د.عصام عبد الشافى

أنا إخوانى.. أنا مسيحى!!!

الإثنين، 21 فبراير 2011 07:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بداية لا بد أن نتفق أن من حق أى شخص ينتمى لهذا الوطن، كبيرا كان أم صغيراً، رجلاً كان أم أنثى، مسلماً كان أم مسيحياً، يعيش فى الشمال أو فى الجنوب، فى الشرق أو الغرب، أن يفعل ما يشاء فى أى وقت يشاء بما يعزز حريته وكرامته، ويزيد من شعوره بالأمن والاستقرار، شريطة ألا يضر نفسه أو يضر غيره، فالقاعدة التى يجب أن تحكم الجميع، والتى تحدد نطاق حرية كل شخص وحدود هذه الحرية هى "لا ضرر ولا ضرار".

إذا كانت ضمانة الحرية والاستقرار والديمقراطية فى هذا الوطن هى "الشعب"، و"ثورة هذا الشعب"، التى فجرت براكين الثقة والإيجابية والتحدى والطموح فى نفوس أبنائه، فلماذا إذن إثارة المخاوف من بعض التيارات بعينها، ومحاولة تشويه صورتها، والحديث المبالغ فيه عن قيامها باختطاف الثورة، والاستيلاء على نجاحاتها؟

إن الثورة المباركة لم يمض على انتصار ها سوى أيام قليلة، ولكنها أيام تقاس بالسنوات، فى ظل ما شهدته من تحولات ومتغيرات، معظمها، بطبيعة الحال، إيجابى على كافة المستويات والمسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية بين أبناء هذا الوطن، ورغم هذه التحولات وتلك المتغيرات تبقى الفترة فعلا قصيرة للحكم على نجاح الثورة من عدمه، ومن هنا كان من غير الطبيعى ظهور هذه النغمة الشاذة ممثلة فى الحديث عن محاولة بعض التيارات استبعاد تيارات أخرة، أو تهميش دورها، أو محاولة بعض التيارات توجيه الاتهامات لتيارات أخرى بمحاولة السطو والسيطرة على منجزات الثورة.

وكان فى مقدمة التيارات التى تم توجيه الاتهامات لها بمحاولة الاستيلاء على الثورة، الإخوان المسلمين، وفى مقدمة التيارات التى جرت محاولات لتهميشها، الأقباط والبدو والنوبيين، لتبقى سلبيات ما قبل الثورة تطل من جديد.

إننا فى مرحلة جديدة الباب فيها مفتوح أمام الجميع ـ إلا الفاسدين ـ للمشاركة فى إعادة بناء هذا الوطن والرقى به، والمساهمة فى نهضته وتقدمه، ولذا من حق الجميع أن يكون لها الإطار الفكرى والتنظيمى الذى ينطلق منه، بما يضمن أمن هذا الوطن واستقراره.

ومن هنا أقول إننى سأكون إخوانياً إذا كان البعض سيحاول النيل من دور الإخوان فى الحياة المصرية، أو محاولة تشويه هذا الدور، أو اتهامه بما ليس فيه، أو جعله محظوراً كما كان يسمى فى العهد البائد.

وسأكون مسيحياً إذا وجدت أن نفس ممارسات الاستبعاد والتشويه والتهميش وبث الفتنة التى كانت سائدة قبل الثورة، وكانت أقرب لسياسات ممنهجة يتبناها ويرعاها النظام، ما زالت قائمة، بما يحرمهم من أبسط حقوقهم.

وسأكون بدوياً إذا استمرت نفس الاتهامات التى كانت توجه للنوبيين بالعمالة والاتجار فى المخدرات والنهب والسلب، وغير ذلك من قائمة طويلة كان يتعاطى بها النظام البائد مع قطاع واسع وعظيم من شعبنا كان له السبق فى معظم انتصاراتنا الخالدة، وفى مواجهة غزوات أعدائنا عبر حدودنا الشرقية منها والغربية.

وسأكون نوبياً إذا استمرت الاعتداءات على حقوق النوبيين وتراثهم الخالد، واستغلال ثرواتهم وأراضيهم ومقدراتهم لحساب بعض الأفراد، ولتضخيم ثروات البعض الآخر، كما كان سائداً على يد عدد من مسئولى الفساد فى النظام المنهار.

إننا يجب أن نتفق جميعاً أن الشعب هو صاحب هذه الثورة، وهو الضامن لها، فإذا تعددت الأحزاب والمؤسسات وتعدد المرشحون والمرشحات، أيا كانت انتماءاتهم أو خلفياتهم الفكرية والثقافية، فإن صندوق الانتخابات، فى ظل انتخابات حرة وكريمة ونزيهة تخضع لرقابة فاعلة، وفى ظل دستور يقره الجميع، هو الفيصل بين الجميع، وعلى الجميع أن يرضى بنتائجه.

وبعد فوز أى تيار أو حزى أو توجه أو جماعة أو ائتلاف، أيا كانت المسميات فإن الرقابة الشعبية والرقابة الرسمية، وكذلك الانتخابات التالية تكون هى الفيصل فى التعاطى مع أى انحرافات على أى مسار من المسارات.

إننا نبدأ عهداً جديداً بطموحات عظيمة، وتحديات أعظم، فدعونا نفرح بما تحقق من إنجازات، ودعونا نترك المجال أمام الجميع ليشارك فى بناء هذا الوطن، ويساهم فى تحقيق هذه الطموحات، مع التصدى بحزم وحسم لكل فاسد يحاول تشويه هذه الثورة أو الالتفاف عليها، لتحقيق مصالح ضيقة أو شخصية.

إن مصرنا الجديدة، حاميها ربها، ولم لا، وهى كنانته فى أرضه، وضامن هذه الحماية شعبها، وآلية هذه الحماية الرقابة والمحاسبة الفاعلة والدورية، الرسمية والشعبية، فليعمل الجميع، وينتبه الجميع، وليواجه الجميع كل الفاسدين والآفاقين والمحتالين، فلا مجال لهم بعد اليوم على تراب هذا الوطن.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة