محمد صلاح

طوفان الثورة

الأربعاء، 23 فبراير 2011 02:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان حلماً.. ولكنه كان يقيناً ثابتاً بأن الحلم آتٍ لا محالة، وأن الطوفان حينما يقوم تطير معه عروش الظالمين من أول نفخة!! هذا ما كتبته ولا أدعى أننى أعلم الغيب والعياذ بالله، ولكنها كانت ثقة بالله عز وجل بأنه حينما يشتد الظلم، فلابد وأن تكون له نهاية، ولابد لليل أن ينجلى وأن يأتى فجر جديد، أما التحديد فهو من عند الله وحده هو الوحيد جل شأنه الذى يقرر متى يأتى الفجر؟ ومتى يعض الظالم على يديه؟ ومتى يأتى اليوم المحتوم الذى ترد فيه المظالم، كل ذلك كتبته منذ أكثر من ثمانية أشهر، وبالتحديد فى 28 يونيو 2010 بعد مقتل الشاب خالد سعيد، وكان بعنوان "ترونه بعيداً ونراه قريباً"، وكان يسألنى القلم فى حوار جذاب هل سيأتى يوم ينتصر فيه الحق على الظلم والظالمين، وهل سيأتى اليوم الذى ينال فيه زبانية التعذيب والتلفيق وقتلة خالد وأمثاله من القصاص الواجب، وهل وهل وهل؟ وقلت لقلمى وقتها.

ألا تعرف أن هناك يوماً يأتى ترد فيه المظالم، ويصبح فيه الحق فوق كل قوة غاشمة متسلطة، يوماً ينتظر فيه الحق وتغل فيه يد الظالم، يوماً تتعلق فيه المشانق لجبابرة التعذيب والتلفيق، يوماً يفرح فيه المظلومون بنصرة الحق، يوماً يأتى فيه فجر جديد من العدالة، إن هذا اليوم يأتى به الله عندما يعد فيه المسلمون عدتهم بما استطاعوا لنصرة دينهم، وتقوم الشعوب وتنتفض بكفاحها ونضالها من أجل الإصلاح والتغيير.

بالفعل كان كلى يقين بأن اليوم آت بعد أن اشتد الظلم بالعباد، ووقف أباطرة الفساد والقطط السمان يتراقصون ويتباهون بانتصار زائف على أراء الشعب، وجاء اليوم الموعود.. يوم شد الرحال إلى ميدان التحرير فى 25 يناير، يوم استرداد العزة والكرامة على يد شباب مصر الذين أنجبتهم أمهات مصريات بطونهن من ذهب خالص نفيس يأتى فقط من عند الله عز وجل وبروحه العظيمة، والذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنهم خير أجناد الأرض"، فاليوم التحية واجبة لكل شاب مصرى وكل أب مصرى وكل أم مصرية، وتحية خاصة لشهداء الثورة من خيرة أبناء مصر، والتى سبقنى بها جيش مصر العظيم، والذى وقف فيها المتحدث الرسمى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة فى بيانه الثالث ليقدم التحية لشهداء الثورة فى أول بادرة سيسجلها التاريخ بأحرف من نور، بأن يقدم الجيش التحية والتعظيم لشهداء ثورة مدنية أذهلت العالم كله، تعظيم سلام لشباب مصر بكل طوائفه، تعظيم سلام لكل أم مصرية، تعظيم سلام لشعب مصر العظيم، ولتكن ثورة 25 يناير هى بداية فجر جديد لهذه الأمة تأتى بحكومات تعرف أن الشعب هو "السيد"، وهو الذى يأتى بها لتكون فى خدمته لا فى خدمة صاحب السلطة، وليكون الرئيس برغم اعترافى بوطنيته وشرفه العسكرى عبرة لكل من تسول له نفسه أن يظلم شعبه، أو يتناسى أن لرعيته حقاً، وأنه جاء خادماً لها وليس جاثماً على أنفاسها بفساده وفساد بطانته من الفاسدين.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة