سارة فوزى أحمد تكتب: أيحاسبنا التاريخ؟!

الإثنين، 21 فبراير 2011 03:23 م
 سارة فوزى أحمد تكتب: أيحاسبنا التاريخ؟!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سؤال تبادر إلى ذهنى، لقد اشتعلت ثورة الغضب وبلغ صداها كافة أقطاب الأرض من المشرق إلى المغرب وتحدث عنها العالم ولكن مثل أى ثورة دائما ما يكون للحرية والديموقراطية ضريبة وثمن غالِ. تُرى هل تدفع الأجيال القادمة هذا الثمن؟!

فى الحقيقة لكل ثورة مساوئ وإيجابيات ولا يجب أن ننكر ذلك فأنا الآن فخورة بهذه الثورة التى قامها بها شبابنا الباسل وضحَى من أجل شهداء أبرياء كان ذنبهم الوحيد فى نظر النظام السابق أنهم قالوا: "لا للعنف ولا للديكاتورية ونعم للحياة الكريمة"، ثورة قامت من أجل المطالبة بالحقوق المشروعة شأنها شأن الثورة الفرنسية وثورة 23 يوليو 1952 والتى نفتخر بها كمصريين، وكما نعلم أن أى ثورة يظهر لها فيما بعد معارضوها ومحللوها الذين يفندون ما لها وما عليها " أبسط مثال ثورة 23 يوليو والتى لا زال البعض يعتقد أنها إنقلاب عسكرى أو أنها قد أضرت باقتصاد مصر الذى ظل حبيسا وسجينا للنظام الإشتراكى الذى لا يفضله البعض".

كل هذه أمور جالت بخاطرى، تساءلت هل سيأتى اليوم الذى يقوم فيه الأحفاد بإخراج مساوئ ثورة الغضب؟.. هل سيأتى ما هو أبشع على مصر ؟.. هل ستعيش مصر أياما عجافا طوالا حتى يستعيد الإقتصاد المصرى قوته وعافيته؟. كلها تساؤلات لا نعلم إجاباتها يقينا ولكن ما أنا على يقين بصدده هو فكرة " ضرورة الإسراع بإعادة الإعمار و التعاون من أجل بناء مصر جديدة حتى لا نجد ثورة أخرى تبدأ فى الظهورعلى أعتاب منتصف القرن الحالى."

الفيصل الحاسم يكمن فى ضرورة تحقيق مبادئ هذه الثورة الشبابية والشعبية كاملة– إن صح التعبير – والإسراع فى التخطيط ليس على المدى القريب " بلاش نبص تحت رجلينا وخلاص "بل التخطيط على المدى البعيد، لابد على المخططين ومتخذى القرار أن يستفيدوا من أخطاء وسقطات النظام الديكتاتورى السابق لتجنبها مستقبلا بدلا من الوقوع فى ذات الأخطاء والموقف لا يحتمل ذلك.

سؤال آخر:
هل يحاسبنا التاريخ؟ هل تنصفنا الأجيال؟ هل يقف الغد إلى جوارنا؟ هل أطفال اليوم سوف يكملون المسيرة على منوال آخر؟ هل ...هل .. هل .......!

أسئلة مُحيِرة وإجاباتها ليست متواجدة لدى محللى القنوات الفضائية مهما كانت درجة علمهم وليست متواجدة لدى المنجمين وليست متواجدة لدى حتى الفقهاء الدستوريين وإنما هى متواجدة فى أيدينا، إذا أردنا أن تنصفنا صحفات التاريخ بحق لابد أن نشرع فى العمل من أجل إصلاح ما تم كسره و أن نضمد جراحنا سريعا ولا نجعل الفرح والثقة المفرطة بالنفس وبالنصر تستبد بنا فتحولنا إلى وحوش كالنظام السابق خاصة وإن رموز النظام السابق الفاسد كان أغلبهم من أبناء ثورة 23 يوليو – ولا أعنى بكلامى الإقلال من شأن ثورة 23 يوليو المجيدة – ولكن ما أعنيه هو "بريق الكرسى دايما بيخدع وبيزغلل العيون وأن نتذكر أن نعتنى بشبابنا وأطفالنا لأنهم شباب الغد وأن نفتح الأبواب من أجل فتح حوار مع هذه الأجيال حتى لا تجد فينا امتدادا للنظام السابق ونجد ثورة غضب أخرى وربما يسمونها " ثورة موت" الله أعلم.

صدقا إذا رغبنا فى أن تذكرنا الأجيال القادمة من الأبناء والأحفاد بكل خير وعدالة علينا أن نغير نبرة " شوف مصر كام سنة حضارة " ونغمة العيش على أطلال الماضى وأمجاد الأجداد وشعارات لا بتودى ولا بتجيب " وما ينبغى علينا فعله هو العمل والكفاح من أجل مستقبل مشرق وغد أفضل حتى لا يحاسبنا التاريخ وتنقلب ثورة الشعب والشباب البيضاء إلى ثورة شنعاء بغضاء ومصداقا لهذه الحكمة الرائعة "ليس الفتى من قال أبى كان و انما الفتى من قال ها أنا ذا".

وأتمنى أن نعمل جاهدين من أجل مصر الحبيبة لأن التاريخ لا يجامل والأحفاد قد لا يرحموننا، فنحن مسئولون أمام الله وأما التاريخ وأمام أطفالنا وأحفادنا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة