فى طلته الأخيرة على شاشات التليفزيون الليبى، لإلقاء خطبته الموجهة للثوار، ظهر الرئيس الليبى معمر القذافى بصحبة الكتاب الأخضر، الكتاب الذى وضعه القذافى عقب تولية الرئاسة عام 1969، عقب انقلاب عسكرى قام به من كانوا يعرفون بالضباط الأحرار الليبيين، الذين أنهوا الملكية وأطاحوا بالملك إدريس السنوسى، ليعرض فيه منهجه الثورى ونظرياته الخاصة بحكم البلاد، على غرار كتاب "فلسفة الثورة" للرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر، وعقب الأحداث التى شهدتها الدولة الليبية، والقمع الوحشى للثوار اللبيبين، ذكر العديد من المحللين السياسيين أن الرئيس الليبى أراد أن ينهى فصول كتابه الأخضر، بفصل أحمر.
الكتاب صدر عام 1975، وفيه يعرض الرئيس الليبى أفكاره حول أنظمة الحكم وتعليقاته حول التجارب الإنسانية كالاشتراكية والحرية والديمقراطية، ويحمل الكتاب صفة القدسية لدى الدولة الليبية، ويطبع منه سنويا آلاف النسخ، تباع بثمن زهيد فى معارض الكتاب العربية.
ويتكون الكتاب من ثلاثة فصول، يهتم الفصل الأول بالسياسة، ويتناول مشاكل السياسة والسلطة فى المجتمع، وفى الفصل الثانى يتناول القذافى "حلول المشاكل الاقتصادية التاريخية بين العامل ورب العمل"، أما الفصل الثالث فيختص بالشق الاجتماعى فى ليبيا، ويتناول أطروحات عن الأسرة والأم والطفل والمرأة والثقافة والفنون.
ورغم المحتوى الجاد للكتاب، إلا أن فقرات بعينها تحمل طابع السخرية، يصعب معها التصديق أن الكتاب الأخضر ليس كتابًا ساخرًا، من تلك الفقرات "المجتمع الإنسانى ليس رجالاً فقط، وليس نساء فقط فهو رجال ونساء.. أى رجل وامرأة بالطبيعة، وفى موضع آخر "لابد أن ثمة ضرورة طبيعية لوجود رجل وامرأة وليس رجل أو امرأة فقط".
وبعد هذه الفقرات المتتالية التساؤل تأتى الإجابة الحاسمة من الرئيس الليبى ليقول: "المرأة أنثى، والرجل ذكر..
والمرأة طبقا لذلك يقول طبيب أمراض النساء(إنها تحيض أو تمرض كل شهر، والرجل لا يحيض، لكونه ذكرًا فهو لا يمرض شهريا "بالعادة". وهذا المرض الدورى، أى كل شهر هو نزيف.. أى أن المرأة لكونها أنثى تتعرض طبيعيا لمرض نزيف كل شهر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة