شيرين العدوى

هم فى رباط

الإثنين، 21 فبراير 2011 07:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الخامس والعشرين من يناير ربط ورباط روحى ، روح وريحان سلمى، دم وشهيد وطنى، فى مشهد التحرير عن قرب وقربى شمس من أخلاق الوطن الذى غُلِف بغلاف من قشرة صدئة مهترئة كلما زاد جلفها وصلابتها وضحت هشاشتها لتُسْقِط منها شمس الوطن قطعا صغيرة جدا؛ تنفذ من خلالها حزمٌ من ضوء محبوس داخلها كلما أسقط جزءًا من القشرة وتسلل من خلالها ازداد الضوء قوة وصلابة وشرعية فى خروجه؛ فيخترق الروح والأنفس وترتاح على هداه النفوس المكدودة والمنهكة من واقع مرير وعمل لا تجنى ثماره؛ بل تحصده عنها الطغاة الطغام لتهنأ تلك الفئة على حساب الغلابة.

كلما زادت حزم النور الخارجة من القشرة المهترئة ازددت إيمانا بأن نور الحق الخارج منها قابع فى العمق ؛ فقط تغطيه قشرة وأنه سوف يخرج مهما حاولوا كبحه. فى الخامس والعشرين صدق الحدس وانجلت الرؤية خرج النور كله بعد ثلاثين عاما من الحجب والذل، خرج دفعة واحدة ليس بصيصا من أمل؛ بل أمل قوى كاسر.

خرج النور الذى قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم "فهم فى رباط إلى يوم الدين" و"هم خير أجناد الأرض"، خرجوا إلى أرض التحرير فى كل بقاع مصر كل بقعة لديها ميدان للتحرير ليُفعِّلَ الميدانُ اسمه لأول مرة فيكون اسما على مسمى، خرج النور المترابط. كل الرجال مشاعل للحق، كل النساء شموس للخير، وكل الأطفال علم للمستقبل.

خرج الناس الطيبون الغلابة؛ أصحاب العشوائيات الذين تقاسموا لقمة الحرية فى التحرير، وناموا على أرصفة التغيير ببطانية واحدة تحت لسعة البرد وبندقية النظام.. خرج المغلوبون على أمرهم، والصامدون القادرون على مواجهة الظلم، والبين بين، لم يستثن من هذا المشهد الرائق الراقى سوى الخامل والخائف والخائن والمنتفع ، خرجوا فى رباط ومرابطة فى جُمَع أنزل أسماءها صاحب الكلم الأعلى الذى لا تنفد خزائنه، فألهم الثوار بأسماء أيامهم وكلما سموا اسما ازددت يقينا أن الله معنا، فتوالت الجُمع التى سيكتب التاريخ أسماءها من نور (جمعة الغضب)،(جمعة الصمود)،(جمعة الرحيل والتنحى)،(جمعة الشهيد) .

آهٍ يا جمعة الشهيد كم أنت محرقة للقلب والعقل آهٍ كم أنت موجعة وجميلة، فصدى أبنائك وهم فى النزع الأخير الآن يتردد فداك يا مصر. وصوت الشهيد يوصى أخاه كملوا المشوار ومتخليش أمى تزعل منى إنى رحت التحرير ومت يخرج كصوت كمان مذبوح.

اليوم يقف الجميع ليقولوا للشهداء البسطاء من أبناء الشعب، نحن ننحنى إجلالا وتعظيما.

نحن نتوضأ بطاهرتكم لنصلى فرض الوطن .ولكن كيف يداوى هذا اليوم وجع الأم على وليدها وهى تنتظر ابتسامته وهو راجع مع مغرب شمس من عمل مضنى بلقمة دافئة تطعم بها روحه وقلبه قبل فمه من لها الآن بعدما رفع وليدها يدا بأريد التغيير من أجل أمى مصر التى اعتادت أن تغرب فيها الشمس ولا تشرق، ورفع اليد الأخرى سلمية أريد أن أحيا؛ ليغتاله النظام مت ليس لك دية الآن، كيف يداوى هذا اليوم وجع الفقد الصامت الفاجع فى عيون إخوة الشهيد وأصحابه وأقاربه وأبنائه، حسبنا أنهم ضحوا من أجل أن نتدفأ بأنفاسهم الحرة من أجل ونس الرباط الذى ربطنا به الله إلى يوم الدين.

ونس الرباط هو ما جعل قلبى يصبح هباء من شدة الألم على كل شهيد سقط على يد النظام دون اعتذار أو حتى تقدير . قتلهم النظام فى الهجرات غير الشرعية ، فى العبارات الخربة ، فى قطارات الصعيد ، فى الأمراض التى أكلت أكبادنا من فشل كلوى ،وسرطان ، فى محرقة بنى سويف.

فى الميدان الشاهد على طيبة المصريين ونبلهم وسماحتهم ، قتلهم النظام بدم بارد وعيون خالية من أى انفعال، قتلهم بعيون التماسيح ولكن حتى من غير دموع. دم الشهداء سجادة حمراء مدت من أجل أن يمشى عليها كل الأحرار. فشكرا لكم لتاج الحرية على رؤوسنا من أجسادكم النبيلة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة