سهام ذهنى

طوابير الثورة

الجمعة، 25 فبراير 2011 07:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طوابير طويلة أمام مسجد مصطفى محمود كانت ملفتة للأنظار مساء 23 و24 فبراير الحالى. المدهش فى هذه الطوابير أنها كلما مر الوقت صارت أطول. والسبب أن غالبية من يقترب منها ينضم إليها.

فإذا كان المعتاد فى هذه المنطقة بالمهندسين هو مشاهدة بعض الطوابير التى يقف فيها العديد ممن يأتون للحصول على مساعدات إجتماعية من المسجد، إلا أن الذين استفسروا عن هوية الطوابير فى ذلك الوقت بدافع من حب الاستطلاع قد وجدوا أنها طوابير للتبرع وليس للأخذ، مع ذلك قرر غالبيتهم الانضمام إليها، إنها طوابير للتبرع بالدم من أجل توصيله إلى الشعب الليبى الشقيق ضمن قوافل تقوم بها لجنة الإغاثة بنقابة الأطباء، وهى اللجنة المشهود لها بالأمانة والفاعلية طوال سنوات كانت خلالها سباقة فى الغوث سواء خارج مصر أو داخل مصر خلال الكوارث.

الملفت للنظر فى هذه الحملة هو استخدام شبكة الإنترنت لتوجيه الدعوة إلى أكبر عدد ممكن من الناس عبر صفحة على موقع الـ"فيس بوك" حملت اسم "مصريون وندعم الثورة الليبية"، تم عبرها تحديد موعد وأماكن قبول التبرعات من الأدوية والأغذية.

وبالفعل جاء الكثير ممن عرفوا بالحملة عن طريق الإنترنت للتبرع، إنما الأجمل هو مشهد المصريين البسطاء الذين رأيت عددا منهم أمام مسجد مصطفى محمود يستفسرون ثم إذا بالعديد منهم يتبرع بمبالغ مالية على الرغم من بساطة مظهرهم. منهم عجوز يبدو من مظهرها أنها ممن يأتون إلى الجامع للحصول على مساعدة شهرية، حيث توقفت تلك السيدة إلى جوار كراتين الأغذية المكدسة من المتبرعين، ثم سألت أحد الشباب عن سبب تكدس هذه الكراتين، فأخذ الشاب يشرح لها بأسلوب سهل كيف أن هناك ثورة فى ليبيا مثل الثورة المصرية، وأن الشعب المصرى يجمع التبرعات لمساعدة الشعب الليبى لأن رئيسهم قام بقتل أعداد كبيرة منهم، كما أن أعدادا أخرى يتعرضون لظروف قاسية. بعد أن سمعت العجوز ذات الرداء الأسود المتواضع كلمات الشاب أخرجت من جيبها عددا من الأوراق المالية المطوية من فئة الربع جنيه والنصف جنيه، وأخذت تفردهم ثم قدمتهم له وهى تهمس بالمثل الشعبى: "نواية تسند زير"، قام الشاب بتقبيل رأسها وهو يقول لها: "فلوسك فيها البركة" وأخذ يدعو لها بأن يجازيها الله كل خير.

بعد قليل شاهدت سيدة أنيقة تتقدم بمظروف مغلق إلى أحد الشباب المسئولين فى الحملة عن تلقى المساعدات المالية، وحين سألها عن قيمة المبلغ الذى جاءت للتبرع به رأيت على وجهها ابتسامة واسعة مليئة بالتعبير عن السعادة الفطرية التى تملأ صاحب الروح الطيبة، حين يساهم فى الخير، حيث ردت عليه قائلة بأنها لا تعرف قيمة المبلغ لأنها بمجرد أن شاهدت هذا التجمع للتبرع من أجل إنقاذ الثوار فى ليبيا توجهت إلى زملائها وجيرانها، وقامت بجمع هذا المبلغ وجاءت به بسرعة.

إنها جهود ذاتية يحاول بها المصريون المساهمة فى الوقوف إلى جانب إخوتهم من الليبيين الشرفاء سواء بالتجمع للتضامن معهم أمام السفارة الليبية بالزمالك لتأييد الثورة الليبية، أو بالتبرع لقوافل المساعدة الإنسانية والطبية التى يتواصل تنظيمها إلى ليبيا.

ولقد تم بالفعل وصول عدة قوافل متوالية منها عبر الطريق البرى إلى ليبيا، حيث تم إدخال كمية كبيرة من المساعدات.

تحية إلى الشرفاء فى مصر وليبيا وتونس وإلى كل الشعوب العربية التى توحدت على الأمل فى العدل والحرية والكرامة الإنسانية.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة