انتقد رئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض الأحد بشدة تلويح الإدارة الأمريكية بقطع مساعداتها عن الشعب الفلسطينى، مؤكدا رفضه "الابتزاز" الأمريكى والمساومة على الحقوق الفلسطينية مقابل حفنة من الدولارات.
وفى هجوم نادر على الإدارة الأمريكية بعد تلويحها بقطع المساعدات عن الفلسطينيين فى حال إصرار القيادة الفلسطينية على التوجه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار بإدانة الاستيطان الإسرائيلى قال فياض "لم ولن نقبل الابتزاز، وشعبنا لن يقبله أبدا ونحن أصلا غير معنيين بالحصول على مساعدات من اى جهة تلوح بقطع مساعداتها لأسباب سياسية".
وأضاف فياض فى تصريحات صحفية أدلى بها فى قرية الجلمة شرق جنين فى الضفة الغربية أثناء افتتاحه مدرسة "أؤكد أننا لن ننظر للمساعدات التى تقدم لنا على أنها بديل عن حرية شعبنا ونحن أصحاب حق وحقوقنا لليست للبيع أو المساومة والمقايضة من اجل حفنة من الدولارات لم تكن كذلك ولن تكون يوما أبدا".
وتابع فياض أن "الحقوق لا تتجزأ وحقنا فى الحرية والكرامة حق طبيعى من اجل أن نعيش بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وكان أحمد مجدلانى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قال الجمعة إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما "هدد الخميس باتخاذ إجراءات ضدنا وهذا ليس جديدا، فمنذ أكثر من أسبوع ونحن نتلقى تهديدات أمريكية".
ويشير مجدلانى فى كلامه الى اتصال هاتفى أجراه أوباما مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس الخميس.
وأضاف مجدلانى أن التهديدات الأمريكية مفادها "انه إذا مضينا باتجاه مجلس الأمن سندفع أوساطا من الكونغرس لإعادة النظر فى المساعدات الأمريكية التى تتلقاها السلطة الفلسطينية من الولايات المتحدة".
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض "فيتو" يوم الجمعة الماضى فى مجلس الأمن ضد مشروع قرار للمجموعة العربية يدين الاستيطان الإسرائيلى فى الاراضى الفلسطينية المحتلة، ما حمل الفلسطينيين على إعلان عزمهم على إعادة النظر فى عملية المفاوضات.
ونال مشروع القرار موافقة 14 دولة من أصل أعضاء مجلس الأمن ال15. وندد فياض بـ "التصويت المجحف" للولايات المتحدة فى مجلس الأمن داعيا إلى "تغيير المنهج الأمريكى لأنه لا يمكن استمرار الازدواجية فى المعايير".
وأضاف فياض موسعا هجومه على الفيتو الأمريكى "أن قرار الفيتو يجب أن يصدر من قبل الولايات المتحدة ضد الاستيطان والتخريب والعدوان الذى تمارسه سلطات الاحتلال يوميا ضد أبناء الشعب الفلسطينى والتى كان آخرها قيام جرافات الاحتلال وللمرة الخامسة على التوالى بعملية هدم وتخريب فى خربة طانا اليوم" فى الضفة الغربية.
واعتبر أن هذا العمل الإسرائيلى "يستدعى ان يقال لإسرائيل إن هذا عمل همجى وتدميرى يتطلب فيتو من الولايات المتحدة، وليس فيتو على شعب يسعى إلى الحرية والاستقلال والعيش بحرية وكرامة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". وشدد فياض على "ضرورة العمل على إنهاء الاحتلال لأن إسرائيل قوة محتلة، وهذا ما أجمع عليه العالم بعد أن صوتت 14 دولة من أصل 15 على دعم قرارنا ومشروعنا الوطني". واعتبر "أن هذا يدل ويؤكد أن أغلبية ساحقة تقف إلى جانبنا ألا وهو عدم مشروعية الاستيطان".
رئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة