قال المؤرخ فخرى لبيب "القول بأن ثورة 25 يناير هى ثورة شبابية، أكذوبة كبيرة"، وذلك لأنها ثورة شعبية كاملة شارك فيها مختلف طوائف الشعب حتى لو كان الشباب هم من فجروها، مؤكدا أن جميع ثورات مصر دعا إليها ونظمها الشباب ولكن سرعان ما انضمت لهم كافة الشرائح المصرية على اختلاف أجناسها وعرقها وديانتها.
وأضاف لبيب خلال الندوة التى نظمتها مساء أمس ورشة الزيتون وحضرها عدد كبير من المثقفين والشعراء احتفالا بنجاح الثورة، أن الشعارات التى رفعها المصريون فى مظاهرات 21 فبراير 1946 لتندد بالاحتلال ، تشابه غلى حد كبير الشعارات التى رفعها الشعب المصرى يوم 25 يناير فكلاهما طالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية .
وقال الشاعر شعبان يوسف أن نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، مازال موجودا حتى يومنا هذا، مستشهدا فى ذلك بالفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء والذى جاء فى عهد مبارك وحلف اليمين أمامه.
واعترض يوسف على قرار تعيين المهندس محمد الصاوى وزيرا للثقافة قائلا: شفيق تجاهل شخصيات ثقافية كبيرة وبارزة وسلط الضوء على شخص "تاجر" ليس له خلفية ثقافية ولم ينزل ميدان التحرير يوما وينصب نفسه رقيبا على كل شىء داخل الساقية.
فى حين قالت الكاتبة سلوى بكر، إنه أخطر ما جذرت له الثورة أن البعض أشاع عنها أنها جاءت بلا آباء ومنقطعة الصلة عن ما قبلها من ثورات وصنعت حدثا فارقا فى تاريخ مصر الحديثة.
وأضافت بكر: أرفض تماما أن يتم تحويل ثورة 25 يناير إلى أسطورة ويظهر الشباب على انهم أبطالها، فنحن لا ننكر انهم أصحاب الشرارة الأولى، وذلك لاطلاعهم على التكنولوجيا وقدرتهم على التواصل من خلال الأجهزة الحديثة ولكنها فى نفس الوقت ثورة شعبية عظيمة.
وأشارت بكر إلى الأساليب القمعية التى أستخدمها النظام السابق للسيطرة على الثورة وقمعها سواء من خلال وسائل الإعلام الحكومية او من خلال نشر مخبريه فى كل مكان لإشاعة الفوضى والإحباط بين الناس.
واقترحت بكر أن يتم إلغاء وزارة الثقافة وتشكيل وزارة واحدة للإعلام والثقافة والتعليم، وذلك لأنه لايجوز أن ننادى بوزارة ثقافة فى الوقت الذى تزداد فيه نسبة الأمية فى مصر يوما بعد يوم.
وقالت الكاتبة هويدا صالح إن الثورة أذابت كل الفوارق بين طوائف الشعب المصرى، مشيرة إلى أن محاولات شفيق "لترقيع" الحكومة الحالية هى محاولة لدفن الجثث وليس التغيير الشامل.
وتحدثت صالح عن موقف اتحاد الكتاب ورئيسه الكاتب محمد سلماوى من الثورة قائلة: اتحاد الكتاب جزء من النظام السابق ولم يظهر له موقف مشرف طوال الثورة سوى فى الأيام الأخيرة عندما نظم مسيرة انضم لها عدد قليل جدا من الكتاب، وانطلقت إلى ميدان التحرير ليظهر سلماوى بعدها فى موقف بطولى ويقف على المنصه ليلقى بيان الاتحاد وسط الميدان ثم يتبخر بعدها.
وأضافت صالح أن محمد سلماوى وغيره قاموا بالركوب على الثورة وغيروا جميعا جلودهم مؤكدة على أنها تحترم مؤيدى الرئيس مبارك أكثر من الذين ينتقدونه الآن وهم منتفعون منه فى عهده.