قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية إن الثورات التى شهدها الشرق الأوسط فى الآونة الأخيرة قد جعلت الأحزاب الدينية تتطلع إلى السلطة السياسية الحقيقية. وأصبح رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان النموذج أمام القادة الإسلاميين فى المنطقة الذين يرتبون أوضاعهم الآن.
فرشيد الغنوشى الزعيم الإسلامى التونسى الذى ظل فى المنفى سنوات طويلة والمقرر أن يقوم بزيارة أنقرة فى مارس المقبل، يعتقد أن حزب العدالة والتنمية الذى يقوده أردوغان قد أظهر للآخرين كيفية إحداث توافق بين الإسلام والحداثة. كما أن جماعة الإخوان المسلمين فى مصر تسير على خطى أردوغان بسعيها إلى تأسيس حزب الحرية والعدالة والذى سيضم بين أعضائه مسيحيين، ويسعى إلى خوض الانتخابات المقبلة. وفى المغرب اقترض الإسلاميون اسم حزب العدالة والتنمية، وفى الأردن أيضا دعا حزب جبهة العمل الإسلامى الملك عبد الله الثانى إلى النظر للنموذج التركى. وقد وجدت دراسة حديثة أجراها أحد مراكز الأبحاث التركية أن 75% من المشاركين العرب يعتبرون تركيا مثالاً ناجحاً للتعايش بين الإسلام والديمقراطية.
ولا ترى الصحيفة غموضاً فى الأسباب التى جعلت أردوغان بطلاً للإسلاميين. فقد تحول من شخص متشدد مثير للجدل تعرض للسجن فى عام 1999 إلى زعيم لأكثر الأجهزة السياسية نجاحاً فى تاريخ تركيا الحديث. وتحت قيادة أردوغان فاز حزب العدالة والتنمية بخمس انتخابات وطنية وتمكن من صد التحديات القانونية ومؤامرات الانقلاب وتمكن من مضاعفة الناتج المحلى الإجمالى فى تركيا خلال 8 سنوات.
وفى تصريحات خاصة لنيوزويك قال أردوغان إنه يعتقد أن بلاده يمكن أن تكون مصدراً من مصادر الإلهام للدول العربية وليس نموذجاً لهذه البلدان. فليس من الواقعى أن نتوقع أن يكون نموذجا واحدا مناسبا لكل دول المنطقة، لكنه يقول إن تركيا قد أسست ديمقراطية فاعلة قائمة على احترام حقوق الإنسان وحكم القانون، وهذا فى حد ذاته يظهر عدم وجود تناقض بين الإسلام والديمقراطية.
"نيوزويك": الإسلاميون ينظرون لتركيا كمصدر الهام فى المنطقة
الإثنين، 28 فبراير 2011 07:20 م