رصدت صحيفة "بوسطن جلوب" الأمريكية بعض الدروس المستفادة الـ"مثيرة للدهشة" من الانتفاضات التى ضربت مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وقالت إن هذه الثورات الشعبية سواء فى تونس أو مصر أو ليبيا ودول عربية أخرى، حظت باهتمام عالمى غير مسبق منذ انهيار "الستار الحديدى"، فالأنظمة تقع واحدا تلو الآخر، والطغاة يتراجعون فى الوقت الذى تمكنت فيه تحالفات غير متوقعة من الاستحواذ على شريحة عريضة من الرأى العام.
وذهبت الصحيفة الأمريكية إلى أن الأوضاع لا يمكن حتى لأكثر المراقبين خبرة التنبؤ بما قد يحدث كنتيجة لهذه الثورات، ولكن ما ظهر خلال الأشهر القليلة الماضية بشأن قواعد القوى والتوازن الذى يحدثه الجيش والقبائل، وقوة النشطاء العلمانيين والإسلاميين كان أكثير مما ظهر خلال العقود الماضية، وبات الجميع قادر على تقييم حقيقة أموال النفط والأخوان المسلمين، والغضب الشعبى حيال استشراء الفساد، والمصلحة الحقيقية وراء التحرر الاقتصادى.
ومع ذلك، كان الأمر الأكثر إثارة للدهشة الدروس الناشئة من الاضطرابات، التى دفعت كبار المفكرين والسياسيين لإعادة النظر فى بعض الافتراضات الرئيسية المسلم بها والتى لطالما وجهت السياسة الخارجية الأمريكية، مثل، إلى أى مدى يمكن للولايات المتحدة التأثير على أحداث العالم؟، وكيف تؤدى التحالفات فى اللحظات الحرجة؟، ومن يمتلك حقا إمكانية المبادرة والسيطرة على التغير فى المجتمعات الحديثة؟. وعلى ما يبدو ترجح الإجابات التى توفرها الثورات العربية إن صناع السياسة الأمريكيين سيضيعون فى اعتبارهم ليس فقط الأمن الأمريكى والأهداف الاقتصادية، وإنما أيضا قضايا حقوق الإنسان والشفافية والحكم الديمقراطى.
ورغم أن فهم تداعيات ما يحدث الآن فى الشرق الأوسط ربما تستغرق أشهر أو حتى أعوام، إلا أن هناك دروس لا يمكن إغفالها، بعضها يغير أساليب اللعب، وبعضها يثبت أنه لا يمكن الاعتماد طويلا على الوضع الحالى كمرشد للمستقبل.
وقالت "بوسطن جلوب" إن المفاجأة رقم واحد متمثلة فى أن "المساعدات العسكرية أفضل السبل لتعزيز الديمقراطية"، فرغم أن الأمريكيين استثمروا جميع آمالهم لتشجيع المزيد من الحكم الديمقراطى فى المجتمع المدنى، إلا أن ما حدث فى مصر أثناء ثورة "الغضب" أثبت أن النفوذ الأمريكى لم ينبع من مساعدة النشطاء، أو من تعاونها الذى دام لمدة ثلاثة عقود مع الرئيس مبارك نفسه، وإنما من علاقتها الطويلة والطيبة مع الجيش المصرى.
أما المفاجأة الثانية فتكمن فى عدم انصياع حلفاء الولايات المتحدة لها، أو أى حكومة أخرى حتى مع الاستمرار فى أخذ المعونة السنوية، فمصر وإسرائيل غالبا ما تتجاهلان المطالب الأمريكية فى أوقات الأزمات ولا تكون هناك أية عواقب.
بوسطن جلوب: ثورات الشرق الأوسط كشفت المستور
السبت، 26 فبراير 2011 08:15 م
الثورة التونسية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة