استنكرت جماعة الإخوان مطالبة بعض المثقفين بالتدخل الأمريكى فى ليبيا لإنقاذ الشعب الليبى من حاكمه الطاغية، مشيرين إلى أن هذه الخطوة تمثِّل خطورةً بالغةً على ليبيا نفسها، ثم على بقية دول المنطقة، وأن فى احتلال العراق وتدميره درسًا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وشدَّدت الجماعة فى بيان لها اليوم على أن الشعب الليبى قادر على الإطاحة بالطاغوت المتكبر، مهما كلفه ذلك من ثمن، موضحين أن الإخوان يؤمنون بأن الحرية فريضةٌ من فرائض الدين الإسلامى، وكل الرسالات السماوية.
وذكرت الجماعة أن الإخوان يدينون بكلِّ قوة تدخل رئيس وزراء بريطانيا فى شئون مصر الداخلية وتصريحاته التى كاد يحدِّد فيها للشعب المصرى خياراته، مؤكدين أن المصريين ليسوا قاصرين وليسوا محتاجين إلى نصيحته، ويرفضها بكل إباء وشمم، أما حديثه عن رفضه مقابلة الإخوان المسلمين، فنؤكد له أنه لو طلب مقابلة الإخوان لرفضوا.
وقال البيان "نحن نُعلن على الدوام رفضنا مقابلة ممثلى الحكومات الغربية المتكبِّرة، وإن كنا نرحِّب بمقابلة ممثلى المنظمات الشعبية والمؤسسات البحثية والإعلامية، وإن كان خضوع الأنظمة البائدة لهذه القوى مبعثه انعدام شرعيتها الشعبية وطلبها للمساعدات المالية، فنحن نعلن أن الثورات الآن إنما تمثل الشرعية الشعبية فى أسمى تجلياتها، كما أننا نرفض المساعدات المالية المشروطة بانتقاص السيادة فإن (الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها) وكرامتنا الوطنية فوق كل شيء".
وأشار إلى أن ما يجرى فى ليبيا الآن التى تمثل دولةً شقيقةً وتمثِّل مجالاً حيويًّا لأمن مصر القومي، ووجود مليون ونصف مليون مصرى هناك يقرِّر مسئوليةً إضافيةً على المجلس الأعلى للقوات المسلحة؛ بحمايةً أمنها القومي، وصيانة سلامة إخوتنا وأبنائنا المصريين فى ليبيا، وتيسير سبل تأمين عودتهم إلى وطنهم، وكذلك دعم جهود الإغاثة الإنسانية للمنكوبين فى ليبيا، وأنهم على ثقة فى أن المجلس قام وسيقوم بواجباته.
وأشار البيان إلى أن الأنظمة الفاسدة التى صادرت الحريات، وكان حتمًا عليها أن تخضع وتركع للقوى الكبرى، وتلتمس منها العون والتأييد ضد شعوبها، وتنفِّذ سياسات هذه القوى بكل دقَّة ثمنًا لهذا التأييد؛ كانت أحد الأسباب القوية التى فجَّرت الثورات الشعبية فى المنطقة بهدف التحرُّر من الاستبداد الداخلى والاستعباد الخارجي، ودفعت شعوب المنطقة، ولا تزال ثمنًا غاليًا لاستعادة الحرية والعزة والكرامة.
وأضاف البيان: "ولكن هذه القوى الغاشمة لا تريد أن تتخلَّى عن هيمنتها بسهولة، فتحاول الالتفاف على الثورات والتدخل فى مسار الأحداث التى تتوخَّى الإصلاح الوطني، لعلها تستطيع استعادة نفوذها واستقطاب نفر من أهلنا تدفعهم إلى مواقع التأثير والقرار".
"الإخوان" تستنكر طلب المثقفين التدخل الأمريكى فى ليبيا
الخميس، 24 فبراير 2011 09:37 م
د. محمد بديع مرشد عام الإخوان المسلمين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة