سارة فوزى أحمد تكتب: النهايات السعيدة

الخميس، 24 فبراير 2011 08:59 م
سارة فوزى أحمد تكتب: النهايات السعيدة صورة تعبيرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"عاشوا فى تبات ونبات وخلِفوا صبيان وبنات" وفى رواية أخرى "كتاكيت وكتكوتات"، هل تصدقون هذا النهاية؟ هل تؤمنون بالنهايات السعيدة؟ الفكرة لا تتعلق بالاعتقاد أو الإيمان بالنهاية السعيدة، وإنما تكمن فى أن النهايات السعيدة – كما أرى من وجهة نظرى المتواضعة- نهايات لم تكتمل بعد، وإن لكم رأيا آخر فبلا شك إننى أحترم هذا الرأى وأقدره.

الموضوع يا أعزائى القراء يتلخص فى أن الحياة ما هى إلا سلسلة متعاقبة من حلقات الخير والشر ومن البؤس والسعادة، فكل الأضداد أى الأشياء المتعاكسة ما هى إلا وجوه لعملة واحدة كما يُقال، فمن الصعب على الإنسان أن يعيش فى سعادة أبدية أو عذاب سرمدى ودائم فكما هو معروف "دوام الحال من المُحال"، وهذه ليست نظرة تشاؤمية أو فلسفية أو سيريالية "مش عارفة إيه حكاية سيريالية يمكن معناها خيالية".

على أية حال إن النهايات السعيدة ليست نهاية لأن الحياة مليئة بالتقلبات والمشكلات التى لا تنتهى، ولكن يمكن القول بأن النهاية السعيدة ليست نهاية، وإنما هى بداية لحلقة أخرى من حلقات الحياة العامرة بالتعب تارة وبالراحة تارة أخرى، وبالاجتهاد تارة وبالتقاعس تارة أخرى، أى أنها مرتبطة بما يسبقها، وهو فى الغالب تجارب مؤلمة، وبما يحلقها، والذى قد يكون تجربة تعيسة أخرى، صدقا إن النهاية السعيدة – كما أعتقد – ليس لها وجود مطلق وإنما هى نسبية – فكم منَا يشعر أحيانا بسعادة غامرة، وفجأة تجدها انقلبت لبكاء أو تجد دموعنا تنهمر فجأة، ونحن فى أشد لحظات الفرح (ولكن البعض يسميها دموع الفرح)، ولكنها أولا وأخيرا دموع.

عندما ننفرد بأنفسنا - حتى وإن افترضنا أننا نعيش فى سعادة وهناء ورضاء كامل من شتى الجوانب- سوف نجد أحيانا أننا نتذكر أو يتبادر إلى ذهننا من الأحداث والمواقف ما يجعلنا نشعر بالحزن أو الأسى، أو عندما يجعلنا نفكر فى المجهول، وما أكثر ما يفكرون فيما هو قادم ويخشون تجربة ما يجهلونه أو يخافون مما يخبأه القدر لهم.

أهم ما يمكننى قوله والخروج به من هذا الموضوع أن معنى ما كتبت لا يدعو إلى أن نتشاءم أو نقف صامتين لا نحرك ساكنا فى انتظار ما هو قادم، سواء أكان بؤسا أو رخاء، ولكن السعى والعمل مع ترك العواقب على الله – عز وجل – مع أهمية التذكر طوال الوقت أن السعادة لا تدوم، وكذلك الشقاء لا يدوم وإنما هذا يتوقف على اختيارات الإنسان فى الحياة.

إننى على يقين تام وكامل بأن النهاية التقليدية ونهايات القصص السعيدة ليست متواجدة فى العالم الواقعى، لأن عالم القصص هو من نسج الخيال، وهو تجربة خاصة بمؤلف واحد من بين مليارات الناس وعالم الواقع هو من نسج كل فرد فى كل موقع وفى كل مكان.

فالنهاية السعيدة الدائمة ليست موجودة والنهاية الحزينة القاتمة المتواصلة ليست أيضا موجودة؛ لأن الحياة مزيج من الاثنين ولن تكتمل إلا بوجود الأضداد (الحب والكره، الخير والشر، الحرية والقمع، السعادة والشقاء) وهذا هو معنى الكمال "توافر كافة العناصر المتعارضة فى قالب واحد دون أن يؤثر أو ينفرد أحدهما بالآخر".

ولهذا نجد فى الإنسان الخير والشر وكافة المشاعر المتناقضة معا، والمشكلة تكمن فى طغيان أى من هذه الجوانب على الآخر.

ختاما:
إننى أؤمن بأن الحياة ليست تقليدية كالنهايات التقليدية التى تنتهى بسعادة أو حتى شقاء وإنما مليئة بالاكتشافات المذهلة والتجارب التى لا تنضب؛ لذلك من المستحيل أن نجد السعادة الدائمة أو الشقاء الدائم لأن مسار الحياة وعجلتها لا تتوقف والزمن يسير ولا ينحرف عن مساره، وبالتالى لن توجد أبدا نهاية سعيدة دائمة، ولكن هناك نهاية سعيدة مؤقتة تنتظر التجربة التالية والتالية والتالية.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة