محمد فاروق أبو فرحة يكتب: سلمية قلبت ثورة

الأحد، 20 فبراير 2011 03:39 م
محمد فاروق أبو فرحة يكتب: سلمية قلبت ثورة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يجب أن أقول إنه حدثت أشياء كثيرة متغيره داخل نفوس الشعب المصرى فى الفترة الماضية، فليس أغلب الشعب المصرى الفقير يهتم بالسياسة، ولكنه يهتم بلقمة العيش فقط، ويوجد آخرون يعرفون الإنترنت ولكن لم يسمعوا عن مظاهرات سوف تخرج يوم 25/1/2011 وآخرون عرفوا ولم يبالوا بالأمر كثيرا، بسبب انشغالهم فى أعمالهم، وهنا بدأت الحكاية.

سوف أشرحها من وجهة نظر تحمل الخطأ أو الصواب، بدأت بمجموعة من شباب الفيس بوك قرروا أن يقولوا لا للظلم مما حدث لخالد سعيد الذى قتل فى الإسكندرية على أيدى الشرطة، وقد اتفقوا مع شباب آخرين فى محافظات كثيرة على الخروج فى هذا اليوم والتنديد بالظلم وهذا اليوم هو عيد الشرطة، وقد استجاب كثيرون من الشباب لذلك وبدأت المظاهرات والمواجهات.. وهنا حدث شعور غريب ممن يشاهد الأحداث من بعيد، فقد أصيبوا بشعور من الخوف والصدمة وقرروا الانتظار والاكتفاء بالدعاء والمشاهدة.

وآخرون انضموا لهم وقال الجميع سلمية سلمية حتى جاء الليل وقرر الأمن المركزى إخلاء الميدان بالقوة، لكى يذهب الناس إلى أعمالهم وحدث ضرب وغازات مسيلة للدموع ومناظر كثيرة لم أكن أتصور يوما أنى سوف أشاهد هذه المناظر فى مصر، وبعدها قال التليفزيون المصرى إنهم عملاء ومأجورون يريدون تخريب الوطن، وصدق الكثيرون هذا الكلام وذلك بعد إحداث 28/1/2011 من دمار وسرقات وحرق للقاهرة ومدن أخرى كثيرة وكم بكى الكثيرون لرؤية الحرائق المشتعلة فى القاهرة واقتنعوا بشدة أن من قام بذلك هم من فى ميدان التحرير.. فالبعض كان يريد الحياة (وردى وردى)، نعم تم تغييب المشاهدين للأحداث، ولكن كل هذا لم يكن فى ذهن أى إنسان أن هذه المظاهرات سوف تتحول ثورة.

ونزل الشعب يحمى نفسه بنفسه وأغلب من ليس لهم دخل بالموضوع وجد نفسه فى (حيص بيص) بسبب من هم فى ميدان التحرير كما تصور البعض، وأخذوا يطالبونهم أن يعودوا إلى منازلهم كى تعود الحياة على ما كانت وكى يعود الأمان الذى فقد نتيجة ترك الشرطة لمواقعهم، ولكن رفض من هم فى الميدان أن يعودوا وتشبثوا بموقفهم الداعى إلى التغيير مهما حدث.

وخرج خطاب الرئيس الذى قال فيه إنه لم يكن ينتوى أن يرشح نفسه فى الانتخابات القادمة وأنه سوف يموت على هذه الأرض، وقد زاد الحنق على من هم فى ميدان التحرير، فاعتقد الكثيرون من خلال الإعلام المصرى أنهم السبب فيما حل بمصر، وبما حل برئيسهم، فلقد شاهدنا الرئيس القوى ولأول مرة فى وضع لم نكن نحب أن نراه فيه فهو رئيس مصر أكبر دولة عربية.

وخرجت جماهير كثيرة تطالب الرئيس أن يبقى فى السلطة حتى شهر سبتمبر القادم، وخرج الفنانون والرياضيون وغيرهم كثيرون منفعلون جدا مما سمعوه من الرئيس ولقد بكى الكثيرون وتعاطفوا معه، نعم كان أغلب الشعب المصرى يريدون أن يكتفى الرئيس بما قدم ولا يرشح نفسه مرة ثانية أى (الانتقال الآمن للسلطة) ولكن الانقسام كان، ممن يطالبون فى ميدان التحرير برحيله الآن، ومن يطالبون فى كثير من المنازل والقرى أن يبقى حتى نهاية مدته ويسلمها بأمان؟

وبعد هذا الخطاب فهم الجميع إنها ثورة ولم تعد مظاهرات مثل أى مظاهرة كنا نسمع عنها من قبل فقد تحولت بطريقة سريعة جدا فى نظرنا إلى ثورة تضم نخب كثيرة من المجتمع بجميع طوائفه، فهم يتمنون أن يرحل فهو من وجهة نظرهم كابوس قابع وكاتم على صدور الشعب المصرى، ولهم مطالب تزداد مع مرور الوقت، وفى اعتقادى أن من دعوا إلى هذه المظاهرات لم يكن يخطر على بالهم أنها سوف تتحول إلى ثورة تطيح بالرئيس ونظامه تماما.

وهنا وجد أغلب الشعب المصرى نفسه مشتتا بين من يقول لابد من التغيير الآن وبين من توقف تماما عن الكلام المباح، وجلس كثيرون يشاهدون من بعيد من هم فى ميدان التحرير وما سوف يحدث، وبمرور الوقت يزداد المؤيدون لمن هم فى ميدان التحرير وتقريبا أغلب فئات مصر أصبحت فى ميدان التحرير الذى ضاق بهم.

صدق أو لا تصدق إنها حقا أصبحت ثورة، ولا حل لها إلا أن يتنحى الرئيس فجميع من يؤيده إما توقف عن تأييده أو انقلب ضده بين يوم وليلة، أو وقف يشاهد من بعيد، ولكن الجميع مؤيد أو معارض أو ثورى الكل كان يدعوا لمصر أن تخرج من النفق المظلم بأى شكل من الأشكال وبأسرع وقت ممكن، فالكل يحب مصر ويضحى بحياته من أجلها.

وقد تنحى الرئيس مبارك مجبرا وترك الجمل بما حمل، وترك أمانة مصر فى يد القوات المسلحة التى تواجه بسيل من الطلبات من جموع الشعب الذى كان صامتا لا يتكلم، والآن فقد تكلم الشعب.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة