أكدت آراء المعارضة الليبية، أنه أيا كان حجم الخسائر البشرية والمادية التى تتكبَّـدها ليبيا جرّاء الانتفاضة التى عمّـت جميع مناطق البلاد، الواضح أن مصير العقيد معمر القذافى (69 عاما) لن يكون أفضَـل من جاريْـه وصديقيْـه زين العابدين بن على وحسنى مبارك بحسب ما أذاعه، راديو سويسرا الدولى.
وذكر تقرير على موقع الراديو السويسرى، أنه على الرغم من نفى سيف الإسلام القذافى، فى الكلمة التى توجَّـه بها إلى الليبيين أن يكون والِـده مرشَّـحا لمصيرٍ شبيهٍ بالذى عرفه صديقيه، بن على ومبارك، فإنه كشف أن ميليشياته المسلّـحة (اللجان الثورية) التى تُشبه "حُـرّاس الثورة" (الباسدران) الإيرانيين، ستُـدافع عنه حتى آخر رمَـق، ما يُـؤشر على الإستعداد لارتِـكاب مجازر وحشِـية ضدّ المنتفِـضين المدنيين، وربما تفجير حرب أهلية تُؤدّى إلى تمزيق أوصال البلد.
وتوقع التقرير أن ليبيا ما بعد القذافى سيكون فيها دور للمؤسسة العسكرية، أقرب إلى الأنموذج التونسى منه إلى النهج المصرى، حيث تولّـى مجلس عسكرى قيادة البلاد مؤقتا، فى أعقاب انهيار الفريق الذى يقوده مبارك، من دون أن يسقِـط نظامه.
وأشار التقرير إلى اختلاف النهج الذى اتبعه القذافى فى اختياره الأسلوب العسكرى لمواجهة الانتفاضة منذ ساعاتها الأولى وتقسيم البلاد إلى مناطق عسكرية بقيادة أبنائه وهم معتصم ومحمد والساعدى وخميس وهانيبال، عدا سيف الإسلام الذى لم يكن والِـده يثق فى كفاءته العسكرية.
ونقل التقرير عن الناشط المعارض إسماعيل مصطفى ، تاكيده أن القذافى قضى على المؤسسة العسكرية فى ليبيا وحوَّلها إلى شبَـح يقوده رجُـل مُسن ومهمَّـش، هو العميد أبو بكر يونس جابر، أحد الضباط الأحرار الـ 12، الذين صنعوا انقلاب الأول من سبتمبر 1969.
واستدلّ على تهميش الجيش، بإعراض السلطات عن مطالبة الشباب بأداء الخِـدمة العسكرية فى السنوات الأخيرة، وحجب الذخيرة عن الوحدات العاملة فى المدن.
ورأى التقرير أن الانهيار السريع للنظام فى البيضاء وشحات ودرنة (شرق)، بالإضافة إلى امتداد شَـرارة الاحتجاجات إلى جِـبال نفوسة ومدينتى نالوت وزنتان (غرب)، هى مؤشِّـرات قوية على قُـرب الانهيار الشامل.
وخلص التقرير إلى أن ليبيا تسير بخُـطىً حثيثة نحو سيناريو مصرى – تونسى، ستفشل فيه كل المحاولات الإصلاحية المتأخرة جدا عن موعِـدها، ويستولى فى نهايته الشارع على مؤسسات الدولة أو ما سيتبقى منها.
المعارضة الليبية: القذافى يسير على خطى مبارك وبن على
الثلاثاء، 22 فبراير 2011 03:24 م
معمر القذافى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة