أرسل مستشار وزير الثقافة المغربى، البشير الزناكى، بياناً إلى "اليوم السابع" أوضح فيه موقفه من الدعوة إلى الخروج فى مظاهرات سليمة فى كافة أنحاء المملكة المغربية، للمطالبة بتعديلات دستورية وحكومية.
وأوضح البشير الزناكى فى رسالته لـ"اليوم السابع" أسبابه لعدم المشاركة فى هذه المظاهرات، والتى وصفها بأنها مجرد محاكاة للنماذج العربية المختلفة التى تابعها، وما يزال العالم فى خلال الأسابيع الماضية، مضيفًا: "ولا أعتقد بأن النموذج العربى فى مصر وتونس والبحرين ينطبق مع حالتنا بالمغرب".
ونص البيان:
لماذا أرفض أن أمشى فى ما سمى مسيرة 20 فبراير؟ منذ بضعة أيام بدأ الحديث فى بعض الجرائد، وفى عدد من المواقع والشبكات الإلكترونية، عن دعوة لمسيرة فى اليوم المذكور، والمبرر الذى يقدمه هؤلاء ينتمى إلى صنفين: أولهما الأخذ بالنماذج العربية المختلفة التى عرفناها فى الأسابيع الأخيرة باعتبارها السبيل لتحقيق الغايات، وثانيها أن المغرب فى حاجة لسلسلة إصلاحات سياسية ملحة لا بد من إقرارها من خلال هذه المسيرة.
وهناك حجة إضافية يعتمدها دعاة المسيرة، وهى أن هذا العمل عبارة عن ممارسة لحق من الحقوق المشروعة فى التظاهر والتعبير مساهمة فى توسيع مساحة الحرية المحدودة التى يعيشها المغاربة حسب زعمهم.
وبدءًا أود أن أعترف بأننى لم أعد متحمسًا للمسيرات منذ زمن لا بأس به، إذ إن غالبية تلك التى تجرى ببلادنا تندس بها شعارات لا أستسيغها أحيانا، وتحيد عن الغاية المعلنة لها. بل إن البعض منها يشكل تعنيفًا مزعجًا جدًا لقناعاتى الشخصية، وأجد نفسى غريبًا وسط أصحابها.
وثانيا: لا أعتقد بأن النموذج العربى فى مصر وتونس والبحرين ينطبق مع حالتنا بالمغرب، لذا فإن محاولة البعض استنساخه هو نوع من اللامسئولية، وضرب من المخاطرة يمكن أن تفتح المجال للعنف والفوضى. والذين يعرفون الحالة التى توجد فيها أوضاع الحريات العامة فى العالم العربى، يدركون أن ابتخاس كل الفضاءات الحرة التى توجد ببلادنا، ومقايضتها بفضاءات الشاشة التليفزيونية لبعض قنوات الأخبار الدولية مسألة غير صحية إطلاقا.
وثالثا: لقد اغتنم بعض السياسيين فرصة دعوة صادرة عن حسن نية من بعض الشباب لكى ينقضوا عليها ويعملوا على الاستحواذ على توجيهها، وتأطيرها فى اتجاهات تخدم أغراضهم الحقيقية المعروفة منذ زمن بعيد، والبعيدة بمرجعياتها المختلفة كل البعد عن مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهناك حاليًا فئة منظمة تنسق مع بعض وسائل الإعلام الدولية وتتحدث باسم الشعب المغربى وشباب مسيرة فبراير وغير ذلك. وهذا وحده سبب كاف بالنسبة لى لعدم المشاركة فى هذه المسيرة. إذ إن هناك عملية لخلط الأوراق تدفع إلى الحذر الشديد.
رابعا: إن أجندة الإصلاح فى المغرب معروفة ومفتوحة منذ زمان ليس بالهين، وقد عرفت بطئًا فى المدة الأخيرة يلزم الدولة والفاعلين النزهاء بتدارك الأمر والشروع بسرعة فى إنجازها. ولكن آلية هذه الإصلاحات يجب أن ترتكز على المكتسبات الحاصلة وإلا ضربت عرض الحائط كل ما نعيشه فى هذا البلد، والذى لم يكن متوفرًا فى كل البلدان التى تعرف اهتزازات حاليًا.
وخامسا: إن الشروع فى الإصلاحات يجب أن يؤدى بشبيبتنا والنزهاء من أبناء هذا الوطن لإبداع الأشكال الملائمة والناجعة وطنيًا بعيدًا عن دائرة الحاقدين والمتربصين الذين أصبحوا الآن بفعل الواقع طرفًا من أطراف هذه المسيرة، لهذا قررت أن أنادى لعدم المشاركة فى هذه المسيرة، وأوضح أن عدم المشاركة فى هذه المسيرة لا يعنى المطالبة بمنعها، ولكن من المفيد لدعاتها وللمواطنين جميعًا أن يعرفوا الحجم الحقيقى لهذه الحركة، وأهدافها الفعلية وممارساتها حتى ننطلق بعد ذلك فى ظروف أفضل نحو الإصلاحات اللازمة ببلدنا.
موضوعات متعلقة:
الأمير مولاى هشام العلاوى يدعم المتظاهرين فى المغرب
احتجاجات بالمغرب للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية
ناقد مغربى: "الثقافة والإعلام" لم يروجا لمعرضنا خوفًا من التجمعات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة