أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

وولد صالح يدعو لها

السبت، 26 فبراير 2011 01:33 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكثر من 45 عامًا وأنا أنتظر منها الدعاء، أكثر من 45 عامًا وأنا أجلس بجوارها لا لشىء، لكن للحصول على البركة منها ودعائها لى بالصحة والستر والتفوق والنجاح، وأن يبعدنى الله عن أولاد الحرام، وأن ينصرنى على كل ظالم، أكثر من 45 عامًا وأنا أسمع أحلى الكلمات التى تخرج من لسانها العذب لى، أكثر من 45 عامًا وكلما وقعت فى مصيبة أو كارثة - وما أكثرها فى حياتى سواء على المستوى الشخصى أو العملى - أرفع يدى وأقول دعواتك يا أمى، فيمنّ الله علىّ بالنصر والخروج سالمًا، والسبب هو دعاء ست الحبايب.. والآن رحلت أمى وانقطع من بعدها الدعاء، ونادى علىّ منادٍ من السماء: «يا ابن آدم ماتت التى كنا نكرمك لأجلها فاعمل صالحًا نكرمك لأجله».. نعم أكرمنى الله من أجلها، فماذا سيكون المصير من بعدها؟.. تقبل الله منها الدعاء لأنها كانت أمًا صالحة، فهل أنا ابن صالح حتى يتقبل منى الدعاء لها؟ أتمنى من الله أن أكون ابنًا صالحًا وبارًا حتى يتقبل الله منى الدعاء لها.

كنتِ يا أمى مصدر الحنان والرعاية والعطاء بلا حـدود.. وكنتِ الجندى المجهول الذى يسهر الليالى ليرعى ضعفنا ويطبب علتنا.. وكنتِ الإيثار والعطاء والحب الحقيقى الذى يمنح بلا مقابل، ويعطى بلا حدود أو منّة، وكنتِ المرشد إلى طريق الإيمان والهدوء النفسى، وكنتِ المصدر الذى يحتوينا ليزرع فينا بذور الأمن والطمأنينة، وكنتِ البلسم الشافى لجروحنا والمخفف لآلامنا، وكنتِ إشراقة النور فى حياتنا.. كنتِ وستظلين الرحمة المهداة من الله تعالى.

أمى سأظل أذرف الدموع على غيابك فبعد رحيلك اسود كل شىء لم أعد أجد كَتِفاً لأبكى عليه، لا أجد من يمسح دموعى فأنا أختنق من قسوة الحياة أخبرينى يا أمى ماذا أفعل عندما أشتاق لك؟ أخبرينى ماذا أفعل عندما أحتاج لك؟ عزائى الوحيد أننى قادم إليك وأتمنى من الله أن أنال رضاك حتى أكون بجوارك فى جنة الخلد يا أطيب وأغلى وأعز إنسانة لى، يرحمك الله برحمته وأدعو الله أن أكون ولدًا صالحًا يدعو لك دائما بالرحمة والمغفرة، رحم الله أمى الغالية سميحة عبد الحميد اللبان حبيبتى.. قلبى.. أدعو الله أن يتقبل دعائى لك يا أمى حتى نلتقى معًا فى عالم الآخرة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة