قال أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، إن أولويات السياسة الخارجية المصرية وتعامل مصر مع المحيط المجاور لها لن يتم فى وزارة الخارجية أو فى وزارة الدفاع أو فى أجهزة الأمن القومى المصرى فقط، ولكنه سيتم أيضا من خلال هذا النقاش الواسع الذى تشهده مصر وهذه التحولات الرائعة التى نراها أمامنا على المسرح المصرى، مؤكدا على أن "كل ما علينا أن نفعله الآن هو أن نركز على العمل ولا نهدر مواردنا وإمكانياتنا فى جدال قد يضر ولا ينفع".
وأشار أبو الغيط ردا على سؤال حول المخاوف من حدوث ما يسمى بالفراغ الإستراتيجى فى المنطقة العربية من جراء انشغال مصر بترتيب بيتها الداخلى، وتأثير ذلك على الملفات العربية المهمة مثل الملف اللبنانى والقضية الفلسطينية وغيرها، إلى "أن الشرق الأوسط يشهد تطورات غير مسبوقة فى تاريخه، ومن المؤكد أنه إذا كان القرن العشرين شهد مرحلة الاستقرار السياسى للدول العربية من الدول الأوربية المستعمرة، فإن القرن الواحد والعشرين خاصة العقد الثانى منه يشهد تحولات رئيسية تأخذ العالم العربى لآفاق غير مسبوقة فى تاريخه فى مقدمتها الديمقراطية وحق الإنسان فى العيش بشكل يحترم حقوقه الأساسية".
وأضاف أبو الغيط أن "المجتمعات العربية تتحول بقوة إلى سيادة القانون والشفافية والديمقراطية وحق الانتخاب وحق العيش والعمل، وكلها مسائل نراها فى كل هذه المنطقة"، مشيرا إلى أنه على الجانب الآخر هناك صعوبات اقتصادية تمر بها مصر حاليا وهناك قلاقل فى الكثير من الدول العربية، وبالتأكيد فإن لهذا كله تأثيره على قدرة العالم العربى على التعامل مع المشكلات الضاغطة مثل موضوع السودان، وانفصال جنوب السودان وبزوغ دوله جديدة، وهذا يحتاج إلى الكثير من التركيز والكثير من الإمكانات من قبل مصر للتعامل مع هذا الوضع الجديد.
وقال أبو الغيط إن ما تمر به المنطقة حاليا هو وضع إستراتيجى جديد يجب على مصر التنبه له وأن تتعامل معه، مشيرا إلى الضغوط الخاصة بالقضية الفلسطينية واستمرار الاستيطان الإسرائيلى وعدم قدرة المجتمع الدولى مثلما شاهدنا موقف الولايات المتحدة فى مجلس الأمن عندما تبنت حق النقض لمناهضة مشروع قرار يدين إسرائيل.
وتساءل أبو الغيط عن كيفية تعامل العرب مع هذا الوضع فى ظل استمرار الاستيطان وتوقف جهود التسوية وعدم الوصول إلى أى انفراجة فى هذا الصدد، بالإضافة إلى استمرار الظهور الإيرانى القوى على الأرض العربية، قائلا، إن هذه كلها مسائل يحتاج العرب أن ينظروا فيها وأن يتبينوا آثارها عليهم، وهناك مؤتمر القمة العربية القادم ومسألة عقده فى موعده أو تأجيله، وكلها مسائل مطروحة على اجتماع وزراء الخارجية العرب الأسبوع القادم .
وأضاف أبو الغيط إن هناك أوضاعا جديدة وهناك الحاجة للعب دور التأثير الأول على مقدرات هذا الإقليم، وذلك لن يتم إلا من خلال العمل العربى المشترك ونجاح قوى المشرق والمغرب فى التعامل مع هذه الصورة، وكيف سيكون الدور المصرى القادم لجمع الشمل وضبط الإيقاع لإحكام وإتقان هذا العمل العربى المشترك، وكلها أولويات ضاغطة على السياسة الخارجية المصرية، وهناك أيضا الكثير من الأحاديث عن سياسة خارجية لثورة 25 يناير، مؤكدا أن الموقع المصرى والتاريخ المصرى – أى الجغرافيا السياسية لمصر – يفرض نفسه على أى صاحب قرار وأى ثورة متسائلاً كيف سيستمر المسار وكيف يتم تصحيحه.
أبو الغيط: سياستنا الخارجية سيحددها النقاش الواسع داخل المجتمع المصرى
السبت، 26 فبراير 2011 06:19 م