أقيم مساء أمس الاثنين فى صالة "سينما سيتى" بلبنان العرض الافتتاحى لفيلم "شتى يا دنى" للمخرج اللبنانى بهيج حجيج، بحضور وزير الإعلام اللبنانى طارق مترى وعدد من السفراء، على أن تنطلق عروضه فى الصالات اللبنانية يوم الخميس المقبل، بعد أن فاز خلال الأشهر الماضية بجوائز فى مهرجانى أبو ظبى ووهران السينمائيين، وفى المهرجان الدولى السابع والثلاثين للأفلام المستقلة فى بروكسيل.
ودعا مترى جميع اللبنانيين إلى مشاهدة الفيلم، واعتبر أن "الجوائز التى نالها الفيلم فى المهرجانات السينمائية خارج لبنان، تشكل تأكيداً لأهميته الكبيرة وقيمته الأكبر"، واصفاً بهيج حجيج بأنه "مخرج لبنانى عظيم".
وقال مترى "إن الفيلم ليس عن الحرب، بل عن لبنان والمرأة والحب والألم، وكل هذا المزيج الذى يعنى كل عائلة لبنانية".
أما حجيج فقال إن "الجائزة الأهم" بالنسبة إليه هى "جائزة الجمهور اللبنانى"، وأضاف "أفتخر بالجوائز التى حصل عليها الفيلم، وهى كلها تشكل رصيداً مهماً له، لكن ما يعنى لى أكثر من أية جائزة، هو رضى الجمهور اللبنانى، فهذا الفيلم منه وله".
وألقى حجيج كلمة قبل بدء العرض، أشار فيها إلى "صعوبات كثيرة واجهت تنفيذه، وفى مراحل عدة كاد أن يتوقف". وأضاف "تابعناه بأعجوبة، ونتيجة تعاون كبير من الأصدقاء ومن الممثلين الذين وقفوا إلى جانبى وآمنوا بهذا العمل". وتابع "أتمنى أن يصل الفيلم إلى قلوب اللبنانيين وعقولهم".
تدور أحداث الفيلم حول على شخصية رامز، وهو واحد من آلاف الأشخاص الذى تعرضوا للخطف خلال الحرب التى شهدها لبنان بين العامين 1975 و1990، وبعد اختفائه 20 عاماً قضاها فى أحد السجون حيث تعرّض للتعذيب، عاد إلى حياته الطبيعية، وهو فى العقد الخامس.
لكنّ رامز العائد، مريض ومضطرب ومحطّم نفسياً ومنفصل عن الواقع، يعانى من الربو بدرجة متقدمة، ويصاب بنوبات هلع فيتخيل نفسه ملاحقاً من جلاّديه السابقين، إضافة إلى أنه مهووس بجمع أكياس الورق المزخرفة الفارغة.
وتهزّ عودة رامز تهز عائلته وتحدث فيها اضطراباً، وتربك مشاريع ولديه نادية وأيلى، وزوجته مارى، وذات يوم، وعن طريق المصادفة، وفيما كان رامز يتخبط فى الكوابيس، يلتقى زينب التى تعيش فى انتظار عودة زوجها الذى خطف فى العام 1984 أيضاً.
وتنشأ علاقة صداقة عميقة بين رامز وزينب، وتكتشف زوجة رامز علاقتهما، لكنها لا تغيّر سلوكها مع زوجها، وهى تحاول بدورها إنهاء علاقة مع رجل كانت تعاشره خلال فترة اختفاء زوجها.
وقال حجيج إن "ثمة مسافة فى الزمن وفى الموضوع وفى النوع على السواء" بين فيلمه الوثائقى "مخطوفون" و"شتّى يا دنى"، وأوضح قائلاً "ثمة مسافة زمنية أولاً، لأن الأول تم تصويره فى العام 1988، فى حين أن فيلمى الجديد الذى صوّر فى العام 2009 تدور حوادثه اليوم"، وتابع "ثمة فرق فى النوع أيضاً إذ انتقلنا من الوثائقى إلى الروائى".
وأضاف "الفرق الأساسى هو أننا نتحدث عن العودة لا عن الاختفاء، شتّى يا دنى يتناول العودة الصعبة للمخطوف".
وشرح: "الفيلم ليس عن مرحلة الخطف بل عن الحياة اليومية فى بيروت اليوم من خلال عودة هذا الرجل المخطوف، ومن خلال طريقة تلقى محيطه عودته، وتعاطى عائلته ومجتمعه مع هذه العودة".
وشدد حجيج على أن شتّى يا دنى" ليس فيلما عن الحرب، ويقول "له علاقة طبعاً بآثار الحرب وتداعياتها، ولكن لا يتكلم عن الحرب مطلقاً، ليس فيه أى مشهد يتعلق بالحرب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة