قالت الروائية التركية الشهيرة، أليف شفق فى مقالها المعنون "أخيرا تركيا تتجه شرقا"، إن إسطنبول تأخرت كثيرا فى إدراك عظمة الأدب المصرى تحديداً أدب الكاتب نجيب محفوظ، حتى أن "ثلاثيته" الشهيرة التى نشرت فى الخمسينيات لم تتاح باللغة التركية حتى عام 2008، واعترفت أنها لم تقرأها إلا فى أواخر الثلاثينيات من عمرها، الأمر الذى "يحرجها" على حد تعبيرها.
ومضت تقول إن الأتراك كانوا أكثر اهتماما بالأدب الروسى والأوروبى أكثر من العربى، وبالفعل ترجمت كلاسيكيات الغرب إلى اللغة التركية منذ أواخر القرن التاسع عشر، وكانت باريس ولندن وموسكو أقرب فى روحها إلى إسطنبول من القاهرة، "ورأينا كتاباتنا جزءاً من الثقافة الأوروبية، حتى مع انتظار البلاد طويلا لتكون جزءاً من الاتحاد الأوروبى، على حد تعبيرها. ومن هنا كان نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل فى الأدب مهمشاً عن ناظر الأتراك رغم العلاقات الثقافية والتاريخية والدينية التى تجمع بين مصر وتركيا.
غير أن الوضع على ما يبدو بدأ يتغير، فالنخبة فى تركيا وجهت مؤخراً أنظارها إلى مصر، وقبل عدة أعوام وقعت مصر وتركيا مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون وتوسيع نطاق العلاقات العسكرية.
وأضافت شفق أن الأتراك الآن باتوا يكنون للمصريين المزيد من الاحترام والتقدير بعد ثورتهم التى أطاحت بالرئيس مبارك. وكان رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوغان وجه خطابا للمتظاهرين فى "ميدان التحرير" أكد لهم فيه "أنه لا توجد حكومة فى التاريخ استمرت بتبنى نهج القمع". وقالت إنه بعد تنحى الرئيس مبارك انتشرت الاحتفالات فى أماكن شتى من البلاد، حتى أن أوروبا التى تحظى بإعجاب الأتراك استنكرت الموقف التركى، فى الوقت الذى بدأ فيه الشرق الأوسط الذى تجاهلته تركيا طويلا ينظر لها بعين الاحترام كقوة يحسب لها حساب، وأتى الكثير من المحللين على ذكر أن إسطنبول خير مثال يمكن أن تحذو القاهرة حذوه.
وختمت الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أن تركيا ينبغى عليها التواصل مع ماضيها المتمركز فى الشرق، وأن مصر وتونس وكثيراً من الدول الأخرى العربية ينبغى أن تتعلم من التجربة التركية التى مزجت بين العناصر الإسلامية والشرقية مع الحداثة والديمقراطية والعلمانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة