شهداء مصر الذين ضحوا بأرواحهم فى 25 يناير وما بعدها بدون مقابل سوى حب هذا الوطن وتطهيره من الفساد والمفسدين، كشفوا صدورهم لرصاص الداخلية، وضحّوا بأرواحهم فداء لمصر، وكانت مطالبهم مطالب عامة وعادلة لكلٍ من الوطن والمواطنين على حدٍ سواء.
ولكن هناك فئات أخرى أرادت أن تغتنم الفرصة وتطلب مطالب شخصية لنفسها، دون مراعاة لظروف البلد الحالية، فأعلنوا الإضرابات والاعتصامات فى مجال عملهم، لتتوقف عجلة الإنتاج أكثر مما هى متوقفة، ويزيد نزيف الاقتصاد المصرى، لم تراع هذه الفئات الظروف التى تمر بها البلاد، حتى ولو كانت مطالبها مشروعة، ولكن الوقت لا يسمح الآن بتحقيق تلك الطلبات، فهم يضغطون على المسئولين مستغلين الظروف الحالية وضعف الدولة ومؤسساتها فى الوقت الحالى.
وهناك فئة ( اسميها اللصوص ) وهم من استغلوا الثمانية عشر يوماً عمر الثورة، فى التعدى على الأراضى الزراعية وتبويرها والبناء عليها، حتى وصل عدد الأفدنة التى تم التعدى عليها بالآلآف، والاستيلاء على وحدات سكنية خالية كانت تنتظر أصحابها لتسلمها، والبلطجية الذين هاجموا على المتاجر الشهيرة وقاموا بسرقتها قبل نزول القوات المسلحة إلى الشوارع.
كل هؤلاء استغلوا الأوضاع لتحقيق مكاسب ومطامع لأنفسهم دون النظر لمصلحة البلد ككل، بعضهم بالطبع لهم الحق فى التظلم ولكن ليس هذا الوقت المناسب لأن يتقدموا بمطالبهم ،، وكان عليهم الإنتظار لحين استقرار الأوضاع، فعندما قام الشباب بالثورة لم يطلبوا لأنفسهم شىء، ولكن مطالبهم كانت عامة لصالح الجميع ،، فمن هؤلاء الشباب من دفعوا أرواحهم ثمنا لذلك، ويجب علينا احترام تلك الدماء الذكية، وعدم الحصول على مكاسب شخصية من ورائها.
لقد قامت هذه الثورة للتحرر من الفاسدين وأصحاب المصالح الشخصية وممن يفضلون أنفسهم على أى شىء آخر ،، ولكن ما يفعله هؤلاء يمثل عودة إلى الوراء، وبذرة جديدة لطبقة أخرى من المستفيدين والمتسلقين على أكتاف الآخرين، فى الوقت الذى نسعى فيه للقضاء على الفساد بكل أشكالهِ وصوره والحرس القديم له ،، ولا أدرى نوعية هؤلاء البشر وكيف ينظرون إلى الإمور من حولهم ،، فمن الواضح أن حلم القوات المسلحة والتعامل الناعم لها فى التعامل مع كافة طبقات الشعب هو ما شجعهم على ذلك ،، وظنوا أن أى جريمة سيرتكبوها لن يعاقبهم أحد عليها ،، وأستهانوا بقوة الدولة وهيبتها ،، وهذا هو الخطر الحقيقى
يجب أن يعلم هؤلاء أن قوة الدولة الآن فى الشباب ،، الذين لن يسمحوا لهؤلاء بفعل هذه الجرائم فى ظل غياب السلطات التنفيذية، وهؤلاء الشباب لن يسمحوا لهم بإستغلال ثورتهم كذريعة لارتكاب المخالفات والجرائم وأختلاس أحلامهم والمستقبل الذين رسموه بدمائهم وأن التغيير يجب أن يكون فى السلوك العام للمواطنين وليس فى أشخاص المسئولين، ويجب أن تفّضل المصلحة العامة عن الخاصة، وأن يتكاتف الجميع من أجل رفعة مصر، والتعامل بكل حزم وصرامة مع كل من يحاول أن يعود لمصر إلى ماقبل 25 يناير 2011 .
حمدى رسلان يكتب: دول بيحبوا مصر.. ودول بيحبوا نفسهم
الخميس، 24 فبراير 2011 10:02 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة