أحمد عبيد يكتب: كلنا غاضبون.. ولكن

الخميس، 03 فبراير 2011 02:51 ص
أحمد عبيد يكتب: كلنا غاضبون.. ولكن مظاهرات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه رؤية لمصرى يعمل خارج مصر، وأعتقد أنه من المفيد أحياناً أن يعرف من بداخل المشهد كيف هى الرؤية للصورة مكتملة من خارجه, كنت شخصيا وما زلت من أشد المعارضين لنظام حكم الحزب الوطنى وحسنى مبارك ومن حوله وسياساتهم التى أوصلت الأمور بمصر إلى درجات غير مسبوقة من الانحدار على كل المستويات، ولكم تمنيت أن أشارك شباباً هم أفضل وأعز الشباب فى مظاهراتهم ومطالبهم المنطقية والعفوية والمعبرة بحق عن كل ما يجيش بصدور المصريين، والحمد لله فقد كانت المظاهرات الرائعة والمشهد المتحضر الرائع الذى استطاع أن يجبر العتاة على الانصياع والتجاوب، بل وتحقيق ما لم يكن أشد المتفائلين يتوقع حدوثه فقط قبل المظاهرات بيوم واحد.

بشكل شخصى فقد كتبت كثيراً من التعليقات فى كثير من مواقع الإنترنت تطالب بحركة الشعب ضد النظام وتغييره بالمظاهرات ولكن.. ولكن الآن وفى تلك اللحظة الفارقة ينبغى على كل عاقل أن يقف قليلاً وينظر للمشهد وللصورة مرة أخرى وبهدوء، علينا جميعا كمصريين أن نعيد تقييم الوضع، ونحاول حرصا على مصر أن نفهم ونرى المشهد كاملا ثم يحدد كل منا من وجهة نظره أفضل ما هو مطلوب.

بصدق وبحماس وعفوية شعبية خرجت مظاهرات الغضب، وكان ذلك فى الأيام الثلاثة الأولى وحتى يوم الجمعة الثامن والعشرين من الشهر، ثم وبشكل تدريجى ومنذ يوم الجمعة بدأت المظاهرات وحركة الشعب العفوية تدخل فيها، ومن خلالها اتجاهات سياسية كثيرة وقوى داخلية وخارجية لكل منها أهدافه ورؤيته واستراتيجيته الخاصة لاستغلال الموقف، وهذا واضح جداً لكل من له عينان، ويفهم ولو قليلا فى السياسة، ثم طرح مبارك فى خطابين متتاليين رؤية ومنهجاً وخطوات عملية، وقام بإجراءات مثل تعيين نائب للرئيس وتغيير الحكومة ثم القول بمطالبة السلطات القضائية علنيا بمحاسبة كل من تسبب فى أحداث الجمعة الماضية، ومحاسبة المتورطين فى الفساد وتغيير الدستور بما يضمن انتخابات حقيقية ونزيهة بدرجة معقولة ومقبولة.

تعالوا نقيم ما وصلنا إليه، ومازال على ألسنة الناس فى ميدان التحرير من هتافات ومطالب.. ما وصلنا إليه كمصريين يعادل تقريبا تسعين فى المائة مما كنا نطالب به، فهل تستحق النسبة الباقية من المطالب، وهى ببساطة أن يغادر مبارك الحكم الآن وفورا.. هل يستحق هذا الطلب أن نخاطر بمصر كلها ونستمر فى ترك الساحة لكل القوى الداخلية والخارجية التى بدأت فعلا فى القفز ورسم التحالفات واستغلال الشعب وثورته.

من وجهة نظرى الشخصية أن الحفاظ على انتقال طبيعى وسلس للسلطة فى مصر يجب أن يكون المطلب الأول والأساسى فى هذه اللحظة لكل أفراد الشعب.

لقد كنا متحضرين إلى أقصى مدى فى غضبنا كمصريين، والآن المطلوب أن نكون متحضرين أيضا فى فهمنا ووعينا لكل ما يدور حولنا، وأن لا نسمح لأحد أن يجعلنا مطية أو لعبة يستغلها لمصالحه الخاصة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة