أجمع عدد من الروائيين على أن شباب 25 يناير، هم أبطال أعمالهم الروائية القادمة، موضحين أن هناك العديد من الشباب لفت الانتباه بتصرفاتهم، ومنهم من كان يرفع لافته مكتوب عليها عبارة مثيرة للانتباه ومنهم من وقف أمام رصاص عساكر الأمن بدون خوف وبكل جراءة.
كل هؤلاء قد لا ينتبه إلى تصرفاتهم أحد نظرا لانشغال كل منهم فى ذلك الوقت بأحداث الثورة ومستقبل مصر بعد الثورة لكن أعين الكتاب والروائيين التقطتهم وسجلت تصرفاتهم وطريقة كل منهم فى التعبير عن سخطه ضد النظام السابق وقرروا أن يكتبوا عنهم ليؤرخوا لثورة 25 يناير من خلال هؤلاء الأشخاص الذين يبدون مغمورين لكنهم أثبتوا للعالم كله قدرتهم على تحدى الظلم والاستبداد بطرق مختلفة.
الروائى إبراهيم عبد المجيد قال إنه أثناء تواجده بالميدان طيلة الـ18 يوما التى اعتصم فيها الشباب استطاع أن يلتقط بعض المشاهد التى رأى فى شخصياتها تستحق أن تكون بطلة رواية أو قصة قصيرة، مشيرا فى ذلك إلى أنه سوف يكتب عن شاب كان جسمه كله محترق ورغم ذلك كان واقفا يوم 28 يناير أمام المتحف المصرى لحمايته من اللصوص وكان يدعو الشباب للوقوف معه لحماية تراث مصر.
وأضاف عبد المجيد أنه سوف يكتب أيضا عن الشباب الذى كان يرفع كعكة صغيرة لا يتجاوز ثمنها الخمسين قرشا وذلك لينفى التهمة عن شباب التحرير بأنهم يأكلون "كنتاكى"، كما اتهم البعض بأنهم ينفذون أجندات أجنبية ويتقاضون مقابل ذلك وجبة "كنتاكى" ومائة دولار يوميا.
كما قال أيضا إنه سوف يكتب عن شخص شاهده يحمل زيرا على كتفيه ولافتة مكتوب عليها لن أرحل من الميدان حتى يرحل مبارك وسوف أكثر وراءه هذا الزير، مضيفا إلى أنه سوف يكتب أيضا عن شباب اللجان الشعبية الذين استطاعوا أن يحموا أهلهم وشرفهم وعرضهم من "بلطجية" النظام كما استطاعوا أن يعيدوا الأمن والأمان لشوارع القاهرة.
بينما اختار الروائى عزت القمحاوى أن يكتب عن الشاب الثرى الذين خرج فى المظاهرات ولم يكن له أى احتياجات أو مطالب مادية ويمتلك سيارة فاخرة وراتبا شهريا يتعدى الثلاث آلاف جنيه، ولكن كان مطلبه الأساسى هو العيش بحرية وكرامة، لافتا إلى أن هناك بعض الفئات من المفترض أنها كانت فى حاجة إلى هذه الثورة أكثر من هذا الشباب الذى اختار أن يحرر مصر من عبودية دامت 60 عاما من حكم العسكر.
كما قال القمحاوى إنه سيكتب فى المقابل عن الشاب الذى اختار أن يكون عبدا للنظام وتركه يسرق فرصته فى الحياة ودفع به"كبلطجى" للفتك بأخيه الذى كان يدافع عن حريته وحرية بلده.
وأوضح القمحاوى أن هذا الموقف يشبه موقف العبيد الأمريكان الذين خافوا من الحرية ورفضوا مغادرة مواقفهم كعبيد.
وعلى نحو آخر قال الروائى فؤاد قنديل إنه شرع بالفعل فى بداية كتابة رواية عن أحداث الثورة لكنه لم يحدد لها اسما حتى الآن، مشيرا إلى أن بطل روايته هو أحد الشباب الذى خرج فى المظاهرات واحتك برجال الشرطة وقد نزل والده يبحث عنه فوجده ورجال الشرطة تضربه ويحاول الأب إبعادهم عن ابنه فيطلقون عليه الرصاص ويموت الأب.
وأضاف قنديل أن باقى أحداث الرواية سوف يستطرد فيها كيف تعامل رجال الشرطة مع المواطنين وعن بطشهم ووحشيتهم فى التعامل مع المتظاهرين طيلة أيام الثورة.
بينما سيكون "ضابط الجيش" هو البطل لرواية الروائى محمود الوردانى الذى قال إنه لو فكر فى كتابة رواية تؤرخ لأحداث الثورة فسيكون هذا"الجندى" هو بطلها الذى حمى المواطنين من بطش بلطجية النظام يوم موقعة الجمل وضحى بنفسه ليعيش صوت الشعب ينادى بالحرية، مشيرا إلى أن هذا الجندى يستحق أن يؤرخ لموقفه النبيل، لكن الشخصيات التى ظهر فسادها وطغيانها تستحق أن تذهب إلى مزبلة التاريخ وخسارة أن يخط أى كاتب سطرا عن هؤلاء الجبناء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة