قالت صحيفة "السياسة" الكويتية إنه لا يمكن أن تترك مصائر الدول رهينة للفورات الشعبية العشوائية، وترمى فى المجهول، لأن البعض يرفض الاستماع إلى لغة العقل أو يريد تغيير سنن الحياة بطرفة عين، خصوصا إذا تعلق الأمر بمصائر الأمم، التى تمثل أمانة فى أعناق الحكام، وأى تفريط بهذه الأمانة تحت ضغط الشارع دون تأمين البدائل، يؤدى إلى الفوضى كما جرى فى تونس وبعض الدول التى انزلقت إلى جنون العنف ويكون ذلك خيانة أمانة من القادة الذين يتحملون وزر المسئولية أمام الله والوطن.. هذا ما أراد الرئيس المصرى حسنى مبارك قوله فى خطابه الأخير، وهو يسعى إلى وضع مصر فى الأيدى الوطنية الأمينة التى يختارها الشعب فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، تاركًا للتاريخ أن يحكم له أو عليه.
وأضافت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم، الخميس، لرئيس تحريرها أحمد الجار الله بأن حسنى مبارك الذى خاطب شعبه بكل شفافية، أيقظ الروح وجعل الدموع تنهمر حارة من المآقى، لعل تلك الدموع تغسل أدران سفاهة البعض الذين تحركهم نوازع السوء ولعلها تمسح الأخطاء والبذاءات التى أطلقها أولئك البعض الذين لا يشكلون إلا القلة من شعب مصر، وليس بالضرورة أن تجسد مطالبهم مواقف الـ/ 85 مليونًا الذين ذرفت غالبيتهم الدموع معتذرة من رئيسها عما فعله السفهاء ممن اندس بينهم.
وتابعت الصحيفة اعذرهم يا سيادة الرئيس، فهؤلاء لا يعرفون ماذا يفعلون، وإن عرفوا فمعرفتهم قاصرة وملتبسة أو مشوهة وغير يقينية، هؤلاء لم يتذكروا ماذا قدمت لهم من إنجازات وكيف غيرت الصورة النمطية التى انطبعت فى الأذهان عن الشعب المصرى منذ ثورة عام،1952 فأنت من فتح أبواب الاستثمار فى مصر، وأنت من أقنع المستثمرين العرب والأجانب والمصريين أن يبنوا المشاريع ويؤمنوا فرص العمل لمئات الآلاف، وأنت الذى أتحت لهم كل وسائل العصر الحديثة ليتمتع بها الشعب، وأطلقت مسيرة الديمقراطية، وحرية التعبير وسمحت لهؤلاء أن يتظاهروا، لكن بعضهم تفوه بكلام بذىء وتجرأ على كتابة تلك البذاءات على دبابات الجيش التى انتشرت فى الشوارع والميادين لحمايتهم وليس لقتلهم، هذه الحرية التى مارسها شعبك إلى أقصى الحدود بشرط ألا تؤذى أحداً، استغلها أصحاب الأجندات المشبوهة وفعلوا ما فعلوا.
السياسة الكويتية: اغفر لهم يا سيادة الرئيس
الخميس، 03 فبراير 2011 09:48 ص
أحمد الجار الله رئيس تحرير صحيفة "السياسة" الكويتية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة