إسماعيل كاشف يكتب: يا ثوار 25 يناير.. خلوا بالكم

الأربعاء، 23 فبراير 2011 03:10 م
إسماعيل كاشف يكتب: يا ثوار 25 يناير.. خلوا بالكم أحمد نظيف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلما وجدت المتحدث اللبق يحاور ويناور، ويقسم بالله العظيم أنه لا يتحدث باسم الثورة، وأنه غير مستفيد من الثورة ولا يريد شيئاً من الثورة، وأنه لا يريد أن يمتطيها أو يركبها وأنه كان فى ميدان التحرير يوم 25 و26 و27 و28 يناير وحوله الشباب الثائرين، ووجدته يبتدع نظريات، ويفلسف الأمور، ويتوقع ويستنتج ورأسه يعلو ويهبط ويستخدم يديه كثيراً وأصابعه أكثر.

فاعلم أنه دجال أو قل نصاب ويبحث عن دور، ويأمل أن يستحوذ على صفة من الصفات التى توزعها وسائل الإعلام فى هذه الأيام مثل عمود الثورة وركن الثورة وشيخ الثورة وخطيب الثورة ومفكر الثورة ومفجر الثورة، وأعرف وأعلم أن ثوار 25 يناير من هؤلاء براء، فثورة 25 يناير هى ثورة شعب بأكمله، فكر فيها شباب كنا نظنهم من الصامتين والمدللين، وغير المهتمين بما يجرى فى بلدهم من قهر وظلم وفساد ونهب وسلب وبطالة، وحشدوا قواهم واستخدموا آخر ما توصلت إليه تكنولوجيا الاتصالات، وصمموا على مطالبهم، وقاموا بثورة عظيمة ليس لها فى التاريخ مثيل، ولا شبيه.

ومن العجيب والغريب أنهم من أبناء الطبقة المتوسطة التى أوشكت على الانقراض فى السنوات الأخيرة بسبب نشوء طبقة المليارديرات، وأصبح المجتمع طبقتين فقط المليارديرات وطبقة العشوائيات، ولم نشاهد من الثوار الذين استضافتهم قنوات الفضائية عاطلاً ولا فقيراً، ولكنهم أحسوا ببنى وطنهم الفقراء والعاطلين والغارقين فى مياه البحر المتوسط والذين قتلوا فى عبارات البحر الأحمر، وأحسوا أن بلادهم تباع قطعة قطعة وأن الفساد جثم على صدور المصريين ماداً يديه ورجليه شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، وكانت بطنه تتدلى على سكان خط الفقر، فقتلتهم ظلماً ورعباً وجوعاً ومرضاً وإهمالاً وتهميشاً، وحال بينهم وبين الصعود من هذا الخط اللعين، فكلما تأرجحوا عليه ليخرجوا ضغط عليهم بكرشه لكى يهبطوا.

وكانت تصريحات وزير المالية فى حكومة نظيف يصور لنا أن سكان خط الفقر يرتفعون ويهبطون كلما زادت معدلات التنمية أو نقصت واكتشفنا أن سكان خط الفقر يهبطون دائماً وأن معدلات النمو تتحول إلى ملايين ومئات الآلاف مرتبات للقيادات الحكومية وللمستشارين الذين فشلت كل استشاراتهم وكانوا وبالاً على مصر والمصريين.

ولذلك يا أبنائى الثوار الشباب تحدثوا أنتم وتقدموا الصفوف وقولوا ما تريدون ولا تدعوا الجنادب تزعجنا بما لا يفيد ولا يسمن ولا يغنى من جوع، فأنتم قدمتم دماء طاهرة وعزيزة وهؤلاء يقدمون زخات من هزات أحبالهم الصوتية وأخيراً يحدثوننا بأنهم من الثوار.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة