قال الناقد والمترجم المغربى عمر أوجان، إن وزارتى الثقافة والإعلام تضامنا معًا فى عدم الترويج لمعرض الدار البيضاء الدولى للكتاب فى دورته السابعة عشر خوفًا من وجود جمهور كبير قد يؤدى إلى تجمعات تتحول إلى مظاهرات سياسية سليمة تطالب بالتجديد والتغيير من أجل ملكية دستورية بالمغرب.
وأكد عمر أوجان فى تصريحات خاصة لــ"اليوم السابع" على أن الدعوة لمقاطعة فعاليات معرض الدار البيضاء للكتاب قُدمت على طبق من ذهب لوزارة الداخلية المغربية، موضحًا "لأن أصحاب هذه الدعوة فوتوا على المثقفين الحقيقيين فتح حوار حول اللحظة الراهنة التى تشهدها مصر ومادى إمكانية إسهام الثقافة فى التغيير إن لم تكن بالثورة".
وأشار أوجان إلى أنه هناك مطالب بالتجديد والتغيير من أجل ملكية دستورية بالمغرب، بالإضافة إلى تغيير حكومة "آل الفاسي" التى يرأسها الوزير الأول عباس الفاسى مع أهله وعشيرته وأقربائه، والتى يطالب الكثير بمحاكمتها لإهدار المال العام والانحدار بالمغرب إلى مستوى أصبح القضاء لا يعتد به، فنشأت الفروق الاجتماعية التى تضخمت هوتها بين الطبقات الفقيرة والغنية فانعدمت الطبقة المتوسطة.
وأضاف أوجان "والدليل على صحة هذا الرأى والتحليل هو التواجد الأمنى المكثف الذى نشهده منذ بدء المعرض، خوفًا من أى تظاهرات سليمة فى ساحة المعرض".
وشدد أوجان على أن الرؤية الأمنية تسببت فى خنق الرؤية الثقافية، موضحًا "وذلك هو الدافع الحقيقى الذى انتقد على أساسه المثقفين الحقيقيين وزير الثقافة المغربى بنسالم حميش لخضوعه لهذه الرؤية الأمنية وتوجهاتها السياسية، فلم تعد الثقافة فى المغرب مستقلة برؤيتها بل أصبحت خاضعة لوزارة الداخلية والسبب فى ذلك إنصياع بنحميش لهذه التوجهات، وانقلابه على فكره وكتاباته قبل أن يكون وزيرًا للثقافة.
واستكمل أوجان "إن الزلازل السياسى الذى انطلق من تونس ونجح فى مصر قد بات يهدد باقى الدول العربية، وأصبحت الرؤية الأمنية هى المسيطرة على حساب الثقافة والتعليم والصحافة وكل وسائل التنوير التى يمكنها أن تدعم الثورة أينما وجدت بالعالم العربى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة