◄◄ خبراء سياسيون: الإخوان الجدد استوعبوا الدرس القديم ولن يتصارعوا مع الجيش بعد أن حققوا مكاسب كبيرة
بعد أن أعلن المجلس العسكرى تشكيل لجنة تعديل الدستور برئاسة المستشار طارق البشرى، وانضمام المحامى الإخوانى صبحى صالح إلى اللجنة، رأى مراقبون أن الإخوان سيكون لهم دور فى المرحلة القادمة، خاصة بعد أن تجاهل المجلس كل التيارات السياسية، وهو ما يطرح السؤال: هل سيكون الإخوان مرحلة مؤقتة بعد ثورة 25 يناير مثلما حدث من قبل بدءا من ثورة يوليو 52، أم أن الجيل الجديد من الإخوان استوعب دروس الماضى؟، وهل يرغب الإخوان فعلا فى دولة دينية أم أنهم يتخذون منحى آخر؟
يرى ضياء رشوان، الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية وخبير شؤون جماعات الإسلام السياسى، أن جماعة الإخوان المسلمين وعلى مدار تاريخها الطويل لم تحتك بالجيش احتكاكا ملموسا إلا مرة وحيدة كانت فى عصر الرئيس جمال عبدالناصر، أما باقى الأحداث فكانت تتسم بالشد والجذب بين قادة عسكريين كالسادات ومبارك هم فى الأساس لا يمثلون المؤسسة العسكرية كلها، مشيرا إلى أن الجماعة لم تكن ممثلة فى الشارع يوم 25 يناير، وباعتراف قيادات الإخوان أنفسهم، بل كانت مشاركة بعض العناصر بشكل فردى كما حدث فى إضراب 6 أبريل عام 2006، إلا أنهم قرروا المشاركة بعد أن ضمنوا نجاح هذه الحركة فانتشروا فى الشارع منذ الجمعة 28 يناير ضمن باقى القوى الوطنية، منوها إلى أن نسبتهم لم تتجاوز 140 ألف مشارك، وهو ما اعتبره «رشوان» ليس كبيرا بالنسبة للأعداد المهولة التى شاركت فى الثورة، إلا أن تواجدهم فى ميدان التحرير أثناء الاعتصام كان ملحوظا نظرا لقدراتهم التنظيمية العالية.
ولا ينكر «رشوان» دور شباب الإخوان فى أحداث الأربعاء المعروفة باسم «موقعة الجمل»، إلا أنه يعود ويؤكد أن التاريخ لا يعيد نفسه، بل له أشكال مختلفة، وبالتالى فإن المجلس العسكرى الأعلى الذى يتولى إدارة شؤون البلاد لن يتراجع عن موقفه بضم صبحى صالح للجنة التعديلات الدستورية أو الاعتراف بالجماعة، حتى إن طرأ على علاقة الإخوان بالمجلس جديد لأن المجلس لا يرغب فى السلطة مثلما أكد عشرات المرات، ويضيف: «من مشاهداتى المبدئية فإن الشارع لا يتجه نحو التصويت للإخوان كما كان فى السابق بدافع الانتقام من النظام وعدم وجود بديل لذلك، فنحن أمام مفاجأة حقيقية فى شكل البرلمان المقبل لا يمكن التنبؤ بها الآن». ويرى رشوان أنه من المبكر الآن التنبؤ بموقف شباب الإخوان تجاه الجيش.
ومن ناحية أخرى، يؤكد «رشوان» أننا لا نستطيع أن نضع الإخوان كلهم فى سلة واحدة تجاه موقفهم من الدولة الإسلامية، فهناك تيار إصلاحى داخل الجماعة يناهض الفكرة، وتيار آخر دعوى ينحاز إليها مع بروز التيار الأخير.
ويطرح الكاتب نبيل عبدالفتاح، رئيس مركز تاريخ الأهرام ومقرر الحالة الدينية لمصر سابقا، عددا من الاحتمالات فى تلك العلاقة، منها أن الإخوان سوف يتجهون للتهدئة مع الجيش لتلافى أى رد فعل عنيف يعيدهم للتاريخ الأسود مع الرئيس عبدالناصر آخذين فى الاعتبار تحقيقهم بعض المكاسب السياسية، وعلى رأسها الاعتراف بهم وتمثيلهم فى لجنة تعديل الدستور مع تجاهل باقى القوى السياسية.
أما السيناريو الثانى- وفق عبدالفتاح- فبرزت بعض ملامحه بعد «جمعة النصر» وخطبة الشيخ يوسف القرضاوى، والتى هتف بعدها أحد قيادات الإخوان بشعارات إسلامية لفرض إرادتهم على الحشود الضخمة، إلا أن الأغلبية الساحقة تنبهت لذلك وتجاوزت الهتاف الدينى إلى هتاف وطنى.
ويؤكد رئيس مركز تاريخ الأهرام أن بعض أعضاء الجماعة من الجيل الجديد والوسط بدأوا فى شق عصا الطاعة وشاركوا بمفردهم فى الثورة، وتزاملوا مع عناصر ليبرالية ويسارية وأخرى غير مسيسة، وفتح أمامهم الطريق فرأوا أن الموقف أكبر من عضويتهم فى الجماعة، ومن ثم فإن هذا الجيل تجاوز كل أخطاء الكبار لعدة أسباب أهمها أنهم استطاعوا تحقيق بعض المكاسب من الجيش، والجيش نفسه لا يطمع فى السلطة.
هل ستكون الجماعة مرحلة مؤقتة مثلما حدث منذ ثورة يوليو؟
الجمعة، 25 فبراير 2011 12:09 ص
ضياء رشوان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة