أجمع عدد من المثقفين، على أن ما تشهده الدول العربية الآن من مظاهرات واحتجاجات مطالبة بإسقاط أنظمتها، هى نتيجة طبيعية لسياسة القمع التى تتبعها تلك الحكومات مع شعوبها، وإفراز طبيعى لحالات القمع والاستبداد التى يتعرض لها المواطنون، مؤكدين على أن نجاح التجربتين التونسية والمصرية كانت دافعاً ومحفزاً لتلك الدول للحصول على الحرية من جديد.
وقال الروائى والقاص إبراهيم أصلان، إن ما حدث شىء متوقع، فالمنطقة العربية بأكملها تعيش حالة من القهر السياسى منذ سنوات وآن لها أن تتحرر من كل هذا، مشيراً إلى أن الثورتين المصرية والتونسية كانت بمثابة شرارة البدء لكل الشعوب العربية.
وأضاف أصلان، حان الوقت أن تتحرر تلك الشعوب وتخرج من جحورها لتطالب بكرامتها وحريتها وتدافع عن كبريائها.
واتفق معه الروائى عزت القمحاوى، أن ما حدث فى مصر وتونس أثبت أن الدول العربية فى طريقها لاستعادة الحرية، وأننا أمام جيل جديد بعيد تماماً عن كل الرطانة السياسية السابقة للحكومات والمعارضات.
وأشاد القمحاوى بالشباب المطالب بالتغيير قائلا: هذا الشباب منفتح إنسانياً وسياسياً وتجاوز بوعيه التقسيمات السياسية والدينية، كما أنه جيل يهتم بفكرة الكرامة الإنسانية، ويدرك معنى التغيير والاختلاف وأبرز مثال على ذلك شباب 25 يناير.
وعن تشابه السيناريو فى معظم الدول العربية الآن مثل ليبيا والبحرين والجزائر وغيرهم، قال: نفس السيناريو الغبى لقمع المظاهرات يتكرر فى كل الدول العربية، وإذا نظرنا لجوهر تلك الثورات سنجدها إفرازاً للصدام الناتج بين اتجاه العولمة، والديمقراطية الذى يتجه إليه الشباب واتجاه العصابة، والقمع الذى تتبعه السلطات الحاكمة.
وقال الباحث الدكتور على مبروك، الأنظمة الحاكمة فى الدول العربية بمثابة نسخ كربونية جميعها تتبع سياسة القهر والاستبداد، ومن الطبيعى أن تثور عليها شعوبها، خاصة بعدما ضاقت من كل ما يحدث.
وأضاف مبروك، أنه لا يوجد خلافات قوية بين الشعوب العربية، لذلك من الطبيعى أن تثور جميعها فى هذا الوقت تحديداً، مشيراً إلى أن الشعوب بدأت تتشجع، وتتعلم من بعضها وتدرك أن هذا هو وقت التغيير.