قال الروائى الكبير صنع الله إبراهيم، إنه كان من المفاجئ له أن تقوم الثورة من شباب "الفيس بوك" كما يقال عنهم، مشيرا إلى أنه كان يعتقد بينه وبين نفسه أن هؤلاء الشباب ذات عقول فارغة ولا يستطيعون تحمل أى مسئولية.
جاء ذلك خلال اللقاء الذى نظمته مكتبة "أ" مساء أمس وأوضح فيه صنع الله إبراهيم أنه كان دائما ما يستخف بعقول هؤلاء الشباب الذى يمضى عشرات الساعات أمام هذا الموقع الذى يسمى الفيس بوك على حد قوله، مشيرا إلى أنه بعد ثورة 25 يناير تغير مفهومه عن الشباب 180 درجة "لأنى كنت متوقع أن يصدر عنهم تصرفات تخريبية لكنهم أبهرونى بوعيهم وتحضرهم".
وأضاف: أن ثورة 25 يناير لم تكتمل بعد ومازال هناك الكثير من أوجه النظام السابق موجودة،لافتا إلى أن المشير محمد حسين طنطاوى قائد القوات المسلحة والذى يدير شئون البلاد هو أحد أوجه النظام القديم متوقعا أن يستمر الصراع وأن يكون هناك ثمة فشل لكن الضمانة الوحيدة لنجاح الثورة هو إبعاد أوجه النظام البائد تماما عن الحكومة.
وقال صنع الله إبراهيم، إنه لم يتكون لديه بعد تصور كامل لما سيكون عليه مستقبل مصر، مؤكدا على أنه حتى لو نجحت الثورة فلن يخلو المجتمع من بعض السلبيات والتناقضات وهذا لا يعتبر نظرة تشاؤمية لكن هذا الواقع المتعارف عليه فى جميع الدول التى تحولت إلى الديمقراطية.
وأوضح إبراهيم أن هذا الوضع سينعكس بشكل طبيعى على الكتابة فى المرحلة القادمة، متمنيا أن تترك الرقابة فيما بعد للقارئ على أن يكون هو الحكم ليحدد ما يقرأ كيفما شاء وما يتوافق مع ثقافته وأهوائه.
وسرد إبراهيم كيف شرع فى كتابة روايته الأخيرة الجليد التى أكد أن أحداثها مستوحاة من الفترة التى قضاها فى الاتحاد السوفيتى بموسكو عندما ذهب اليه عام 69 بعد حصوله على منحه من احد المؤسسات التى تدرس السينما وخلال هذه الفترة قد قام بتدوين بعض الملاحظات التى رأى فيما بعد أنه ذات صله وثيقة بعلاقة مصر بالاتحاد السوفيتى خاصة عام وقت حرب أكتوبر 73.
وقال إبراهيم إنه يفضل أن يقضى ما تبقى له من العمر فى كتابة الروايات، مشيرا إلى أنه لا يحب الانضمام لأى نشاط سياسى أو كتابة مقال فى أحد الصحف اليومية لأنه لا يجيد فن كتابة المقال قائلا "أنا لو كتبت مقال لن أضيف جديدا عما يقوله الآخرون من الكتاب بل قد يضيف عبئا على القارئ، هذا بالإضافة إلى أنه لا يجيد سوى كتابة الرواية فقط".
وقام فى نهاية اللقاء بتوقيع روايته الأخيرة "الجليد" الصادرة عن دار الثقافة الجديدة والتى كانت اليوم السابع أول من قام بنشرها على حلقات بالعدد الأسبوعى.