"عاش الملك مات الملك"..
مقولة أو ربما شعار قد سمعناه ومر علينا فى بعض الأحيان كنوع من السخرية على فعل ما لكنه هذه الأيام ومنذ تنحى الرئيس زاد تردده كثيرا وبطريقه تثير الدهشة والاستغراب فكثيرا مما حولنا يدعو لذلك.
من عاداتى اليومية إلقاء نظرة سريعة على الجرائد القومية التى كانت فى فترة الرئيس ومنذ توليه الرئاسة تسبح بحمده ليلا ونهارا، خاصة بعض الصحفيين الكبار التى كانت مقالاتهم اليومية تملأ صفحات الجريدة مديحا وشكرا وإجلالا وتعظيما فى النظام ورئيسه.
هذه الجرائد وبقدرة قادر بعد تنحى الرئيس تحولت صورتها تماما وأصبحت وكأنها واحدة من أعتى صحف المعارضة، وكأنها شعرت مرة واحدة بما يعانى به الشعب وبفساد النظام وحاكمه وكأنها كانت فى غيبوبة تخلت عن سياسة المديح لربها الأعظم وصار هذا الشخص الذى كانت تسبح بحمده ونظامه سارقا وفاسدا وعميلا وناهبا ومخربا إذا فتحت قنوات التلفاز وشاهدت البرامج الحوارية وشاهدت حديث مذيعيها وجدتهم أكثر انفتاحا وحرية بعدما كانت شفاههم وعقولهم مقيده بأغلال الخوف، ورأيت بعض ضيوف هذه البرامج هم مجموعة من المحظورين من الظهور سابقا على هذه الشاشات باعتبار أن أفكارهم مضاد للنظام ولذلك يجب إعدام هذه الأفكار على عتبات هذه البرامج أو الأفضل عدم اقترابهم ونفيهم بعيدا عنها وبحجج واهية.
الكل يتحدث الآن بحرية يقول ما يريد قوله ليس تابعا لسلطة أحد بعدما كان تابعا فى الخفاء لسلطة حاكم ولا يجب الخروج عن أسلوبه وطريقته ولو ببضع مفردات مغايرة.
هذا المشهد شاهدته خلال متابعتى لوسائل الإعلام المختلفة خلال الأسبوع الماضى وفى فترة ما بعد تنحى الرئيس، لذلك ذهب عقلى للحظات بعيدا متسائلا ماذا لو عاد الرئيس؟ أو رُشح ابنه يوما رئيسا؟.
بالطبع أعلم أنه شىء إمكانية حدوثه تكاد تكون ضئيلة جدا ولكن لا مانع أن نعطى فرصة لألاعيب الخيال أن تلعب دورا فيما شاهدت.
هل سيعود من تلونوا ليتلونوا مرة أخرى بلون متوافق مع الرئيس أو ابنه؟
وماذا سيبررون مقالاتهم وبرامجهم التى يبثونها الآن معلنين فيها عن فساده وفساد نظامه عن طغيانه وعناده؟ أيعودون لشعار عاش الملك مات الملك؟
لماذا أصر الرئيس على تكميم أفواه كل من يملك كلمة ورأيه مغاير له ولنظامه؟ لماذا أراد من الجميع التسبيح بحمده وذكر محاسنه فقط؟ أكان يعتبر نفسه إله لا يحاسب يمنع هذا ويعتقل ذاك. لماذا لم يراع الرئيس أن هؤلاء بشر من حقهم الإدلاء بآرائهم أكان يعتبرهم قطيعا لا يريدهم أن يخرجوا عن السير وإلا لاقوا حتفهم.
أسئلة راودتنى ومازالت تراودنى وجعلتنى أتساءل أيضا لماذا لا يثبت هؤلاء على مبدأ لهم؟ لماذا لا يكون ما يبثونه سواء مرئيا أو مقروءا بناء عن قناعه شخصية لا عن رياء ونفاق؟ لماذا لا يراعون الله أولا وأخيرا حتى لو كانت نهايتهم المهنية فى أماكنهم؟ لماذا لا يكون الانتماء والولاء الأول للعمل فقط
قال الله تعالى (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) صدق الله العظيم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة