محمد الأشقر يكتب: ثورة 25 يناير والصورة الذهنية للعرب

الإثنين، 21 فبراير 2011 01:20 م
محمد الأشقر يكتب: ثورة 25 يناير والصورة الذهنية للعرب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحدث نجاح ثورة "25 يناير" التى أدت إلى الإطاحة بالرئيس المصرى المخلوع حسنى مبارك، تغيرا شاملا وسريعا فى الإعلام المصرى عامة والحكومى منه بشكل خاص وتحول فى أيام عدة من عدم الاعتراف بالثورة والهجوم عليها واتهام المشاركين فيها بالخيانة والعمالة والتخريب إلى تبنى مطالبها والإشادة بمن قاموا بها،
وتحول الخطاب الإعلامى الحكومى على المستوى المرئى والمسموع بشكل واضح بينما شهد مبنى التليفزيون المصرى الكثير من الأزمات بدءا من استقالة عدد كبير من العاملين اعتراضا على ما يقدمه الجهاز وقنواته وصولا إلى تفجر العديد من الاعتصامات فى الداخل وصولا إلى استقالة وزير الإعلام والمطالبة بإقالة مسئولين بينهم رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون
وأيضا تحول فى الخطاب الإعلامى المطبوع للمؤسسات الصحفية القومية بالكامل تجاه الثورة، ومن قاموا بها وإزاء شخصيات شهيرة فى المجتمع المصرى، كان لا يمكن المساس بها قبل أقل من شهر واحد بحيث بات انتقاد وزراء ورجال أعمال نافذين فى الحزب الوطنى الديمقراطى "الحاكم" سابقا أمرا اعتياديا فى كل وسائل الإعلام المصرية.
وحققت الثورة مكاسب إعلامية فى الخارج من أهمها تغير فى الصورة الذهنية النمطية لرجال الإعلام فى أمريكا والغرب عن العرب والمسلمين والتى رسختها فى أذهانهم أحداث 11 سبتمبر بأمريكا والتى كانت تحتاج أموالا طائلة وجهودا بحثية من علماء الإعلام العرب ولم يشاركوا غير بالقليل منها من أجل تحسين الصورة إلا أن ثوره 25 يناير ودماء شهدائها من أغلى الشباب كانت الثمن الغالى لتحسين الصورة.
فعلى سبيل المثال فقد ذكرت صحيفة الواشنطن بوست أن ثورة المصريين غيرت الصورة الذهنية المتوفرة لدى الكثير من الأمريكيين عند سماع كلمة "مسلم" أو "العالم الإسلامى أو الشباب المسلم أو شباب يقوم بالانتحار وتفجير نفسه، إذن فالمشكلة لم تصبح فى الصور التى فى أذهاننا حول المسلمين ولا فى الصور التى نراها عبر التليفزيون، بل إن الثورة لم تطح بالرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك
بل قدمت فيلما نفسيا للعالم كله حول مساهمات المواطنين المسلمين الذين تحدوا بكل شجاعه الغازات المسيلة للدموع وهراوات الشرطة ورصاص القناصة وهم يهتفون(سلمية .. سلمية) وهم يسيرون فى ميدان التحرير يحملون القرآن والإنجيل جنبا إلى جنب وهم يهتفون مسلم ومسيحى كلنا مصر.

وأشار الكاتب إلى أن ذلك أثار إعجاب الكثير من الناس وتغيرت الصورة التى من خلالها تأتى المعارضة الشرسة لبناء المساجد فى المجتمعات الأمريكية والأوروبية هو اعتقاد الناس بأن مهاجما انتحاريا سيأتى للصلاة فى يوم الجمعة ليقوم بأعمال تدميرية فى المجتمع لاعتقادهم أن كلمة مسلم تعنى أسامه بن لادن وأن هذا لم يعد موجودا الآن والسبب أن 11 سبتمبر لم يعد التاريخ الذى يشير إلى المسلمين لأن ثوره 25 يناير المصرية أصبحت هى التاريخ الذى يحظى بهذا الشرف.
وعلينا نحن أبناء الشعوب العربية ندرك أن المناخ أصبح مناسبا لدعم هذه الصورة الإيجابية التى تغيرت عن العرب والإسلام لدى الشعب الأمريكى والشعوب الأوروبية، وكنا نعانى منها منذ 11 سبتمبر أن نهتم بالعمل والإنتاج والتوحد على كلمة حرية والممارسة الحقة للديمقراطية من جانب والإسراع بالاهتمام بالبحوث والدراسات عن صورة العرب والمسلمين بالأبحاث وطرحها فى ندوات ومؤتمرات وورش عمل مع نظرائهم فى الخارج المهتمين بدراسة الصورة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة