يتحمل مسؤولية أساسية عن الزج بمصر الكبيرة والعظيمة فى أتون 'بركان الغضب' الذى قد لا يخمد بسهولة.
وجاء الاعتداء المؤسف على شباب مصر فى ميدان التحرير ليمثل جريمة ضيعت آخر فرصة لاستعادة شرعية النظام واستثمار مزاج التعاطف فى الشارع مع الرئيس الذى قال إنه سيترك منصبه هذا العام.
ووسط السيولة المستمرة فى الموقف والتدخلات الدولية المكثفة يمكن اختصار التطورات المتوقعة فى 5 سيناريوهات:
• السيناريو الأول: التغيير المبكر
وهو أن يضطر الرئيس مبارك إلى عدم استكمال ولايته الحالية أو يقبل ذلك مغادراً موقعه خلال أيام أو أسابيع. وهذا المشهد لن يحدث إلا إذا رأى جنرالات الجيش بصورة نهائية أن استمرار مبارك صار عبئاً عليهم وعلى البلد، وإذا تصاعد الحرج الأميركى من صور القمع من جانب أحد أبرز حلفاء الولايات المتحدة.
ويظل احتمال وقوع هذا السيناريو قائماً إذا تمكن نائب الرئيس عمر سليمان من إقناع الجميع بأنه بديل آمن، وهى مهمة صعبة لوجود مصالح متعارضة، فى ظل تمسك طبقة كبار رجال الأعمال باستمرار مبارك ومخاوفهم على مكاسبهم، ودورهم السياسى والاقتصادي.
• السيناريو الثاني: إصلاحات محدودة
وفق الخطة التى أعلنها مبارك فى خطابه فمن المفترض الشروع فوراً فى إدخال تعديلات على مادتين فى الدستور من أجل توسيع فرص الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية وتحديد مدد فترات الرئاسة، مع إطلاق موجة لمكافحة الفساد المنتشر، ومحاسبة المسؤولين الأمنيين السابقين، على أن يتم الحوار مع المعارضة لاستكمال هذا البرنامج.
وحسب التجربة السابقة فإن الخيار الأفضل للرئيس المصرى سيكون الاكتفاء بتعديلات شكلية أو تفصيل عدد من التغييرات على مقاس النظام، على غرار ما حدث فى عام 2005 حين تغيرت المادة 76 من الدستور لتسمح بإجراء انتخابات تعددية، ثم جاءت الصياغة الجديدة لتجهض هذا التطور، وتفجر الغضب الذى أطلق حركات معارضة جديدة.
ومع تغير الموقف الآن فإن المتوقع هو أن المعارضة لن تقبل هذه المرة تكرار هذا السيناريو، وقد تتمسك بمطالب لم يتطرق إليها الرئيس، مثل إلغاء قانون الطوارئ وإعادة الاستقلال إلى القضاء ورفع القيود عن وسائل الإعلام، وإصلاح النظام الانتخابي.
• السيناريو الثالث: إصلاح سياسى شامل
التحول إلى الديمقراطية الحقيقية يبدو متعثراً بسبب عدم إيمان النخبة العسكرية الحاكمة أصلاً بأهمية هذه الديمقراطية، أو بأنها شرط حقيقى للتنمية والاستقرار والريادة الإقليمية.
غير أن التغير الذى صنعته 'ثورة الشباب' قد يزيد فرص هذا السيناريو، وخاصة أن انخراط ملايين المصريين فى لجان شعبية لمقاومة المجرمين والخارجين على القانون سيزيد – لا شك – نسبة المشاركة السياسية، ويجعل الإصلاح السياسى الحقيقى مطلباً يومياً مثل الخبز.
• السيناريو الرابع: انتصار مبارك
الاستماع إلى هتافات أعضاء الحزب الحاكم ومؤيدى الرئيس فى تظاهرة أمس يكشف بوضوح أن احتمال استمرار مبارك حتى نهاية حياته، ونكوصه عن وعده بعدم خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة سيظلان احتمالاً وارداً؛ فالتظاهرات المنظمة التى بدأت بشعارات تعبر عن التقدير للرئيس تحولت بعد قليل إلى المطالبة باستمراره ورفض تنحيه عن موقعه.
والواضح أن نهاية المشروع السياسى لنجله جمال، وتفكك الحزب 'الوطني' جعلا من شخص الرئيس الرمز الوحيد المؤهل للحصول على قدر من التأييد يتيح استمرار الجناح الذى حصل على المكاسب طوال ثلاثة عقود. إلا أن الموقف داخلياً وخارجياً جعل هذا السيناريو صعباً وإن لم يكن مستحيلاً.
• السيناريو الخامس: الفوضى المدمرة
عاد شبح الفوضى المدمرة بعد اشتباكات ميدان التحرير عصر أمس ليخيم كئيباً ثقيلاً فوق أكثر من 80 مليون مصري، مهدداً بتفكك أقدم دولة مركزية عرفها التاريخ.
ومع استمرار تماسك الجيش وتمسكه بثوابته الوطنية يظل هو الضمانة الوحيدة ـ للأسف ـ لإبعاد هذا الشبح المخيف.
غير أن احتمالات انقسام القيادة السياسية وترنح المؤسسة الأمنية ووجود المخاوف من المجرمين والبلطجية الذين استعان بهم الحزب الحاكم فى الانتخابات الأخيرة، تفتح الباب أمام تحول اللجان الشعبية التى تشكلت عفوياً لحماية الأحياء السكنية إلى ميليشيات حقيقية تستخدم السلاح للدفاع عن السكان ثم فى تصفية بعضها بعضاً.
• المرشحون الأربعة
ومع إعلان الرئيس حسنى مبارك اعتزامه عدم الترشح مجدداً لفترة رئاسية جديدة، بدأت الأسئلة عن أهم المرشحين لخلافته.
ورغم أن أغلبية المحللين يعتبرون أنه من المبكر حالياً طرح أسماء قبل انتظار التعديلات الدستورية الجديدة التى قد تؤدى إلى فتح الباب أمام بعض الشخصيات وإغلاقه أمام آخرين، كما أن الفترة المقبلة التى ستشهد تطورات فى الحراك السياسى ستحصد منه بعض القوى ثمار 'ثورة الشباب' وستخفق أخرى، فإن قراءة المشهد السياسى الحالى تكشف فى كل الأحوال ارتفاع حظوظ أربعة من الرموز السياسية.
1- عمر سليمان
نائب الرئيس الذى صعد إلى موقعه فى محاولة من مبارك لاحتواء غضب المحتجين ضده يظل هو المرشح الأوفر حظاً وفق السوابق التاريخية فى مصر منذ ثورة 1952، حيث تم انتقال السلطة مرتين إلى نائب الرئيس.
غير أن التطورات خلال الأسبوع الذى مر منذ تعيينه لم تكن فى مصلحته، فقد جاء القرار وقت ذروة الاحتجاجات فاعتبره المتظاهرون 'رجل مبارك' ما دفعهم إلى إعلان رفضهم له.
إلا أن قادة فى المعارضة وعلى رأسهم محمد البرادعى طالبوا فى اجتماعات مغلقة بنقل صلاحيات الرئيس إلى نائبه، قبل الاستجابة لاقتراح فتح حوار، وهو ما أعطى إشارة إيجابية منهم تجاه الرجل.
وقبل أسابيع قليلة كان المعارضون المصريون يتداولون اسم سليمان باعتباره 'الأمل الوحيد' من داخل جهاز الدولة لوقف سيناريو توريث الحكم إلى جمال مبارك، حيث كان الجميع يتهامسون دون أن يجرؤ أحد على الكتابة ـ بصراحة ـ عن معارضة الاستخبارات التى كان يرأسها سليمان والمؤسسة العسكرية كلها لصعود نجل الرئيس.
ومع حساسية موقعه كواحد من أقوى رجال النظام التمس له المعارضون الأعذار لعدم تحديه علانية جمال مبارك وصديقه أحمد عز، خاصة أن اعتقاداً ساد بأن الاستخبارات هى المصدر لتسريبات، كانت تصل بانتظام إلى نواب مستقلين ومعارضين وكذلك لصحافيين وإعلاميين، مثلت السلاح الأقوى فى مواجهة الفساد وملاحقة مجموعات رجال الأعمال الذين كانوا يسيطرون على الحكومة.
ويبقى العامل الحاسم فى تعزيز فرص سليمان، بالإضافة إلى إثبات قدرته على إدارة الحراك السياسى خلال الشهور المقبلة، هو موقف القوات المسلحة والتى تعتبر الاستخبارات الموالية له جزءاً لا يتجزأ منها، حتى أن محللين اعتبروا أن الأزمة كشفت وجود ثلاثة أقطاب للمؤسسة العسكرية هم: وزير الدفاع المشير حسين طنطاوى ورئيس الأركان الفريق سامى عنان ورئيس الاستخبارات عمر سليمان.
كما لا يمكن تجاهل دور رئيس الحكومة الجديد الفريق أحمد شفيق، وهو قائد سابق لسلاح الطيران وهو معروف بأنه تلميذ مخلص للرئيس مبارك.
2- سامى عنان
وهو ضابط مشهود له بالانضباط والنزاهة، ويشغل منصب رئيس الأركان. وإذ كان فى واشنطن أثناء اندلاع الأحداث وقطع زيارته عائداً الى القاهرة، فإن عدداً من المحللين اعتبروه وثيق الصلة بدوائر صنع القرار الدولية، لكن صورة الضابط المحترف عادت لتطغى على اى انطباعات أخرى عنه.
ويسود اعتقاد واسع بأن علاقة عنان مع وزير الدفاع محمد حسين طنطاوى ليست على اكمل وجه غير ان ذلك لن يؤثر على وحدة المؤسسة العسكرية.
ويرى مراقبون ان التطورات السياسية قد تقود الى خيار امساك رجل عسكرى مثل عنان بدفة البلاد إذا ذهب الاتجاه نحو تسوية تحفظ حقوق الجميع معارضة ونظاماً وجيشاً حارساً للدولة.
3- عمرو موسى
صاحب الشعبية الجارفة والذى سيترك موقعه كأمين عام لجامعة الدول العربية الشهر المقبل لينخرط فوراً فى الحراك السياسى الداخلي، وهو سبق قبل عام كامل أن عبر رغم تحفظه الدبلوماسى المعتاد عن استعداده لخوض الانتخابات الرئاسية مستقلاً عن كل الأحزاب 'إذا قرر الرئيس مبارك عدم الترشح' فى تلميح – فهم المصريون عندئذ – أنه يعارض خطة توريث الحكم للابن الأصغر للرئيس.
وأدلى موسى بعدد من التصريحات بعد اندلاع 'ثورة الشباب' عبرت عن استعداده للعب دور سياسى وتضمنت توجيه انتقادات حادة للأخطاء فى المرحلة الماضية.
وكشفت تعليقات الشارع المصرى عن استمرار شعبية موسى رغم إبعاده عشر سنوات إلى براد الجامعة العربية الذى بث فيه دفئاً، ليخيب ظنون الذين رأوا أن ارتفاع رصيده لدى المواطن المصري، وهو فى موقعه السابق كوزير للخارجية، يمثل 'خطراً محتملاً يجب التخلص منه'.
ولا يحظى موسى بدعم قطاع عريض من الشارع المصرى فقط، لكنه يتمتع أيضاً بثقة عربية اكتسبها طوال عمله الدبلوماسي، إلا أن فترة عمله فى الجامعة التى منحته أصدقاء أكسبته أيضاً خصومات مع حكومات وأطراف بالمنطقة.
4- محمد البرادعى
رمز ' الجمعية الوطنية للتغيير' الذى التف حوله المعارضون عند عودته إلى القاهرة قبل عام كامل فتحول فجأة من موظف دولى مرموق يقود 'الوكالة الدولية للطاقة' وحاصل على جائزة نوبل للسلام إلى قائد محتمل لجبهة واسعة تضم معارضين من مختلف القوى السياسية، بما فيها اليسار و'الإخوان المسلمين' رغم ليبراليته التى قد يظهر انها صورة خادعة عنه.
ورغم أن هذا الالتفاف حول البرادعى انفض تدريجياً ودبت الخلافات بين أنصاره بسبب عدم تفرغه للعمل السياسى وقضائه أغلب وقته خارج البلاد وعدم قدرته على إدارة التناقضات فى صفوف المعارضين، فإن عوامل قوته القائمة تمنحه بعض الرصيد.
ويتمثل أول عناصر قوة البرادعى فى علاقاته الدولية الواسعة وسمعته التى منحته ما يشبه الحصانة أمام محاولات الإساءة إليه أو التهديدات بالبطش به وفق الطريقة التقليدية التى تستخدمها أجهزة الأمن فى مصر.
ويشكك كثيرون فى حقيقة ولاء قطاعات الشباب الثائر للبرادعى أو اعتباره قائداً حقيقياً لثورتهم، إلا أن الاستجابة لدعوته الثلاثاء لإلغاء المسيرة إلى قصر الرئاسة أثبتت مصداقيته لديهم، وهو ما قد يدفع ثمنه بعد ذلك، إذ يتوقع كثيرون أن يصار إلى اتهامه بالتخاذل وإضاعة فرصة الانتصار.
وتعتبر بعض الأوساط ان البرادعى هو الورقة المخفية لدى 'الاخوان المسلمين' الذين يرفضون دعم اى مرشح عسكرى للرئاسة مثلما يعارضون اى ليبرالى مثل عمرو موسى، وسيجدون فى البرادعى ضالتهم، فيدعمونه للرئاسة وينصبونه واجهة يحكمون بها او يتحكمون عبرها بالحياة السياسية فى مصر فى سياسة 'قضم وهضم' تقودهم فى النهاية الى السلطة مهما طال الزمن.
السياسة
احمد الجار الله يكتب.. اغفر لهم سيادة الرئيس
لا يمكن ان تترك مصائر الدول رهينة للفورات الشعبية العشوائية, وترمى فى المجهول لأن البعض يرفض الاستماع الى لغة العقل أو يريد تغيير سنن الحياة بطرفة عين, خصوصا إذا تعلق الأمر بمصائر الأمم, التى تمثل أمانة فى أعناق الحكام, وأى تفريط بهذه الأمانة تحت ضغط الشارع من دون تأمين البدائل, يؤدى الى الفوضى كما جرى فى تونس وبعض الدول التى انزلقت إلى جنون العنف ويكون ذلك خيانة أمانة من القادة الذين يتحملون وزر المسؤولية امام الله والوطن... هذا ما أراد الرئيس المصرى حسنى مبارك قوله فى خطابه الأخير, وهو يسعى الى وضع مصر فى الايدى الوطنية الأمينة التى يختارها الشعب فى الانتخابات الرئاسية المقبلة, تاركا للتاريخ أن يحكم له أو عليه. حسنى مبارك الذى خاطب شعبه بكل شفافية, ايقظ الروح وجعل الدموع تنهمر حارة من المآقي, لعل تلك الدموع تغسل أدران سفاهة البعض الذين تحركهم نوازع السوء ولعلها تمسح الأخطاء والبذاءات التى اطلقها أولئك البعض الذين لا يشكلون إلا القلة من شعب مصر, وليس بالضرورة أن تجسد مطالبهم مواقف ال¯ 85 مليونا الذين ذرفت غالبيتهم الدموع معتذرة من رئيسها عما فعله السفهاء ومن اندس بينهم.
اعذرهم يا سيادة الرئيس, فهؤلاء لا يعرفون ماذا يفعلون, وان عرفوا فمعرفتهم قاصرة وملتبسة او مشوهة وغير يقينية, هؤلاء لم يتذكروا ماذا قدمت لهم من انجازات وكيف غيرت الصورة النمطية التى انطبعت فى الأذهان عن الشعب المصرى منذ ثورة عام ,1952 فأنت من فتح أبواب الاستثمار فى مصر, وأنت من اقنع المستثمرين العرب والاجانب والمصريين ان يبنوا المشاريع ويؤمنوا فرص العمل لمئات الآلاف, وأنت الذى أتحت لهم كل وسائل العصر الحديثة ليتمتع بها الشعب, وأطلقت مسيرة الديمقراطية, وحرية التعبير وسمحت لهؤلاء ان يتظاهروا, لكن بعضهم تفوه بكلام بذيء وتجرأ على كتابة تلك البذاءات على دبابات الجيش التى انتشرت فى الشوارع والميادين لحمايتهم وليس لقتلهم, هذه الحرية التى مارسها شعبك إلى أقصى الحدود بشرط ألا تؤذى أحداً, استغلها أصحاب الأجندات المشبوهة وفعلوا ما فعلوا.
اعذرهم يا سيادة الرئيس فالبعض لم يستوعب عظمة انجازاتك رغم الامكانيات المحدودة. لقد جعلت مصر قوة اقتصادية اقليمية مؤثرة, وأعدت إليها دورها العربى الكبير. نعم, أنت من حافظ على مصر الكبيرة بحنكتك السياسية, وأنت الذى وقفت إلى جانب الحق الكويتى انطلاقا من معدنك العربى الأصيل واستجابة لرغبات شعبك الذى تجمعنا به علاقات تاريخية راسخة جذورها المحبة والاحترام, وإذا صدرت أصوات نشاز من هنا أو هناك فهى لا تعبر عن الكويت ودول
التعاون الخليجي, بل تعبر عن أصحابها فقط.
اعذرهم يا سيادة الرئيس, لقد قسا بعض السفهاء عليك ولم يدركوا أنهم يقسون على أنفسهم, وعلى مصر كلها. فهؤلاء الجاحدون اعماهم وهْمُ تكبرهم على وطنهم فلم يرأفوا به.
نحن نعرف مسارك طوال 30 عاما, ونعرف كم أنت كبير النفس والخلق ولست ممن يحقدون, ولست ممن تحنى العواصف العابرة قاماتهم, ولذلك وقفت كالطود أمام شعبك وقلت بكبرياء الرجال الشجعان إنك من ارض الكنانة وإليها ستعود, وإنك لن تهرب من حمل الأمانة وانك ستسلمها لمن سيخلفك. لقد فهم شعبك الوفى الرسالة وعبر عن ذلك بتلك الاندفاعة الى تأكيد امتنانه لما قدمت لمصر, وترجمه بالدموع المنهمرة اعترافاً بالجميل, وبتظاهرات مؤيدة لوقفتك ولاستقرار مصر.
اعذرهم يا سيادة الرئيس, فهم لم يتذكروا الظروف الصعبة التى وصلت من خلالها إلى سدة الرئاسة, وهى ظروف لا يغبطك عليها احد, فأنت دخلت بثوب نقى وستخرج بثوب أكثر نقاء, أنت العفيف الذى حمل مصر فى قلبه ووجدانه وستخرج فارسا بإرادتك, كما يترجل كبار الفرسان.
نعم, ستترجل فارسا, ميدانك حبك لمصر وأهلها متوجاً بأمانتك وحبك لأطفال وشباب وشيوخ ونساء أرض الكنانة, ولن تترك مصر فى مهب نزوات الذين توهموا أن الوقت قد حان لينقضوا على الحكم وعلى الاستقرار, وحاشا ان تسمح لهم, لأنهم قتلة ولصوص واصحاب اجندات خارجية, ورغم ذلك صبرت عليهم وعلى إفكهم وبهتانهم واضعاً مصر ومستقبلها نصب عينيك, فيما هم كانوا سفهاء, حاولوا استغلال انتفاضة الشباب المتحمس, لقطف ثمار تلك الاصوات العفوية التى لم تكن تمانع, فى يوم من الأيام, سماعها, بل أنت من هيأها لتقول كلمتها بحماسة.
اعذرهم يا سيادة الرئيس عن كل تلك الترهات التى جاء بها ناكرو الجميل, فنحن عزاؤنا هنا فى الكويت والخليج أن أمة العرب كلها رأت فى دموع شعبك كل الوفاء لك ولمصر, هذا الشعب العظيم الذى لم ينس سنواتك معه, ولم ينس كم هى عظيمة مواقفك الوطنية والعربية.
أنا لست من شعبك, لكننى عشت إنجازاتك وكنت قريباً من مشاعرك تجاه وطنك وأمتك, وأتذكر دائما موقفك عندما غزا صدام حسين الكويت, حيث توهم حينذاك, ان الزعامة التاريخية تشترى, لكنك أثبت زيف وهمه ولقنته درساً بأن الزعامة لا تشترى ولا تباع, بل تصنعها المواقف المشرفة للقادة الانقياء الشجعان الأحرار.
شعب مصر يعرف انه اتعبك وأنت تعبت معه ايضا, وحانت ساعة الراحة. والله من حقك يا سيادة الرئيس ان ترتاح والتاريخ سيحكم بما لك وما عليك, وسيجد أن ما لك أكثر مما عليك... فاعذرنا أيها الفارس... الكبير
الصحف الكويتية: حرب شوارع فى مصر.. والمذيعة سها النقاش تمتنع عن العمل فى التلفزيون المصرى.. وغزوة ميدان التحرير ... خيل وجمال وحجارة ومولوتوف
الخميس، 03 فبراير 2011 06:39 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة