أثارت شخصية الزعيم الليبى معمر القذافى جدلاً كبيرًا خلال الفترة الأخيرة منذ بداية ثورة الشعب الليبى فى السابع عشر من الشهر الجارى خاصة بين الأطباء والمحللين النفسيين.
الحيرة كانت بسبب الطريقة الوحشية التى تعامل بها القذافى مع شعبه من قتل بالطائرات واستقدامه للمرتزقة من الأفارقة للهجوم على شعبه وآخرها الخطاب الذى أدلى به منذ أيام وأكد فيه أنه سوف يستمر فى قتل شعبه حتى آخر رصاصة يمتلكها ولن يتنازل عن كرسيه.. كل هذه التصرفات وغيرها مما تم تداوله على الصحف والقنوات الفضائية عن شخصيته التى وصفت بأنها مضطربة نفسيًا وغريبة الأطوار وقال عنها الأطباء النفسيون إنها "جنون العظمة".
الدكتورة شيرين الموصلى أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس قالت إن ما يصدر من الزعيم الليبى معمر القذافى سواء كلامًا أو تصرفات أو حتى طريقته فى ارتداء ملابسه ليس له تفسير سوى "جنون العظمة"، مفسرة ذلك بأنه نوع من الاضطراب فى شخصيته.
وأوضحت الموصلى أن هناك فرقًا بين المرض النفسى واضطراب الشخصية قائلة إن المرض النفسى يعنى أن تفكير الشخص منفصل تمامًا عن تصرفاته لكن الاضطراب فى الشخصية يعنى أن الشخص قد ولد وتربى بطريقة معينة رسخت فيه بعض التصرفات التى قد تبدو غير طبيعية ومنطقية بالنسبة لحالة الزعيم الليبى القذافى.
وأضافت الموصلى أن الاضطراب فى شخصية أى إنسان يصعب علاجه لأنه جزء من تكوينه منذ ولادته، مشيرة إلى أن حالة القذافى مركبة جدًا حتى لو تم اقتياده لمصحة نفسية لن يقبل العلاج، لأن تركيبة شخصيته المضطربة ترسخت فيه وفى مثل هذه الحالات يفشل معها العلاج، مؤكدة أن هذه التصرفات توحى بأنه سوف يستمر فى الهمجية والوحشية التى يتعامل بها مع شعبه لحين أن تتوفاه المنية.
وعلى نحو آخر من التحليل النفسى لشخصية الزعيم الليبى معمر القذافى قالت الدكتورة إيمان شريف، أستاذ الطب النفسى بالمعهد القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن حالة القذافى تؤكد أنه مصاب بمرض يعرف فى الطب النفسى باسم "برانويا" بمعنى أن الشخص يعتقد فى نفسه قوة غير حقيقية، موضحة أن البرانويا تحمل أكثر من نوع منها برانويا العظمة وبرانويا الاضطهاد.. وهذان النوعان موجودان بشخصية القذافى.
وأضافت الشريف أن مريض البرانويا لا يتقبل النقد ويتحول إلى شخص دموى عندما يخدش أحد ذاته العظيمة ولا ينال منه إلا الدمار، مؤكدة أن هذا ما يحدث بالفعل مع الشعب الليبى الذى قام بالمظاهرات التى ندد فيها بظلم القذافى.
أما عن خطابه الأخير فقالت الشريف إن المرض تمكن منه بشكل كبير لدرجة يصعب علاجها لأنه أصبح يعتقد أنه إله ومالك للأرض ولا يجوز لأى شخص أن يعارضه فى ذلك، موضحة أن هذه التصرفات تملكت منه من كثرة تمجيد الناس فيه هذا بالإضافة إلى أنه مصاب ببرانويا العظمة، كما سبق الشرح لطبيعة المرض.
أما عما قاله البعض بأنه مجنون فهذا يعد تفسيرًا غير دقيق وعلمى لأنه لفظ عام، مشيرة إلى أن طريقة ملابسه المبهرجة وألفاظه التى يتحدث بها وطريقته فى الكلام التى توحى بالتناقض كل هذا يدخل ضمن إصابته ببرانويا العظمة.
أخصائيون نفسيون: القذافى مضطرب نفسيًا ويصعب علاجه
الجمعة، 25 فبراير 2011 06:57 م
القذافى مضطرب نفسيًا ويصعب علاجه
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة