صدرت عن هيئة أبو ظبى للثقافة والتراث كتاباً حول التدريب على تكييف وتربية الصقور استناداً إلى تجارب عدد من الصقارين فى الجزيرة العربية تحت عنوان "فن الصقارة فى غرب الجزيرة العربية" لكاتبه كين ريدل.
ويأتى صدور الكتاب تخليداً لذكرى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، و"الصقار الكبير البارع والمثابر وحامى حمى الطبيعة" حسبما يصفه المؤلف، وقاده شغفه بالصقور والصقارة إلى أن يأمر بإنشاء مستشفى بيطرى يركز على تشخيص ومعالجة الأمراض التى تصيب الطيور الجارحة إلى جانب البحوث التطبيقية ذات الصلة، مما نجم عنه تحسينات نوعية فى مجالات الإدارة والرعاية الصحية المخصصة لصقور الصيد فى جميع أنحاء العالم.
ويعد الكتاب مرجعاً ودليلاً إرشادياً فى عالم الصقارة، مدعوماً بالصور والأرقام، ومن خلال فصوله الاثنى عشر، يتناول الكتاب نظرة شاملة حول رياضة الصقارة بدءاً باللمحة التاريخية والفلسفة التى تقف وراء هذا الفن، والنصائح والاعتبارات التى تنبغى مراعاتها عند اختيار الطيور مع شروح توضح أنواعها المختلفة، وأساسيات تدريب الصقور، والحماية والترويض، والإعداد للصيد، والمعايير الأخلاقية التى تحكم الصقارة فى القرن الحادى والعشرين.
ويضم الكتاب أيضاً خمسة ملاحق تحتوى على إرشادات موجزة لمجموعة من المشاكل والحلول، الإجراءات والتقنيات الطبية، اختبار مؤشر البدانة، سجل التدريب، وسجل الأهداف التدريبية.
ولد كين ريدل فى مدينة تولسا بأوكلاهوما فى الولايات المتحدة.. وأصبح مهتماً بالصقارة فى سنواته المدرسية الأولى وظل شغوفاً بالصقارة طيلة حياته حوالى 60 عاماً.. تخرج فى جامعة ولاية أوكلاهوما، وانطلاقاً من مهنته كطبيب بيطرى، شارك فى العديد من النشاطات المهنية المتنوعة مثلما هى الحال فى علم الثدييات العليا وأبحاث السرطان.
وقد صدر كتاب جديد باللغتين العربية والإنجليزية بعنوان "الصقارة احتفاء بتراث حى" بدعم من هيئة أبو ظبى للثقافة والتراث للمؤلف الدكتور خافيير سيباللوس، وترجمه إلى العربية محمود شعبانى، متضمنًا ستة فصول.
ويعتبر الدكتور خافيير سيباللوس أحد خبراء الصقارة فى أسبانيا اليوم، وهو مصور ومؤلف ومحاضر ومخرج سينمائى مرموق، كرّس معظم حياته لممارسة وتطوير فنون ومهارات الصقارة.
ويتحدث الكتاب عن تاريخ الصقارة وكيف أسهمت عبر تاريخها الطويل وبشكل كبير فى تطور المجتمعات فى العديد من دول العالم، والمحافظة على الطيور الجارحة وطرائدها، كما يشرح الكتاب كيف لعبت إسهامات الصقارة فى حماية البيئة، دوراً حاسماً بالفعل فى تطوير علوم البيئة وساعدت فى منع انقراض العديد من الفصائل المهددة، ويعد كون المرء صقاراً تعبيراً قائماً بحد ذاته عن حب الإنسان للطيور الجارحة، ما يدفعه إلى الالتزام بقوة للمحافظة عليه.
وكيف شكلت الصقارة جزءاً من التاريخ البشرى منذ انطلاقتها الأولى فى سهوب آسيا الوسطى، وانتشارها إلى الصين واليابان وكوريا والهند وإيران والعراق وشبه الجزيرة العربية والدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وروسيا وأوروبا، وتزدهر الصقارة حالياً فى معظم أنحاء العالم.
يذكر أن هيئة أبو ظبى للثقافة والتراث وبالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتع، ونادى صقارى الإمارات وهيئة البيئة بأبو ظبى، قادت الجهود الدولية بنجاح لتسجيل الصقارة فى اليونسكو بهدف صونها كتراث إنسانى حى فى نوفمبر 2010، بعد جهود مكثفة منذ العام 2006.
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد بدأت اهتمامها بتوثيق الصقارة كتراث إنسانى منذ عام 1976سابقة بذلك جميع دول العالم، وذلك عندما نظمت أبو ظبى أول مؤتمر دولى للحفاظ على الصقارة وصونها، بتوجيهات من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فى إطار اهتمامه بتراثنا العربى الأصيل الذى يمثل قيمنا وعاداتنا وهويتنا الوطنية.