جميعنا كان لنا تحفظات كبيرة على أداء جهاز الشرطة، وإذا خصصنا أكثر الأجهزة التى كانت تسبب مشاكل فسنجد من أهم هذه الأجهزة هوة المرور، وما كان يقال عن وجود رشاوى فى الشارع والتعامل مع سائقى السرفيس، وما إلى ذالك من تحفظات كانت لدينا جميعا على أداء ضباط المرور، ولكن من غير المعقول أن تتحول هذه التحفظات إلى فوضى عامة بعد الثورة.
فمنذ انتهاء الثورة وهناك فوضى كبيرة فى المرور فى الشارع المصرى، وكنا نعتقد أن السبب هوة غياب الشرطة، ولكن عادت الشرطة والحال كما هوة عليه، وجميع العربات تقف فى أماكن ممنوع بها الانتظار أمام ضباط المرور وغالبا ما يكون الونش موجود ولا يستطيع أى ضابط أن يتحرك أو يمنع أحدا من المخالفة.
وفى سؤال لأحد رجال المرور فى شوارع المهندسين، كانت هناك أكثر من عربة تقف فى الممنوع والونش قريب منها، فقال لنا (الآن الشرطة أصبحت فى خدمة الشعب...!).
فهل سنسىء استخدام هذه الشعار بدل الاستفادة منه؟ وهل سنعرف أن معنى الشرطة فى خدمة الشعب أنها ستنفذ القانون فقط وهذا القانون فى خدمة الشعب؟ وهل سنعرف أننا إذا خالفنا هذه القانون سنكون أكثر المتضررين؟ وإذا استغللنا الأماكن الممنوع فيه الانتظار ولم نحترم تعليمات المرور لن نستطيع المشى فى الشوارع بسبب الزحام؟ وكيف ستصنع الشرطة حب الناس بدلا من الكراهية التى صنعتها؟ وكيف تستعيد الهيبة التى فقدتها؟
ملفات هامة جدا يجب أن يضعها وزير الداخلية الجديد أمامه قبل انفلات الوضع، فالآن الناس تتعامل مع بعضها بأخلاق الثورة الجميلة ولكن بعد فترة إذا لم يكن هناك أمن يحفظ البلاد ستكون كارثة وفوضى حقيقية ولن يستطيع أحد وقفها.
