نقلت صحيفة لوباريزيان الفرنسية اليوم، تقريراً أعده فيليب راتر كاتب فى وكالة أنباء فرنسا، أكد فيه أن السياسة الخارجية الفرنسية التى يقودها الرئيس نيكولا ساركوزى ووزيرة خارجيته ميشال آليو- مارى تمر بمرحلة حرجة للغاية، بسبب العلاقات الوثيقة القائمة بين باريس والعديد من الأنظمة العربية المترنحة، والانتقادات التى توجه إلى هذه السياسة من داخل السلك الدبلوماسى الفرنسى نفسه.
وعلق راتر فى تقريره، قائلاً: إن الدبلوماسية الفرنسية أصبحت رهان كل النقاشات السياسية، موضحاً أن ما يطمح فيه كثيرون وهو تغيير نهج الدبلوماسية الفرنسية من المعارضة اليسارية إلى الحزب اليمينى الحاكم.
وقال الكاتب، إن ما صرحت به رئيسة الحزب الاشتراكى الفرنسى مارتين أوبرى بخصوص أن الدبلوماسية الفرنسية لم تعد قائمة، كذلك ما طالب به برنار دبرى النائب عن الحزب الرئاسى بالتعديل تمهيداً للانتخابات الرئاسية فى 2012 خصوصاً لتسوية مشكلة السياسة الخارجية، دفع الدبلوماسيين إلى رفض فكرة أن يتحولوا إلى كبش محرقة ويعبرون عن انتقاداتهم فى الصحف، والأخطر هو ان فرنسا تعطى الانطباع بأنها لا تتبع سير الأحداث والتطورات فى العالم العربى.
وأكد الكاتب أن عدداً من الدبلوماسيين الذين لم يرغبوا فى كشف أسمائهم عبروا عن استيائهم الواضح من الوضع، مشدداً أنهم اتهموا الرئيس نيكولا ساركوزى والمقربين منه بأنهم مسئولون عن "أخطاء" دبلوماسية فى تونس ومصر والمكسيك.
أما على الساحة الدولية، قال إن أزمة الثقة هذه المرفقة بتراجع كبير فى المصداقية تأتى فى أسوأ الأوقات فى حين تتولى فرنسا رئاسة مجموعتى الثمانى والعشرين.
وتابع الكاتب فى سرد الانتقادات الموجهة إلى الدبلوماسية الفرنسية، وقال تأخر فرنسا فى إعلان موقفها من الأحداث فى كل من تونس ومصر، وهو أمر غير مبرر، خاصة أنها لم تتخذ موقفاً متناقضاً تماماً.
أما بالنسبة الملف الليبى قال راتر، إن العلاقات الوثيقة خصوصاً التجارية منها مع نظام الزعيم الليبى معمر القذافى مهددة، إلا أن الرئيس الفرنسى شدد لهجته أمس، الأربعاء، مطالباً بأن يفرض الاتحاد الأوروبى "عقوبات ملموسة" على ليبيا، إلا أنه لم يكتفِ بذكر الانتقادات الدولية فقط بل ركز على وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو-مارى التى تولت هذا المنصب فى نوفمبر وارتكبت مذ ذاك الخطأ تلو الآخر، مشيراً إلى ما اقترحته بشأن تعاون أمنى على الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على إلى تفسيرات غير واضحة عن الإجازة التى أمضتها فى نهاية السنة فى تونس عندما كانت الثورة قد انطلقت.
وتابع راتر "أما بالنسبة للقشة التى قسمت ظهر البعير فجاءت على لسان السفير الفرنسى الجديد فى تونس بوريس بوايون الذى وصف أسئلة الصحفيين فى تونس بأنها "سخيفة"، وأرغم إثر ذلك على تقديم اعتذارات علنية حول هذا التعليق، وهو ما اعتبره الكاتب أم وضع دبلوماسية فرنسا فى وضع محرج.
أما بالنسبة للانتقادات شديدة اللهجة التى وجهت للرئيس ساركوزى والتى تسببت فى ازمة دبلوماسية كبيرة مع المكسيك كانت بسبب قضية الفرنسية "فلورانس كاسيه" التى حكم عليها بالسجن لستين عاما فى فرنسا بتهمة الخطف.
لوباريزيان: السياسة الخارجية الفرنسية فى حالة "حرجة"
الخميس، 24 فبراير 2011 03:00 م
وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال آليو- مارى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة