أيمن الكاشف يكتب: ثورة 25 يناير.. معنى أن تكون حيًّا

الجمعة، 25 فبراير 2011 08:47 م
أيمن الكاشف يكتب: ثورة 25 يناير.. معنى أن تكون حيًّا مظاهرات ميدان التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حاول النظام السابق القضاء على ثورة الخامس والعشرين من يناير معتمدًا الحلول السياسية مرة، والأمنية مرة أخرى، ولمَّا لم تفلح هذه الحلول فى قطف ثمارها المرجوة؛ لجأ إلى الضغط النفسى عن طريق الإيهام بأن الثورة تعطيل للحياة، مستخدمًا فى ذلك وسائل إعلامه المختلفة ــ وخاصة المرئية ــ التى فقدت مصداقيتها لدى الشعب.

فات النظام السابق أن الشعب أدرك أن الصمت يساوى الموت، وأن الكلام يساوى الحياة، ولم يفعل الشعب غير أن تكلم، فكان كلامه تعبيرًا عن حضوره ووجوده وحياته، وكان النظام السابق يعامل الشعب وكأنه لا صوت له ولا حياة، مكمما أفواهه بسد حاجاته الأساسية من الطعام والشراب.

خرج الشعب يلتمس حياة أخرى، لا تتمثل فى المطالب المادية ــ أولاــ وإنما الحياة فى جوانبها الإنسانية (الحرية، العدالة، الحق، الخير، الكرامة.....) تلك الجوانب التى يكون بها الإنسان إنسانًا، وخير دليل على ذلك أن الثورة لم تكن ثورة الفقراء فقط، وإنما خرج إليها الغنى جنبًا إلى جنب مع الفقير؛ لأن كليهما أدرك أن المال ــ وما يشتريه من طعام وشراب وأراض وعقارات ــ لا يمنح الإنسان حريته وكرامته.

لم تعد الحياة أن تكون موجودًا فقط، وإنما تجاوزت هذا المعنى إلى ضرورة أن يكون الإنسان فاعلا ومؤثرا وقادرا على التغيير على المستويين الفردى والجماعى.

لم تكن الثورة ــ إذن ــ تعطيلا للحياة، وإنما كانت ــ وستظل ــ تجسيدا لها وبحثا عنها فى الوقت ذاته، الثورة فعل إنسانى متجدد ومستمر فى حدوثه وأهدافه ونتائجه، لذا لم يكن غريبا أن تتجاوز الثورة ميدان التحرير إلى أماكن أخرى فى مصر وفى البلاد الأخرى، وتتجاوز حاضرها إلى البحث عن مستقبل مشرق بثورة العمل، وتتجاوز الأفراد إلى الجماعات الفاعلة المؤثرة فى تاريخها الخاص وتاريخ العالم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة