بعد دقائق من تصريحات اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية، عن الوضع السياسى والحوار مع القوى الوطنية، أكد الدكتور محمد مرسى، المتحدث الإعلامى باسم الجماعة، أن حديث عمر سليمان خالف الواقع والدستور، وشدد على أن الإخوان يرفضون الحوار مع النظام بشكلٍ قاطعٍ، وليسوا مترددين، كما زعم سليمان، ونقول هذا لأن الشعب أسقط النظام ولا نجد أى جدوى من حوارٍ مع نظامٍ غير شرعىٍ مخالفٍ للدستور، مشيرًا إلى أن الوضع الحقيقى ليس فى وجود مطالب للقوى الوطنية، ولكن فى نظامٍ يريد القفز على مصالح الشعب والدستور، ضاربًا بعرض الحائط الملايين التى خرجت فى الشوارع وقالت إنها لا تريد مبارك.
وأضاف مرسى أن حديث سليمان عن وجود قوى أجنبية وأجندات خاصة غير مطابق للواقع؛ لأن الشباب الموجود فى الشارع والذين خرجوا فى مظاهرات عامة تُندد بالنظام لا يمكن أن يكونوا أصحاب أجندات أو مغرر بهم، مشيرا إلى أنهم أعلنوها صراحةً "لا تفاوض مع النظام"، مبرراً ذلك بأنهم لا يستطيعون أن يضعوا أيديهم فى يد من اتهمهم بأن أيديهم ملطَّخة بدماء المصريين.
وأضاف مرسى: "نحن لا نرفض الحوار، ولكن حوار على ماذا؟، وفى أى اتجاه؟، وهل هو حوار من أجل صالح الشعب؟، أم من أجل تضميد جراح النظام، وإخراج الإرادة الشعبية من طريقها، أو للقفز على الدستور؟!"، مشددًا على أن الإخوان لا يرفضون الحوار عندما يكون على أساسٍ وفى اتجاه الإرادة الشعبية، مشيرا إلى أن رؤية الجماعة لمرحلة ما بعد مبارك تتلخص فى رحيل النظام وحزبه وأمنه وحكومته وبرلمانه، وتحفظ القوات المسلحة البلاد فى الداخل والخارج، ويسقط مجلس الشعب والشورى، ويتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا مهام رئيس الجمهورية، ويشكِّل حكومة وحدة وطنية تُجرى انتخابات تشريعية طبقًا للدستور الحالى بإشرافٍ قضائى كامل، على أن يعدل المجلس الجديد بعض المواد المشبوهة فى الدستور، ويتم بعد ذلك إجراء انتخابات رئاسية.
وأوضح أن الإجراءات التى أعلنها مبارك وشدد عليها سليمان الآن، تسير فى طريقٍ غير صحيح، مبرراً ذلك بأنه نظام فاقد للشرعية، متهما النظام بأنه تخاذل عن حماية الشباب الذين استشهدوا وضُربوا فى ميدان التحرير أمس واليوم، وكذلك عندما داست عليهم سيارات الشرطة الجمعة الماضى، معتبراً ما قيل يُعبِّر عن نغمةٍ قديمةٍ قالها النظام كثيرًا ولم يحققها.
وحول ما أعلنه سليمان عن عدم وجود وقت للإصلاحات التى تنادى بها المعارضة، أوضح مرسى أن مجلس الشعب مطعون فى شرعية أكثر من 90% من أعضائه، وأن ما ينادى به الشعب بسقوط النظام لا يعنى سقوط الدولة، وإنما سقوط النظام الذى يسيِّر الدولة، والدستور به من المواد التى تحافظ على الدولة ومؤسساتها فى حال فراغ الرئيس.
فيما أكد د.عبد المنعم أبو الفتوح، عضو مجلس شورى الجماعة، أنهم ليس لديهم رفض للحوار من حيث المبدأ، إلا أنه استدرك بأن الإخوان يطالبون أن يكون الحوار بعد رحيل الرئيس مبارك من السلطة، باعتبار أنه سبب الأزمة، مشيرا إلى أن ما يحدث فى ميدان التحرير يدل على ذات الأسلوب والطريقة القديمة والمواجهة البوليسية التى عفا عليها الزمن.
وأوضح د.أبو الفتوح أن هناك عشرات الأشياء التى لا تحتاج لحوار بل هى مطلوبة منذ عقود، مثل إلغاء العمل بقانون الطوارئ، والإفراج عن المعتقلين السياسيين والمحكوم عليهم فى قضايا استثنائية، مضيفا أن المهم لابد هى الإجراءات التى تحرك الأمور.
وشدد أبو الفتوح على اتهام الإخوان بوجود أجندات للتخريب أو اختزال ما يحدث فى الشارع بأنه وراءها وكلها الإخوان إهانة لمصر ولإرادة الجماهير التى خرجت فى الشوارع تطالب بمطلب واحد هو رحيل مبارك.
وأوضح أبو الفتوح أنهم ليس لديهم ثقة فى وعود الرئيس مبارك نتيجة ما يحدث حالياً وحدث بالأمس فى ميدان التحرير، مضيفا أنهم لا يرفضون الحوار، ولكن بعد الرحيل، وتكليف اللواء عمر سليمان بتكليفات الرئاسة مؤقتا، معتبرا ما يتم حاليا عبثا من النظام، مبرراً ذلك بأنه لم يتم تقديم شىء للمطالب المتواصلة فى الشارع.
"الإخوان": لسنا مترددين فى الرد.. فلا حوار قبل رحيل مبارك
الخميس، 03 فبراير 2011 09:22 م