محمد حمدى

هل يدخل الجيش المصرى إلى ليبيا؟

الأربعاء، 23 فبراير 2011 11:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى التظاهرات الغاضبة التى تعم ليبيا لفت انتباهى شاب ليبى فى بنغازى يحمل لافتة مكتوب عليها "واحد.. اثنين.. الجيش المصرى فين"، كان هذا الشعار مرفوعاً فى مظاهرات التحرير، ثم تحول إلى "الشعب والجيش إيد واحدة"، وبالطبع لم يكن المتظاهر الليبى، يعيد نفس الشعار المصرى دعماً للثورة المصرية، وإنما كان يطالب بتدخل الجيش المصرى فى ليبيا، وإنقاذ المواطنين من بطش القذافى ونظامه.

مساء أمس أيضاً طالب عدد من المعارضين الليبيين صراحة الجيش المصرى التدخل لنصرة الشعب الليبى وإنقاذه، خاصة بعد خطاب القذافى الذى استمر نحو 75 دقيقة أمس، واحتوى تهديداً ووعيداً، وأعلن فيه الحرب على شعبه "من شارع إلى شارع.. ومن بيت إلى بيت.. ومن فرد إلى فرد".

وبدا واضحاً أيضاً أن الليبيين لا يثقون كثيراً فى المجتمع الدولى للتدخل لمساندته وإنقاذهم من هذا الرئيس "المجنون"، فالموقف الغربى منذ 17 فبراير حتى أمس متخاذل، لدرجة أنه بعد كل المذابح التى سمعنا عنها قال رئيس الوزراء الإيطالى أمس أنه تلقى اتصالاً من القذافى طمأنه فيه على الأوضاع فى ليبيا!

وهنا يبدو السؤال مطروحاً بقوة: هل يتدخل الجيش المصرى فيما يحدث فى ليبيا؟

لا ينكر أحد أن الشعب المصرى كله يتضامن مع إخوتهم فى ليبيا، وقد فتحت مصر حدودها الغربية منذ مساء أول أمس، وأقامت مستشفيين ميدانيين لاستقبال المصابين المصريين والليبيين والعرب الفارين من جحيم القذافى، فى ضوء أن المناطق الشرقية التى "تحررت" تعانى من نقص شديد فى المستلزمات الطبية، وربما تكون على شفا أزمة غذائية.

فى نفس الوقت بدأت لجنة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب بالقاهرة تسيير قوافل طبية إلى ليبيا وبدأت جمع تبرعات، ومساعدات إنسانية ودوائية لإغاثة المواطنين الليبيين، وأتوقع أننا فى حاجة ماسة إلى أكثر من تنظيم مظاهرات احتجاجية أمام مقر السفارة الليبية فى القاهرة، فعلى سبيل المثال نحتاج الآن إلى حملة وطنية شاملة لإغاثة الشعب الليبى، وكافة العاملين العرب والأجانب الذين سيتدفقون على الحدود إلى مصر.

وأتذكر أنه عقب الاحتلال العراقى للكويت فى أغسطس 1990 قمت بمتابعة صحفية شاملة للفارين من الكويت والعراق والبحرين والسعودية، وأمضيت أياماً طويلة أتنقل بين نويبع فى مصر والعقبة فى الأردن، حتى الرويشد على الحدود الأردنية العراقية، وحفر الباطن السعودية، حيث شهدت أكبر موجة فرار ولجوء لملايين الناس الهاربين بسبب الاحتلال العراقى للكويت، أو بسبب عاصفة الصحراء لتحرير الكويت فى فبراير 1991.

نحن فى مصر نعيش أجواء مماثلة الآن، وأعتقد أننا سنحتاج غلى جهد دولى كبير لإغاثة الفارين والعائدين واللاجئين من جحيم القذافى، وقد وصل السلوم أمس عشرة آلاف مصرى ومئات الليبيين والسوريين، وأعتقد أن هذه هى البداية فقط.

وأعتقد أيضاً أن على مصر طلب الدعم الدولى العاجل لاستقبال الفارين وعلاجهم، وإعادة تسفيرهم إلى بلادهم بعد ذلك، لأن مصر بمفردها لن تكون قادرة على تحمل كل هؤلاء الملايين الفارين من جحيم القذافى، كما أعتقد أيضاً أنه على الجيش المصرى عدم التورط فى الدخول إلى الأراضى الليبية فى ظل هذه الفوضى العارمة، لأنه سيكون عليه مهمة استقبال ملايين اللاجئين وإعادة توزيعهم، خاصة أن السلطة الليبية الرسمية لم تعد موجودة على الحدود مع مصر.

ورغم المأساة الكبيرة التى يتعرض لها الليبيون، فإن مصر نفسها تعانى من غياب أمنى ولا تحتمل فى هذه اللحظات فتح جبهات جديدة.. وبالتأكيد هناك آراء أخرى يمكننا النقاش حولها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة