نقلت صحيفة الفايننشيال تايمز عن وثائق تابعة لموقع ويكيليكس وجماعات الحكم أن عائلة القذافى بنت مصالح تجارية واسعة فى قطاعات تتعدد بين النفط والفندقة والبناء وغيرها خلال فترة حكمه التى تمتد منذ 41 عاما، الأمر الذى منحه سيطرة واسعة على الاقتصاد الليبى.
ويؤكد دبلوماسيون أمريكيون أن عائلة القذافى تسيطر على قطاعات النفط والغاز والفندقة والاتصالات والبنية التحتية علاوة على تجارة التوزيع والإعلام عبر ما وصفه مسئول أمريكى بـ "تكتلات القذافى". فلقد أقام القذافى إمبراطورية مالية ضخمة باتت مصدر خلافات جدية بين أبنائه.
وتشير الفايننشيال إلى صعوبة تحديد حجم ثروة القذافى نظرا للطريقة التى أدار بها الزعيم الديكتاتورى، أو الدموى وفق ما أطلق عليه مؤخرا، البلاد والتى تثير التساؤلات بشأن الفصل بين ثروة الأسرة واستثمارات الحكومة الليبية الضخمة.
وتؤكد برقية صادرة عن دبلوماسيين أمريكيين فى مايو 2006 أن أبناء القذافى يحصلون على أرباح منتظمة من الشركة الوطنية للنفط والتى تصل قيمة صادرتها إلى عشرات مليارات الدولارات سنويا.
وكتب الدبلوماسيون فى المراسلات الخاصة بالخارجية الأمريكية: "فى حين كثيرا ما يتحدث القذافى علنا ضد الفساد الحكومى، فإنه يسمح للنخبة السياسية المقربة وخاصة أسرته من عقد الصفقات التجارية المربحة".
وترصد البرقيات الدبلوماسية التى تنقلها الفايننشيال عن ويكيليكس مصادر ثروة عائلة القذافى، وتشير إلى أن نجله الثانى والذى كان ينظر إليه كولى العهد سيف الإسلام القذافى ينشط بقوة فى صناعة النفط عبر مجموعته "وان ناين".
بينما ترتبط عائشة القذافى بعلاقات وثيقة بقطاعى الطاقة والبناء، جنبا إلى جنب مع المصالح المالية بعيادات سانت جيمس الخاصة فى طرابلس. ويسيطر محمد الابن الأكبر على قطاع الاتصالات والبريد فى البلاد وبذلك يكون له النفوذ الرئيسى فى خدمات الهاتف والإنترنت.
وكان السعاعدى القذافى، الابن الثالث، يخطط لمدينة جديدة فى غرب البلاد لتكون مقصدا سياحيا. وكتب الدبلوماسيين أن لاعب الكرة السابق منشغل بنشاطاته الكروية واللجنة الأولمبية وبحياته العسكرية. وتشير البرقيات إلى أنه يجمع بين هذه المصالح ليستخدم فى بعض الأحيان قوات تخضع لسيطرته للتأثير على الصفقات التجارية.
وتشير برقية بتاريخ مارس 2009 إلى أن سيطرة عائلة القذافى على كل هذه المساحة الشاسعة من الاقتصاد الليبى أدت إلى نشوب صراعات داخلية بين الأبناء للنيل بالفرص الأكثر ربحا. ولفت الدبلوماسيون إلى أن هذا التوتر بلغ ذروته مع التركيز على إظهار سيف الإسلام فى مقدمة الساحة السياسية الليبية.
الفايننشيال تايمز: ثروة القذافى لا يمكن حصرها
الأربعاء، 23 فبراير 2011 01:27 م