سامى عبد الراضى

اعتذر أنت يا ريس

الخميس، 03 فبراير 2011 11:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتبت بالأمس فى نفس هذا المكان: "نعتذر لك"..موجها كلامى إلى الرئيس مبارك ..كتبت عن مصريين تساقطت دموعهم بعد خطاب "مبارك ".. كتبت قبل أن تبدأ "مجزرة ميدان التحرير"..كتبت وأنا لم أفعلها من قبل مخاطبا الرئيس.. لست معه على الإطلاق ..وطالعوا مقدمة وخاتمة كتابى "عبارة الموت ..وثيقة عار".. هما على جروب يحمل نفس الاسم على facebook” ..كتبت عنه وله بعد أن تنازل ووافق على طلبات رددها شباب نقى وشريف ورائع سطروا أسماءهم بحروف من نور فى الصفحات الأولى من تاريخ مصر ..كتبت عنه وهو فى "عداد الخارجين من السلطة أو الذين سيخرجون ربما بعد أيام او حتى نهاية ولايته ".

لست مفوضا من مصريين أن اكتب حتى اعتذر بأسمائهم ..لن اعتذر باسم أقاربى أو زملائى أو أصدقائى أو حتى إخوتى، وأفراد عائلتى المنتشرين فى محافظات مصرية من سيناء إلى سوهاج _مسقط الرأس _ وحتى الإسكندرية وأسوان بحثا عن "لقمة العيش"..

لن اعتذر حتى عن زوجتى ..فلا أضمن أن أعيش فى ظل ظروف غاية فى التوتر وربما أموت فى أى لحظة وتصبح هى أرملة ..لن اعتذر باسم ابنى "محمد " عام و6 اشهر اليوم بالتمام والكمال، ومنذ يوم 26 يناير وهو يهرول فى الشقة ويقول بطريقته الخاصة مصر ..يقول :" مش أو مشر "..يقولها وهو يصفق ..لن اعتذر باسمه وأنا وأنت :" لا نطمئن على مستقبل ولادنا "_ كما هى حال شعار الحزب الوطنى اللى خربها _ ..لن اعتذر حتى باسم صبحى بواب عمارتنا الذى وجدته صباح اليوم فى انتظارى :" الشهرية يا بيه ..انا وعيالى مش لاقيين مصاريف " ..وأنا لا أتاخر لكننى أقسمت له بالله أننى لا أملك فى بيتى ولا فى جيبى ولا فى بنك سوى جنيهات لا تتخطى حاجز الخمسة جنيهات ..ووعدته أن أعود له مساء اليوم وسأقابله ..فأنا يا صبحى لم أحصل على راتبى بعد..لكننى تحصلت الآن فى هذه اللحظة على 200 جنيه من زميلى أحمد شلبى_ فلوسنا رايح جاى بينى وبينه منذ زمن _ ..

لن اعتذر يا ريس عن سيدة استوقفتنى فى بداية شارع قصر العينى وهى تقول :" حاجة لله " ..وأخرجت لها كل ما أملك وقلت لها :"أقسم بالله لا أملك غير هذه الجنيهات فى حياتى"، وأصرت وأقسمت ألا تأخذ مليما واحدا وأسرعت بكل رضا وهى تقول :" ربنا يسترها عليك يا ابنى" ..وشعرت أننى "ندلا".

يا ريس ما زلت أنا على موقف الأمس لكن سأرفع حرف "النون " من كلمة " نعتذر لك " واستبدلها ب:" اعتذر لك " ..فلا مصلحة لى معك قبل الآن أو الآن أو بعد 6 أشهر من الآن أو حتى خلال أيام ربما تنتهى فيها ولايتك ..

يا ريس ..اعتذر انت للجميع عن "همجية بعض أفراد حزبك الوطنى" الذى أراد أن "ينقط فى الفرح ".. أراد أن يكتسب من خطابك ..وهاجم بهمجية مصريين فى ميدان تحرير.. بينهم شباب شريف ونقى ورائع حولنا فى 10 أيام إلى صفوف العالمية من حيث ديمقراطية وحرية قادمتين .."همجية ، بعض مؤيديك، قضت على عطفا وقبولا واقتناعا تسرب ببطء إلى عقول شبابنا فى ميدان التحرير وعادوا إلى اعتصامهم.

يا ريس.. مصر تضيع الآن وهى أكبر منك ومن أى شخص.. أكبر من "إخوان" يرون أنها الفرصة الأخيرة لهم.. من بعض "المنتفعين" الذين يريدون القفز على ثورة شباب دفع دماءه ثمنا لمكتسبات طالب بها مصريون منذ عقود طويلة.. فليرحل يا ريس هذا الحزب إلى الجحيم بـ"تصرفاته الهوجاء" التى ضيعت البلد.. يرحل يا ريس ..لتبقى مصر كما هى ..آمنة مستقرة ..إن تخطت هذه الأيام العصيبة.. الموقف الآن أكبر من أى اعتذار.. لكنه موقف يحتاج دعاء واحد :" يارب استر على مصر ..يا رب استر على مصر".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة