أحمد سمير الشامى يكتب: الشعب العربى يتنفس الحرية

نعم هى نسمات الحرية.. نسمات لا يشعر بها إلا من قيدته القيود.. قيود الحكام الذين ظنوا أنفسهم آلهة والعياذ بالله.. الذين آمنوا بدساتير وقوانين وكتب وضعوها لتثبت أركانهم وحدهم.. لم يتذكروا أنهم بشر فان.. نسوا أنهم يحكمون شعوبا شهد التاريخ بأنها أقوى الشعوب وأحرصها على الحريى.. وأن تلك الشعوب خاضت حروبا من أجل تلك الحرية.

وهاهو التاريخ يعيد نفسه.. وتخرج الشعوب العربية عن صمتها.. تثأر لنفسها من ضعف وتهاون سقطت فيه أو أسقطت فيه.. لم يكن خروج الشعب العربى لظلم حاكم.. أو لجوع وفقر ينهش فى الأحشاء.. أو لديموقراطية غائبة عن بلادهم العربية فقط.. بل كان خروجهم ليثبتوا لأنفسهم وللعالم كله أنهم أحياء.. إن تلك الأمة التى قادت العالم لم تمت أبدا.. وإنها مازالت قادرة على الحصول على كرامتها بأيديها.. وتتمخض تلك التظاهرات عن طفل اسمه الثورة العربية.. طفل صرخ صرخته الأولى عندما امتلأت رئتاه بنسيم من نوع خاص، نسيم اسمه الحرية.

ولن يقف أمام هذه الثورة لا زعيم هارب ولا طلقات رصاص من نظام فاسد ولا مرتزقة لحاكم مخبول.. ولن تصدق الشعوب العربية بيانات وقرارات إصلاحية من نظام ديكتاتورى.

فيا كل ملوك وحكام العرب اتعظوا وأصلحوا إصلاحا حقيقيا، وأخرجوا من قلوبكم حب السلطة، ولا تمنعوا عن صدورنا نسائم الحرية.