فى ستينيات القرن التاسع عشر، وبعد أن قام الرئيس الأمريكى لينكولن بإصدار قرار بتحرير العبيد وإلغاء الرق ظل الكثير من العبيد لا يدرون ماذا يفعلون لم يستوعبوا ما تعنيه الحرية ولم يتمكنوا من مواجهة الواقع الجديد ومتغيراته.. لقد كان الكثيرون منهم على استعداد لقضاء باقى أعمارهم كعبيد وقام بعضهم بتثبيط همم المطالبين بالحرية ومطالبتهم بالعودة إلى حظائر الأسياد وأن يرضوا مثلهم بالمهانة والذل لقاء فتات الفتات والاستقرار حتى ولو كان تحت أقدام الجميع غير مدركين أنهم بذلك يقفون ضد حتميات التاريخ والتطور البشرى النابعين من إرادة الله.
وعندما جاءت الحرية ضاعوا فهم لم يعتادوا العيش دون سيد يأمرهم ويتولاهم بإحسانه وبدلا من محاولة فهم التحديات الجديدة التى فرضها الواقع والانخراط فى الحياة كأحرار ظل الكثيرون منهم يحومون حول مزارع ومنازل أسيادهم القدامى إلى أن سمح لهم هؤلاء بالعمل لديهم مقابل الطعام والمأوى وقد أدى ذلك إلى تأخر تحقيق الحرية والمساواة بالكامل لمدة قرن ونصف من الزمان وهنا تكمن الخطورة.
العديد من العبيد لدينا الآن ضائعون تائهون يبحثون عن سيد جديد..
عبد الله كمال فى تعليقه على الأحداث الأخيرة بعد تنحى مبارك بدأ فى تملق القيادة العسكرية والمشير طنطاوى ووصف قراراتهم بالحكيمة والعظيمة.. التليفزيون المصرى كان أذكى فأعلن أنه سيلتزم من الآن بالموضوعية والصدق وهو بذلك يتملق الثوار بدون أن يثير حفيظة القيادات العسكرية التى لو- لا قدر الله-نكصت عن مطالب الثورة فلن ترفض الحياد والموضوعية بل سيكون هذا شعارا جديدا وجيدا لكل الكذب والتدليس اللذين سيمارسهما التليفزيون مرة أخرى العديد من قيادات الحزب الوطنى السابقين يخرجون علينا يوميا الآن بتحليلاتهم وآرائهم ويذكروننا كيف قاموا منذ سنوات فى مجلس الشعب بالتأكيد على أهمية المطلب الفلانى من مطالب الثورة وخطورة التغافل عن المشكلة العلانية من المشاكل التى أدت إلى تفجر الوضع لكنهم مساكين حوربوا ولم يلتفت أحد لما يقولونه ويطالبون به، فنانون حاربوا المتظاهرون، ووصفوهم بالزناة وطالبوا إبادتهم جميعا يأتون الآن مهللين مرحبين بمن أعاد لهم الكرامة.. هؤلاء جميعا ومئات الآلاف خلفهم سيصنعون سيدا جديدا إن لم يجدوا واحدا..هؤلاء قادرون على تعطيل المسيرة وتأخير الحرية عشرات السنين لهذا يجب أن نسحقهم بلا رحمة لو أردنا لثورتنا أن تنجح ولماضى الذل والهزائم أن ينتهى بلا رجعة.
افضحوهم أخرجوا كل ما لديكم من مستندات تدينهم قاطعوا أعمالهم أبعدوهم عن الواجهة التى يجب أن تظل نظيفة قاضوهم وانشروا كل الحقائق التى توضح للناس قذارتهم واشتراكهم فى الفساد أنهم لا يختلفون عن فرق التخريب والإجرام التى أطلقتها علينا الداخلية باستثناء أنهم لا يحملون أسلحة تقليدية ولهذا فإنهم أخطر علينا من هؤلاء المجرمين سوف يخربون الثورة لو سامحناهم أو استسلمنا لتملقهم لنا ولنبدأ بالكبار والآن فورا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة