عصام شلتوت يكتب: يا شباب لا تسمحوا بتحويل "الفيس بوك" لـ"مباحث أمن الثورة"
الإثنين، 28 فبراير 2011 08:29 ممشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عصام شلتوت
شباب مصر الطاهر النبيل.. أستحلفكم بالله والوطن ألا تنصتوا لهواة ركوب موجة ثورتكم، مما يدعون التنظير للثورة البيضاء.. وإلهامكم بأن الطهارة تعنى شنق الماضى عبر "الفيس بوك" حتى لا يتحول لآلة تشبه ما كان يستخدم فى الزمن البائد.
شباب مصر النبيل إن أرواح شهدائنا ستظل تترقب نجاح الثورة الغالية.. ثورة أبناء 25 يناير.
لذا أتعجب كثيرا من "رصاصة التخوين".. بنفس القدر الذى أخشى أن تصيب كل الرؤوس.. أتعجب من إطلاقها فى كل اتجاه وتصويب بندقية التحذير نحو رأس المستقبل، وأندهش لأن المحذرين لا يقدمون لكم مشروعا تدافعون به عن ثورتكم، مشروعا كامل الوطنية للتغيير نحو غد أفضل.
هنا لن أكلف شبابنا عناء رصد "المحذرين" الذين أراهم إخوان الفاشلين، حين كانوا يتمسكون بهامش ما سمح من حرية دون الدفع بأنفسهم للشهادة كما فعلتم.
اكتفى المحذرون بأن يتحدثوا عن فساد رجال الأعمال والوزراء.. ورئيسهم.. وكانوا ينادون الرئيس المخلوع بأن يصلح.. أى والله.. بل ذهب بعضهم إلى أن الرئيس المخلوع "ضمانة" للوطن.. تخيلوا!
شبابنا الطاهر النبيل.. راجعوا مواقفهم لتتأكدوا مما أقول، فما بين من اتخذ من سرور خليلا إلى من أكد أن د.زكريا عين الرئيس، وهما يوصلان له كلام الشارع.. وغيرهم.. وغيرهم.. لدرجة أن أحدهم قال إن "العادلى" هو أمان الشارع المصرى فى أحد أعياد الشرطة!
شباب المحروسة.. أستحلفكم مجدداً بأن تنظروا للمستقبل الذى يحتاج مطالب واضحة المعالم لغد أفضل يرضى أرواح الشهداء، قبل أن يعيد للأحياء كرامتهم وعزتهم.
كنت مثلا أتمنى ممن قال إن الرئيس فى شرم الشيخ يعنى ثورة مضادة.. أن يقول لكم يجب أن تعرفوا من يصرف على إقامة الرئيس مثلا؟!
كنت أود ممن "يخون" الفريق شفيق.. أن يقول لكم اطلبوا منه كرئيس حكومة انتقالية ألا يشرّع.. ولا يخطط شيئا للمستقبل.
كنت أود أن يدفعكم لأن تطالبوا الفريق شفيق بمزيد من الشفافية فى أن يرفع الراجل أبوالغيط ده من خارجية مصر لانعدام صلاحيته، وأيضا يقصى وزير العدل الذى شهد عهده واقعة يندى لها الجبين، حين قام المستشار الزند بتقبيل يد المستشار مقبل شاكر بعدما أفسح له الطريق ليفوز بمقعد رئيس نادى قضاة مصر فى معركة أقصى فيها تيار المستقبل الكريم الذى كان يقوده المستشار زكريا عبدالعزيز.. بل يدفعكم للمطالبة بهذا الرجل القاضى المحترم ليصبح وزيرا لعدل مصر.. مش كده!
شباب مصر.. كنت أحبذ.. ومازلت أتمنى أن "المحذرين" ممن يمسكون بندقية التحذير يدفعونكم لأن تطالبوا رئيس وزارة تصريف الأعمال بأن يعين أساتذة الجامعة كمحافظين، ويعيد الموظفين "التكنوقراط" مثل الوزير سمير رضوان لإدارة المحليات التى كان النظام الفاسد يعترف بأن فساداً آخر غير فساده يضرب المحافظات والمحليات حتى النخاع وفى العظام!
كنت أتمنى أن يدفعكم "المحذرون" إلى أن تطالبوا أساتذة الجامعات بتقديم "مشروع مسح مصر" لنعرف ما فيها من خيرات.. ومساحات للأراضى ومعادن وكل.. كل شىء يمكن الاستفادة منه.. مش كده والنبى!
كنت ومازلت أرى أنكم فى حاجة لأن تترجموا ثورتكم وثورتنا الشريفة إلى "مشروع وطنى" بدلا من بحثهم عن كراسى لن يقتربوا منها إلا لو رفعتوهم على الأعناق!
كنت أتمنى أن يجعلوا بينكم وبين وزارة تصريف الأعمال نفس الثقة التى تشهدها علاقتكم بجنرالات وضباط وجنود قواتكم المسلحة الذين هم أيضا من عهد مبارك.. لكن الوطن وحده هدفهم.. وهدفكم.
كنت ومازلت مصرا على أنهم كان يجب أن يدفعوكم إلى المطالبة بلجنة تضم مثلا د.كمال الجنزورى والمهندس حسب الله الكفراوى ود.فاروق الباز ود.زويل، وأكيد آخرين ليقدموا مشروعا تنمويا لمصر المحروسة.. مش كده والنبى!
أما أن يظلوا على الصراخ فى آذانكم النظيفة، محاولين السيطرة على مشاعركم النبيلة.. وتحريك ظلال شهدائنا الأبرار لكى تخوّنوا الجميع!
المصيبة أنهم يحاولون تصفية حسابات قديمة عبركم.. لذا يدفعونكم نحو استغلال "الفيس بوك" لنشر سياسة وثقافة التخوين ليستعملوها ضد الآخرين حتى لو كانوا من الفسدة.. وأظن أنكم لا تنوون أن يتحول "فيس بوككم" إلى آلة تشبه آلات مباحث أمن الدولة.. فيصبح "الفيس بوك" "مباحث أمن الثورة".
لكننى متأكد أنكم لن تخذلوا الشهداء.. ولا الأحياء.. ولن "تشيّروا" بعد الآن، إلا مشروعا وطنيا.. المستقبل يحتاجه والناس والبلد تنتظره منكم.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة