وفاء التلاوى تكتب: شبابنا يقود الأمة

أشرق فجر يوم جديد لم نره من قبل ولم ننعم به سابقا مع طلوع الشمس، فالكل أصبح رجلا واحدا يريد أن يحيا حياة كريمة، فهل يا ترى سوف يتحقق ما يريده ويتمناه بعد قيامه بهذه الثورة والتى قام بها كل أفراده كفرد واحد له نفس الطلبات والرغبات والأهداف، و بعد أن توحدت كل الجهود لتذليل كل الصعاب التى واجهت الشعب، فالكل قد عمل جاهدا بكل إخلاص وحب على تحقيق الهدف الأساسى وهو إبعاد الظلم عن شعبنا الغالى بكل صوره وأشكاله، والحفاظ على مصرنا الغالية.

ولقد رأينا شبابنا الغالى يد واحدة و قلب واحد و نبض واحد ، فنجدهم يحاولون بكل جد تنظيف الشوارع حتى يعود العمل بها و السير بها، حتى تعود الحياة فى ميدان التحرير مرة أخرى، هذا ما حدث فى بداية الثورة وهذا هو الشعور الجميل الذى شعر به كل فرد من أفراد الأمة فى ذلك الوقت ، أما اليوم فنرى ضباب كثيف يخيم على وطننا العزيز و لا نرى بوضوح من خلاله .

فقد بدأت مجموعات وفئات كثيرة تطالب بحقوقها الآن فى تجمهر كبير مما يعطل العمل بالمدارس والبنوك والمصانع وغيرها، ومما يعطل أيضا الدور الأساسى الذى قامت الثورة من أجله من تغيير للأفضل و هذا على عكس ما قامت به الثورة من أجله، فنرى الخسائر الكبيرة المادية التى يتعرض لها الوطن و الفوضى العارمة التى تعم الوطن مما يعود على المواطنين بالظلم الذى سبق ورفضوه بالماضى .

فنحن من نصنع التاريخ بأنفسنا مما يستوجب على الشباب أن يجد حلا لما يحدث من فقدان الأمن نتيجة لتغيب الشرطة من على ارض الوطن ، فهذا الجهاز الحيوى لا نستطيع أن نستغنى عنه لحماية أسرنا من النهب و السلب الذى يحدث ، فالبعض سلبت منه شقته من قبل بعض الأشخاص الذين خلوا من الضمير فلا يعرفون الله حق معرفة وسوف ينتقم منهم الله شر انتقام ولا يلومون إلا أنفسهم بعد ذلك، والبعض سلب منه الأمان سواء فى الشارع أو فى البيت .

فالأطفال خائفون فى منازلهم والأمهات حريصات على عدم خروج بناتهن إلى الشارع .فالبعض قتل على يد مصرية للأسف الشديد ومن جهات مختلفة ، فارجوا من الله العزيز القدير أن تنقشع هذه الغمة ويذهب هذا الضباب بعيدا عن ارض وطننا الحبيب مصر وارجوا أن يكون ذلك على يد شبابنا الغالى الذى لا يستعصى عليه شيء والذى بدأ هذه الثورة البيضاء ويحافظ عليها بيضاء إلى النهاية وتكون هى البداية الحقيقية للديمقراطية السليمة بعون الله.