على مرجان يكتب: الذين أحرقوا صورة وطن

الجمعة، 25 فبراير 2011 07:20 م
على مرجان يكتب: الذين أحرقوا صورة وطن نقابة الصحفيين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ارفع رأسك وصوتك- من فضلك - معلناً " أنا المصرى.. ابن العزة والكرامة والرجولة والشهامة.. أنا من ظن العالم وفاته إكلينيكيا ليفاجأ شعوب العالم بأنه مفخرة التاريخ القديم والحديث بلا منازع.

من فضلٍك.. لا تبك يا أم الشهيد، بل لا تتوار يا صديقى وأخى خارج حدود الوطن، فالزمان زماننا والعالم- شعوباً لا حكومات- رفع لنا القبعة احتراماً وتقديراً لأننا هزمنا الظلم والفساد وكل الموبقات التى ارتكبت فى حقنا نهاراً وجهاراً.

من فضلك.. ارفع رأسك ثانيةً.. راقب دموع الفرحة فى عينيها وهى تغسل ذنوبنا.. شارك مصر رحلة المستقبل بثقة وثبات من أجلنا جميعاً، فهى الباقية ولو كره الكارهون.
ماذا أصابك يا قلم؟.. اكتب ولا تخش إلا الله.. فاليوم ربيعك الأخضر وأحبارك منقوشة فى صفحة التاريخ المشرق للشعوب لا محالة.

سأكتب أننى– وأصدقائى من شباب الصحفيين- عانينا من نظام ورموز أسقطت فينا معنى الكلمة والحياة فى وطن باعوه لأنفسهم فى نقابة الصحفيين، والتى صار قانونها سكيناً بارداً تذبحنا ليل نهار.

إذا كانت مصر قد سقطت يوماً ضحية فى أيدى فاسدين باعوا لنا الهواء الملوث فى زجاجات المياه، فإن نقابة الصحفيين وبعض من لقبوا أنفسهم "برموز" الصحافة والإعلام قد باعونا بلا ثمن للمتربحين من أنصاف الصحفيين الذين مارسوا القمع والإذلال لأبناء المهنة.

هؤلاء هم "أصنام الصحافة" الذين أحرقوا صورة وطن.. أسقطوه مع كل معركة باسمه، فقط قبضوا المقابل ودفعنا الثمن خارج الحدود، حيث صار إعلامنا درجة ثالثة.
كان منتهى ما يحلم به شباب الصحفيين ممن تقدّر أعدادهم بالآلاف فى الحياة الصحفية اليومية داخل مصر وخارجها أن تعترف نقابتهم بهم.. أن تحتضنهم، غير أن الأب الشرعى- وبقلب ميت- وجد فى حصون أنصاف الصحفيين المدعومين بالقانون النقابى الذى لم يتغير منذ 40 عاماً- والعالم يتغير كل لحظة- وسيلة للإبقاء على مفاهيم السلطة والجبروت النقابى فى مصر.
أخطأنا حينما اختصرنا المهنة فى مجرد صراع خفى- شرعى وغير شرعى- للالتحاق بنقابة الصحفيين، ونست الرموز أن الصحافة والإعلام صوت الناس والحرية.. فهل يمكن لصحفى "محتمل" أن يدافع عن الحرية وقد سقط رغماً عنه فى بئر البحث عن العضوية؟!
اليوم.. أبكى فرحاً لأن الله قد نصر زملائى الصحفيين المصريين فى كل بقاع الأرض الذين هربوا ذات يوم من الأب الشرعى الذى رفض الاعتراف بكل القيم الأصيلة، واحتموا فقط فى مهنتهم ودورهم فى المجتمع.
لقد كان الإعلام "عزبة" لحفنة من البشر استمدت من السلطة الرابعة حصناً للتجبر والتربح.. حفنة كتبت فى الحرية وهى من أسقط فى اللحظة ذاتها قلاعها.. فكيف يدافع عن الحرية من ارتضى الظلم لبنى مهنته طيلة 40 سنة؟.
من يقول إن خريجى كلية الإعلام جامعة القاهرة أو زملاءهم من خريجى أقسام الإعلام فى كليات الآداب ليسوا أهلا لعضوية نقابة الصحفيين فور تخرجهم؟! لماذا نشترط أولاً أن يقدموا شروط الولاء والطاعة للابتزاز والإذلال من المؤسسات الصحفية والقانون النقابى؟!.. فإما القبول بقواعد الصنم الجالس على الكرسى وتقبيل الحذاء وإلا النفى خارج الشرعية!.
اليوم أتساءل: لماذا لا تتحقق شعارات الثورة المصرية فى الصحافة الوطنية؟ لماذا لا يعاد النظر فى كافة القوانين التى تنظم المنظومة الصحفية والتى تسببت ليس فى إهدار الثروات المادية فحسب، وإنما فى نزيف كفاءات بشرية هجرت تلك المنظومة؟
اليوم، أدعو كل صحفى حر أن يحاكم من ظلموه لسنوات طويلة.. كل من استفاد من عضويته بالنقابة ليتجبر ويتستر خلفه لاقتناص حق ليس له، "فالكارنيه" إثبات هوية وليس تربحًا "بالهوية".
أدعو إلى محاكمة شعبية لما نطلق عليهم "شيوخ الصحفيين" الذين حاربوا الأجيال الجديدة فى مبدأ حرية العمل متعللين بالشرعية التى يدركون أنها ملوّثة بفساد الهواء الذى نستنشقه، أدعوهم للتنحى من مناصبهم وأن يكفوا عن اتخاذ قرارات المستقبل بعقلية الماضى، مفسحين المجال أمام شباب الصحفيين ليقودوا المستقبل فى زمن وعهد مختلف جملة وتفصيلاً.
إن من شيوخ المهنة رجال آمنوا بحق الشباب فى المستقبل.. دفعوا قوت يومهم ثمناً لذلك، هؤلاء لهم منا كل التقدير، أما التكدير حتى التغيير لأولئك الذين صنعوا قوانين، والذين صيغت أمام أعينهم.. ومن حافظوا عليها على مدار 40 سنة.
مصر لن تتقدم إلا بإعلامها النزيه.. الحر، والذى يؤمن بحق الصحفى فى الحرية، وحق الناس فى الحصول على المعلومة بموضوعية، ليس من حق كاتب المعلومة أن يصبغها تبعاً لانتماءاته ومصالحه الخاصة.. هكذا علمونا!.
مصر لن تعود إلا بتكافؤ الفرص، وألا تسمح لمن قتل الفرص فى يوم ما أن يقترح هو ذاته إتاحة الفرص اليوم، كيف وهو الخصم والحكم؟!.
أفيقوا يا رفاق فقد سقطنا إعلامياً، وشباب الثورة من الصحفيين الشباب هم الأقدر الآن على اقتناص حقوقهم من نقابتهم التى طردت إعلام الوطن من الخريطة العالمية، إلا من رحم بى.
مبروك لمصر اقتناصها لحريتها من عبودية الأشخاص فى كل مؤسساتها.. ورحم الله شهداء الثورة الذين لن يستمتعوا بطيب الجنة إلا بتطهير بر مصر من كل الأصنام التى أحرقت صورة وطن على مختلف المستويات.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة